تونس: اظهر تقرير عن التغطية الاعلامية لنشاط الفاعلين السياسيين في تونس خلال شهر ايلول/سبتمبر الماضي ان وسائل الاعلام التونسية quot;لم تكن منصفةquot; في تعاطيها مع القوى السياسية وذلك قبل موعد انتخابات تاريخية الاحد المقبل في البلاد.
وابرز التقرير الذي صدر نهاية الاسبوع الحالي عن quot;وحدة مراقبة وسائل الاعلامquot; في الهيئة العليا المستقلة للانتخابات ان مختلف وسائل الاعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة منحت مساحة او وقتا اكثر لفاعلين سياسيين لا يزيد عددهم عن عدد اصابع اليد الواحدة دون اكثر من مئة حزب.
ولاحظ التقرير ان quot;القنوات التلفزيونية التزمت الحياد في تغطيتها لنشاط الفاعلين السياسيين عموما لكنها لم تكن منصفة في توزيع ازمنة البث والكلامquot;. واوضحت ان quot;القناة الوطنية الاولى (عامة) خصصت اعلى نسبة تغطية للتكتل الديمقراطي من اجل العمل والحريات اما قناة نسمة (خاصة) فقد خصصت اعلى نسبة تغطية للحزب الديمقراطي التقدمي في حين خصصت قناة حنبعل (خاصة) اعلى نسبة للنهضةquot;.
وفي مستوى الاذاعات لاحظ التقرير ان quot;الاعلام الاذاعي العمومي اجمالا اعطى اكبر مساحة للنهضة ثم الحزب الديمقراطي التقدميquot; ومنحت الاذاعة الوطنية اكبر مساحة لحزب النهضة الاسلامي واذاعة الشباب منحت مساحة متساوية لحزبي النهضة والمبادرة في حين منحت اذاعة موزاييك اف تم الخاصة اكبر مساحة للحزب الديمقراطي التقدمي.
وفي مستوى الصحافة المكتوبة اليومية لاحظ التقرير ان quot;تغطية الفاعلين السياسيين لم تكن منصفة اذ نجد ثلاثة احزاب هي الحزب الديمقراطي التقدمي وحركة النهضة والتكتل الديمقراطي للعمل والحريات (..) وقائمة مستقلة وحيدة هي طريق السلامة (ابرز رموزها الاسلاميين عبد الفتاح مورو وصلاح الدين الجورشي) حصلت على اكثر من 10 بالمئة من المساحة المخصصة للفاعلين السياسيينquot;.
اما في الصحافة المكتوبة اجمالا فقد quot;لاحظت الوحدة ان خمسة فاعلين سياسيين تجاوزوا المساحة المخصصة لهم في الصحافة المكتوبة 10 بالمئة وهم الحزب الديمقراطي التقدمي وحركة النهضة والتكتل الديمقراطي والاتحاد الوطني الحر والقائمة المستقلة طريق السلامةquot;.
ومنحت صحيفة لابراس (عامة ناطقة بالفرنسية) اكبر مساحة للحزب الديمقراطي التقدمي في حين منحت صحيفة الصحافة (عامة) اكبر مساحة للنهضة ثم الحزب الديمقراطي. ومنحت صحيفة الشروق (خاصة) التي تعد الاوسع انتشارا في تونس اكبر مساحة للنهضة اما صحيفة الصباح (خاصة) فقد منحت اكبر مساحة للقائمة المستقلة طريق السلامة ثم للتكتل الديمقراطي ثم حركة النهضة.
ولاحظ التقرير تركز تغطية الفعاليات السياسية في العاصمة وضعف تغطية الجهات وايضا ضعف الحضور النسائي في هذه التغطية. وتشهد تونس في 23 تشرين الاول/اكتوبر الجاري انتخابات تاريخية لمجلس وطني تاسيسي تعود معه الشرعية لمؤسسات الدولة وتتمثل مهمته الاساسية في صياغة دستور الجمهورية الثانية في تاريخ تونس المستقلة.
التعليقات