واشنطن: تسبق الانتخابات الرئاسية الاميركية في السادس من تشرين الثاني/نوفمبر 2012 آلية طويلة تسمح للناخبين الجمهوريين باختيار مرشحهم الذي سيواجه الرئيس الديموقراطي باراك اوباما المرشح لولاية ثانية.

ولكل ولاية اميركية قانونا انتخابيا خاصا بها. ويمكن للناخبين تعيين مرشحهم اما في مجالس ناخبين (كوكوس) او من خلال انتخابات تمهيدية.

وتنعقد مجالس الناخبين على مستوى الدوائر ثم الكونتيات ثم الولاية لاختيار المندوبين الذين يؤيدون مرشحا معينا خلال مؤتمر الحزب وهي محصورة بالناخبين المسجلين في الحزب.

اما الانتخابات التمهيدية فهي اشبه بعمليات الاقتراع الاعتيادية وتتضمن صناديق اقتراع وبطاقات تصويت ويدلي الناخبون باصواتهم فيها خلف ستائر.

وتعين الانتخابات التمهيدية ومجالس الناخبين المندوبين الذين سيشاركون في مؤتمر حزبهم الذي ينصب المرشح رسميا.

ويعقد الحزب الجمهوري مؤتمره في تامبا باي (فلوريدا، جنوب شرق) خلال الاسبوع الذي يبدا في 27 اب/اغسطس 2012.

اما من الجانب الديموقراطي، فسوف يعين الحزب الرئيس اوباما مرشحا عنه رسميا خلال المؤتمر الديموقراطي الذي سيعقد في اسبوع الثالث من ايلول/سبتمبر 2012 في شارلوتفيل في شمال كارولاينا (جنوب شرق).

والواقع ان اسم الفائز بالترشيح يظهر منذ الانتخابات التمهيدية ومجالس الناخبين، والمؤتمر غالبا ما يصادق منذ دورة الاقتراع الاولى على الخيار الذي يكون تبلور.

وتبدا استشارات الحزب الجمهوري في 3 كانون الثاني/يناير في ايوا (وسط) مع تنظيم مجالس الناخبين، تليها نيوهامشير (شمال شرق) التي تنظم اول انتخابات تمهيدية. وبعدها تنظم شمال كارولاينا (جنوب شرق) وفلوريدا (جنوب شرق) استشاراتهما.

ويعتبر اختيار المرشحين في هذه الولايات الاربع اختبارا كبيرا لحظوظ مختلف المتنافسين. وفي حال مني احد المرشحين بهزيمتين او ثلاث على التوالي، فذلك يقضي على حظوظه، في حين ان تسجيل انتصارين او ثلاثة على التوالي يضاعف حظوظ المرشح.

وكان اوباما فاز في 2008 في مجالس الناخبين في ايوا عن الديموقراطيين. وبعد ذلك حققت منافسته انذاك هيلاري كلينتون فوزا في الانتخابات التمهيدية في نيوهامشير، ما عاد وحرك حملتها مبقيا الغموض مخيما بشان الترشيح الذي فاز به في نهاية الامر اوباما.

ومن الجانب الجمهوري، فاز مايك هاكابي عام 2008 في الانتخابات التمهيدية في ايوا غير ان جون ماكين هو الذي فاز في نهاية الامر بالترشيح بعد بضعة اشهر.

وتكون الانتخابات التمهيدية اما quot;مفتوحةquot; امام جميع الناخبين او quot;مغلقةquot; اي محصورة بالناخبين المسجلين كديموقراطيين او جمهوريين.

ويقرر الناخب في الانتخابات التمهيدية quot;المفتوحةquot; يوم الاقتراع الحزب الذي سيدلي بصوته فيه فيبلغ المشرفين على عملية الاقتراع بخياره لدى وصوله الى مكتب التصويت ويتسلم عندها بطاقة اقتراع تتضمن قائمة مرشحي الحزب الذي اختاره.

وفي الانتخابات quot;المفتوحةquot; يمكن لناخب اي من الحزبين المشاركة في الانتخابات التمهيدية للحزب الاخر غير انه يفقد بذلك امكانية الادلاء بصوته في انتخابات الحزب الذي ينتمي اليه على اللوائح الانتخابية.

اما في الانتخابات التمهيدية quot;المغلقةquot;، فوحدهم الناخبون المسجلون على لوائح اي من الحزبين يدلون باصواتهم في حين لا يسمح للمستقلين بالتصويت.

وفي مجالس الناخبين، يلتقي ناخبو كل من الحزبين ضمن مجموعات صغيرة في المساء عادة في صالات محلية فيتناقشون لبضع ساعات قبل ان يختاروا مرشحا.

الحرب الغائب الاكبر عن خطاب المرشحين للانتخابات الرئاسية الاميركية

الحرب في افغانستان، مخاطر الارهاب، الاحتباس الحراري، العنصرية او زواج مثليي الجنس، كلها مواضيع ساخنة ومثيرة للجدل لن تحتل مكانة بارزة في حملات المرشحين للانتخابات الرئاسية الاميركية عام 2012 في وقت يبقى وضع الاقتصاد الهم الاول للاميركيين.

ونادرا ما تهيمن السياسة الخارجية على الحملات الانتخابية في القوة الاقتصادية الاولى في العالم، لكن قبل عام من انتخابات 6 تشرين الثاني/نوفمبر 2012، فان صمت الطبقة السياسية عن المسائل الدبلوماسية قد يكون مدويا اذ سيغفل الجدل السياسي العديد من المواضيع المهمة بل الحيوية مثل الربيع العربي الذي يبدل معالم العالم العربي والحرب المستمرة في افغانستان.

وقال الخبير السياسي كوستاس بانايوبولوس من جامعة فوردهام في نيويورك quot;حتى الارهاب تراجع الى اقل من 10% على سلم اولويات الناخبين الاميركيين في هذه الانتخاباتquot; بعد عشر سنوات على اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر.

ورجح الا يتطرق المرشحون الى مسائل السياسة الخارجية الا ان تناولوها من زاوية اقتصادية، مثل مسالة الاعتماد على الواردات للتزود بالطاقة او مشكلات العلاقة مع الصين.

ووصل البعض الى حد المجاهرة بجهلهم بشؤون باقي العالم ومنهم المرشح الجمهوري هيرمان كاين الذي اعلن متباهيا خلال لقاء تلفزيوني quot;ان سئلت من هو رئيس اوزبك-بك-بكستان-ستان، فسوف اقول ان لا علم لي اطلاقا بذلكquot;.

وان كان الرئيس باراك اوباما المرشح لولاية ثانية اعلن الانسحاب من العراق بحلول نهاية 2011 ومن افغانستان بحلول نهاية 2014، الا ان الوضع في هذين البلدين لم يتبلور بعد وما زال موضع شكوك كبرى.

غير ان جون مولر الاستاذ في جامعة اوهايو لا يتوقع ان يهاجمه الجمهوريون على هذه الجبهة، في حين انهم كانوا من اطلق هاتين العمليتين العسكريتين اللتين لا تلقيان تاييدا في الراي العام.

وقال ان الجمهوريين quot;اقروا بشكل اساسي بالكوارث في افغانستان والعراق ولا يرغبون في تكرارهاquot;.

اما باقي العالم الذي يسجل تباطؤا في النمو، فلا يتوقع بانايوبولوس ان يحضر في الحملة الانتخابية الاميركية الا في حال ارتباطه بالمستوى المعيشي للاميركيين، ذاكرا على سبيل المثال المنافسة مع الصين التي غالبا ما تلقى عليها المسؤولية في العديد من مشكلات الاميركيين في الجدل السياسي في واشنطن.

كما لا يتوقع ان يتهم باراك اوباما بالضعف والتخاذل في مواجهة خطر الارهاب، وقد سجل في حصيلته تصفية اسامة بن لادن بعدما عجز الرئيس السابق جورج بوش عن القبض عليه.

وقالت ليسلي فيلدمان من جامعة هوفسترا ان quot;الكل كان يعتقد ان (مكافحة الارهاب) ستكون نقطة ضعفه، لكن تبين انها الورقة الرئيسية بيدهquot;.

اما التغيير المناخي، فلن يكون له وقع كبير على الحملة، وقد خفض اوباما نفسه طموحاته بهذا الصدد الى حد بعيد.

وقال مولر ان quot;الحلول الوحيدة المطروحة تقضي اما بزيادة نفقات الدولة او فرض قيود على الشركات. والحلان لا يلقيان تاييدا في الوقت الحاضرquot;.

كما ستبقى المسائل الاجتماعية ثانوية مثل وضع مثليي الجنس في الجيش الذي لقي تسوية مؤخرا.

وقالت فيلدمان ان المرشحين quot;سيتجنبون التطرق الى زواج مثليي الجنس وكل المسائل الاخرى المرتبطة بالمثليةquot; معتبرة ان الجمهوريين لن يشنوا هجوما حول هذا الموضوع خشية ان يبعدوا عنهم ناخبي الوسط الاكثر ليبرالية في المسائل الاجتماعية والذين تعتبز اصواتهم اساسية للفوز في الانتخابات.

وان كانت مسالة وصول مرشح اسود الى البيت الابيض هيمنت على انتخابات 2008، الا انه من غير المتوقع ان تبرز المسائل العرقية في حملة انتخابات 2012 ولو ان الازمة تطاول بصورة خاصة الاقليات.

حتى تقدم مرشح جمهوري من اصل افريقي هو هيرمان كاين بالكاد لفت انتباه وسائل الاعلام.

وقال مولر quot;قد تكون الولايات المتحدة تتطور اخيراquot; على هذا الصعيد.