صورة لتظاهرة ضد بشار الأسدأخذت من فيديو نشر على يوتيوب

آخر تحديث الساعة 18:48 بتوقيت غرينيتش

في وقت طالب فيه الأمين العام للجامعة العربية إعطاء المبادرة العربية فرصة، أكد المجلس الوطني السوري أنها وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض النظام وتحديه لها. هذا وتصاعدت العمليات العسكرية في مناطق عدة في سوريا أمس، حيث أعلن عن مقتل 20 مدنياً.


دمشق، القاهرة: دعا الناشطون من اجل الديموقراطية الى تظاهرات عارمة الجمعة في جميع انحاء سوريا احتجاجا على نظام الرئيس السوري بشار الاسد في حين ادت اعمال القمع الخميس الى مقتل 20 شخصا بحسب منظمات حقوقية.

وستتزامن التظاهرات التي ستحمل عنوان quot;المطالبة بتجميد عضوية سوريا في الجامعة العربيةquot; مع اجتماع في القاهرة للجنة الوزارية العربية الموكلة الملف السوري والتي اتهمت نظام الاسد بعدم احترام الخطة العربية الداعية الى وقف اعمال العنف.

ويلي الاجتماع لقاء اخر موسع السبت يضم وزراء الخارجية العرب كافة. ووافقت الحكومة السورية في 2 تشرين الثاني/نوفمبر على خطة عربية تقضي بالافراج عن المعتقلين وسحب الجيش من المدن وحرية تنقل مراسلي الاعلام.

لكن مذاك قامت قوى النظام بتكثيف عملياتها ما ادى الى مقتل العشرات ولا سيما في حمص (وسط) التي اطلق عليها الناشطون لقب quot;عاصمة الثورةquot; نظرا الى العدد الكبير من quot;الشهداءquot; الذين سقطوا فيها منذ انطلاق الاحتجاجات في 15 اذار/مارس.

والخميس اعلن المرصد السوري لحقوق الانسان عن ارتفاع عدد القتلى برصاص قوى الامن الخميس الى 20 شخصا. وقال المرصد quot;ارتفع الى عشرين عدد الشهداء المدنيين الذين انضموا اليوم الخميس الى قافلة شهداء الثورة السورية بينهم 16 في محافظة حمص. وعثر على جثامين خمسة منهم في مدينتي حمص والرستنquot;.

واضاف المرصد quot;وفي محافظة ادلب استشهد اربعة اشخاص واحد في كفرومة واخر في بنش واثنان في خان شيخونquot;.

وفي المحافظة نفسها، قال المرصد ان quot;اربعة من جنود الجيش السوري على الاقل قتلوا في هجوم نفذه مسلحون يعتقد انهم منشقون فجر الخميس على حاجز للجيش في بلدة حاس قرب مدينة معرة النعمانquot;.

وتحدث المرصد عن quot;مقتل ضابط برتبة ملازم اول وجندي من الجيش النظامي السوري واصابة خمسة جنود بجروح في هجوم نفذه مسلحون يعتقد انهم منشقون صباح الخميس على حاجز في قرية المربعية شرق مدينة دير الزورquot; شرق سوريا. وفي حرستا قرب دمشق وقعت مواجهات بين الجيش ومنشقين مفترضين بحسب المصدر نفسه.

في الوقت نفسه نفذ اضراب عام في عدد من مدن البلاد بدعوة من الهيئة العامة للثورة السورية quot;لاجل عاصمة الثورة حمص ودعما لاهلنا فيهاquot; بحسب تسجيلات نشرت على موقع يوتيوب.

وافاد المرصد السوري ان قوى الامن حاولت اجبار المتاجر على فتح ابوابها في جبل الزاوية في ادلب.

وفي دمشق، قال المرصد ان quot;قوات الامن السورية التي اقتحمت حي برزة من طريق مستشفى تشرين العسكري تنفذ حملة اعتقالات عشوائية في شوارع الحيquot; حيث جرت تظاهرة كبرى بحسبه.

وانتقدت فرنسا والولايات المتحدة اللتان تطالبان برحيل الاسد جمود مجلس الامن الدولي حيال القمع في سوريا الذي اسفر بحسب الامم المتحدة عن مقتل اكثر من 3500 شخص منذ منتصف اذار/مارس.

واطلق المجلس الوطني السوري الذي يضم اغلبية التيارات المعارضة حملة لدى الدول العربية تطالب باتخاذ اجراءات قاسية بحق النظام متهما اياه بارتكاب quot;مجازر فظيعةquot;.

وطالب المجلس بملاحقة النظام امام المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب quot;ابادةquot; وبحماية دولية للمدنيين. كما طالب بالاعتراف به quot;ممثلا شرعياquot; للشعب السوري.

في هذه الأثناء، ناشد الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي من القاهرة، بعد لقائه حسن عبد العظيم من المعارضة السورية الداخلية، كل الأطراف إعطاء المبادرة العربية فرصة، وقال quot;لا يوجد فشل أو نجاح، وهناك خطة نتعامل معهاquot;.

لكن المجلس الوطني السوري رأى أن المبادرة العربية quot;وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض النظام وتحديه لها، من خلال شنّه هجمات دموية على حمص وحماه، أودت بحياة نحو مائة مدني، بينهم أطفال ونساءquot;.

وقال رئيس المجلس برهان غليون في رسالة وجّهها إلى أمين عام الجامعة نبيل العربي أمس: quot;إن الحملات الوحشية التي شنّها النظام على حمص، وتحديدًا حي بابا عمرو، واستخدمت فيها المدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ والطيران الحربي، وأتبعها بهجوم مماثل على مدينة حماه، كانت تقتضي من الجامعة العربية ومن الأمين العام إعلان الإدانة الصريحة والواضحة لسلوك النظام بوصفه خرقًا مباشرًا لما تم الاتفاق عليه في مبادرة الجامعة، عدا عن كونه عملاً مدانًا سياسيًا وإنسانيًا وأخلاقيًاquot;.

وأضاف أنه quot;في ضوء عدم التزام النظام بالبنود التي وضعتها المبادرة العربية (...) فإن المسعى الوحيد في الوقت الحالي هو ضمان حماية المدنيين بكل الوسائل المشروعة طبقًا للقانون الدوليquot;.

وكرر غليون في رسالته للجامعة أن أولويات المجلس الوطني السوري، والتي يأمل تبنيها من قبل الجامعة العربية، تتمثل في تجميد الجامعة العربية لعضوية النظام السوري في كل المنظمات والهيئات التابعة لها، ودعوة الدول الأعضاء في الجامعة إلى فرض عقوبات اقتصادية ودبلوماسية على النظام، تتمثل في وقف التعاون التجاري والاقتصادي معه، وسحب السفراء العرب من دمشق، وإرسال مراقبين عرب ودوليين إلى كل الأراضي السورية لمراقبة انتهاكات النظام وتوثيقها، ودعم جهود المجلس الوطني المطالبة بتأمين حماية دولية عاجلة للمدنيين السوريين بكل الوسائل المشروعة من خلال التواصل مع الأمم المتحدة.

فرنسا والولايات المتحدة تنتقدان عدم تحرك مجلس الأمن الدولي

دولياً، انتقد سفير فرنسا في الأمم المتحدة جيرار آرو الأربعاء quot;لامبالاةquot; بعض أعضاء مجلس الأمن الدولي حيال قمع المتظاهرين في سوريا، في حين دعت نظيرته الأميركية المجلس إلى تحمّل quot;مسؤولياتهquot;. وأضاف آرو في خطاب أمام مجلس الأمن أن quot;مجلس الأمن تخلى عن مسؤولياته: البعض (الصين وروسيا) استخدموا النقض (الفيتو) ضد عمل لمجلس الأمن ولو محدودًا. آخرون اختاروا الامتناع، أي اللامبالاةquot;.

وقال السفير الفرنسي أثناء نقاش في مجلس الأمن الدولي حول حماية المدنيين في مناطق تشهد نزاعًا مسلحًا، quot;في حين تواصل الحكومة السورية إطلاق النار على شعبها، ومحاصرته، وتلجأ إلى اعتقالات تعسفية بالآلاف، وحالات اختفاء قسرية وممارسة التعذيب، لم يتمكن مجلس الأمن بالتالي من الاضطلاع بدوره في مجال حماية المدنيينquot;، مشيرًا إلى quot;فشل ذريعquot;.

وأضاف آرو أيضًا أن quot;فرنسا ستواصل العمل بعزم لكي يضطلع المجلس أخيرًا بدوره، وهو الذي استطاع التثبت من كلفة عدم تحركهquot;. من جهتها، اعتبرت سفيرة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة سوزان رايس أن سوريا تمثل، في مجال حماية المدنيين، التحدي الأكثر quot;إلحاحًاquot; بالنسبة إلى مجلس الأمن.

وأضافت أنه، وعلى الرغم من الفيتو المزدوج الروسي الصيني، فإن quot;الأزمة في سوريا تبقى على جدول أعمال مجلس الأمن، ولن نتوقف حتى يضطلع هذا المجلس بمسؤولياتهquot;. وقد عبّر المعارضون لقرار من مجلس الأمن يشمل عقوبات ضد سوريا، عن آرائهم أيضًا خلال هذا الاجتماع برئاسة الرئيس البرتغالي أنيبال كافاكو سيلفا.

وتطرق السفير الروسي فيتالي تشوركين، وهو يورد الضربات الجوية للحلف الأطلسي في ليبيا، إلى quot;محاولات تلاعب غير مقبولة بقرارات التفويض الصادرة من مجلس الأمنquot;. ورأى أن مثل هذه الأعمال quot;تخرب احتمال القيام بأعمال مشتركة من المجتمع الدولي في أوضاع مماثلةquot;.

من جهته، أعلن السفير الهندي في الأمم المتحدة هارديب سينغ بوري quot;نعتقد أن عددًا من الدول الأعضاء (في المجلس) يرغبون بقوة في استخدام موارد مهمة للحصول على تغيير النظام باسم حماية المدنيينquot;. وشدد السفير الصيني لي باودونغ على أنه يتعين استبعاد أي quot;دوافع سياسيةquot; في العمليات المتعلقة بحماية المدنيين.

وفي الرابع من تشرين الأول/أكتوبر، فشل مجلس الأمن الدولي في تبني قرار يدين النظام السوري، بعد استخدام الصين وروسيا، العضوين الدائمين في المجلس، حق النقض (الفيتو). وامتنعت البرازيل والهند وجنوب أفريقيا ولبنان عن التصويت.

وأعلنت فرنسا وبريطانيا وألمانيا أنها ستبحث عن سبل جديدة لكي يدين مجلس الأمن أعمال العنف في سوريا. وأعلنت المفوضية العليا لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة الثلاثاء أن أعمال القمع في سوريا أوقعت أكثر من 3500 قتيل منذ بدايتها منتصف آذار/مارس الماضي.