دعا العاهل السعوديقادة الدول الاسلامية إلى الحفاظ على الأمة ونبذ العنف والتفرقة والحفاظ على الأمن والاستقرار، لافتا إلى أنه يخرج بطاقة غريبة يستمدها من جموع الحجاج الغفيرة كل عام.


صورة أرشيفية للعاهل السعودي

منى:
دعا العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز قادة الدولة الاسلامية إلى الحفاظ على الأمة، ونبذ العنف والتفرقة والحفاظ على الأمن والاستقرار، مطالبا إياهم بأن يتخذوا من الحج quot;وسيلة للتعلمquot;.

وقال العاهل السعودي في كلمة وجهها للحجاج هذا العام اليوم الاثنين quot;فبالأمن والاستقرار تنمو المجتمعات، ويزدهر الاقتصاد، ويَعُمّ الرَّخاء، وتتقدَّم الأُمَّة، ولْيَتَّخِذِ المسلمون، في كُلّ مجتمعاتهم، مِن الحجّ وسيلة للتَّعلُّم، فمِنْ غايات الحَجّ العُظْمَى الوحدةُ والتَّضامُنُ، وَنَبْذُ الفُرقةِ والتَّشاحُنِquot;.

واستشهد العاهل العاهل السعودي بما قاله النبي الكريم محمَّدٍ في حجّة الوداع: quot;إنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ، كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا، فِي شَهْرِكُمْ هَذَا، فِي بَلَدِكُمْ هَذَاquot;.
وأكد العاهل السعودي إنه يتعلم في كل حج من الجموع الغفيرة، مبينا أنهم يمنحون أضواء الأمن والطمأنينة والسكينة.

وأضاف quot;ما مرَّ مَوْسِمُ حَجٍّ إلا وَتَعَلَّمْتُ مِنْ هؤلاءِ الحُجَّاجِ دُرُوسًا بَليغةً. أتأمَّلُهُمْ في غُدُوِّهِمْ وَرَوَاحِهِمْ، وَأَتَدَبَّرُهُمْ في مَسْعَاهُم وَمَمَشَاهُمْ، فَأَخْرُجُ بِطَاقَةٍ غريبةٍ أستمدُّها مِنْ هذه الجُمُوعِ الغفيرةِ، أراهُمْ، وحِين أراهُمْ، أَتَمَلَّى الرِّضَا والبشاشةَ في وجوههم، يَمْضُون لغايتهم التي جاءوا مِنْ أجلها فَرِحِين مُسْتَبْشِرين، يعطف الكبير على الصَّغير، ويحنُو القويّ على الضَّعيف، ويجود الغنيّ على الفقير، في مَشْهدٍ إنسانيّ خالِص، لا نشهده إلا في هذه البقاع الطَّاهرةquot;.

وأوضح العاهل السعودي quot;إنَّ الحجّ يَمْنَحُنا صُوَرًا لا يَحُدّها حَدّ، وطبقاتٍ مِنَ المعاني الدَّفَّاقة، وأَسْمَى هذه المعاني وأَعْظَمُ تلك الصُّوَر، أنَّ الحاجّ ما خرج مِنْ بيته، وما ارتقَى صَعْبًا، ولا نزل سَهْلاً إلا استجابة لنداء التَّوحيد، وأنَّه إذْ يَضْرِب في مناكب الأرض، ويتغرَّب عن الأهل والوطن، إنَّما يَنْشُد معاهدة الله - تبارك وتعالَى - على ذلك، وترى الحاجَّ لا يَصْرفُهُ عنْ غايته هذه صارفٌ مهما يَكُنْ، ولا يَمْنعه عنها مانع، إنَّه ترك كلَّ شِيْء لأجْل بلوغه هذه الأماكن الطَّيِّبة، إلى حيث البيت العتيق، والمشاعر المقدَّسةquot;.