القدس: يبدو موقف رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو اقوى مع تصاعد شعبيته في اسرائيل على اثر اطلاق الجندي جلعاد شاليط بعد اسره اكثر من خمس سنوات على الرغم من الانتقادات التي وجهت اليه بعد توقيعه اتفاق تبادل الاسرى مع حركة حماس.

وجازف نتانياهو بقبوله التسوية مع حماس من اجل مبادلة ضابط الصف الشاب الذي احتجز في غزة مقابل مئات الاسرى الفلسطينيين. الا ان نتانياهو ليس مستعدا بعد للقيام بتنازلات كبيرة لاقناع الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالعودة الى طاولة المفاوضات.

واعرب نتانياهو عن استعداده لتجميد محدود للاستيطان في الضفة الغربية يشمل quot;بناء مبان عامة على الاراضي التي تسيطر عليها الدولةquot;، حسبما اورد موقع صحيفة quot;هآرتسquot; الجمعة بينما طالب عباس بوقف كامل للبناء في المستوطنات.

ويرى افرايم انبار استاذ العلوم السياسية في جامعة بار ايلان في تل ابيب انquot;تحرير شاليط لم يفعل شيئا سوى تعزيز قيادة نتانياهو واستقرار ائتلافهquot;. واضافquot;ومع غياب البراغماتية في الجانب الفلسطيني لا اعتقد ان امام مفاوضات السلام فرصة ولو ضئيلة بالتقدمquot;.

واعلنت اسرائيل الاحد عن بناء 2600 وحدة سكنية في حي جفعات هماتوس الاستيطاني في القدس الشرقية المحتلة قبل نشرها لقائمة اسماء المجموعة الاولى من 477 اسيرا فلسطينيا سيفرج عنهم في اطار صفقة التبادل مع حماس.

كما وقام نتانياهو مؤخرا بالاعلان عن نيته دراسة وسائل لاضفاء الشرعية والقانونية على البؤر الاستيطانية العشوائية في خطوة اثارت استياء المجتمع الدولي. ويحظى نتانياهو حاليا بدعم شعبي قوي عقب صفقة شاليط وفقا لاخر استطلاعات الراي التي تشير الى ان ثلاثة ارباع الاسرائيليين يوافقون على عملية التبادل.

ويعود الفضل لنتانياهو لارجاعه للمرة الاولى منذ 26 عاما جنديا اسرائيليا على قيد الحياة بعد اسره الامر الذي يظهره بمظهر الاب الذي يرعى مصالح ابنائه بعيدا عن صورته كسياسي لا يعمل سوى لمصلحته.
وقال نتانياهو لدى استقبال شاليط quot;هناك قرارات معينة يصعب اتخاذها وعلى القائد وحده ان يتحمل مسؤوليتهاquot; في محاولة منه لتغيير صورته باعتباره مترددا ويتأثر بالضغوط.

ويصور نتانياهو في اسرائيل غالبا على انه quot;بارع جداquot; في الاتصالات، وهو يبدو اليوم كمن لا يهزم قبل سنتين من الانتخابات العامة. ويستطيع نتانياهو الادعاء بانه قاوم ضغوط الرئيس الاميركي باراك اوباما الذي حثه على تقديم تنازلات في موضوع الاستيطان واستقباله استقبال المنتصرين في الكونغرس عند زيارته لواشنطن في ايار/مايو الماضي.

ويرى العديد من مواطنيه ان رئيس حزب الليكود اليميني دافع بطريقة quot;رائعةquot; عن قضيتهم في خطاب القاه امام الجمعية العامة للامم المتحدة في ايلول/سبتمبر بعد اعلان الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن تسليم طلب عضوية دولة فلسطين في الامم المتحدة.

ويرتكز نتانياهو الذي بلغ من العمر 62 عاما الجمعة باغلبية 66 مقعدا هم نواب اليمين من اصل 120 نائبا في الكنيست، ومع شعببيته الاخذة في الارتفاع يتوقع ان يكمل بارتياح ولايته حتى نهاية عام 2013.
كما وتمكن ايضا من احتواء حركة الاحتجاجات الشعبية الاجتماعية التي شهدتها اسرائيل الصيف الماضي. وتعهد نتانياهو الذي ينسب اليه الفضل في قوة الاقتصاد الاسرائيلي المذهلة بمراجعة مواقفه الراسمالية الليبرالية في الاقتصاد من اجل تحقيق مطالب المتظاهرين المطالبين بالعدالة الاجتماعية.