صورة لشبيه القذافي الذي يزعم البعض أنه من قُتل وليس الزعيم الليبي

يتداول نشطاء على فايسبوك نبأً يفيد بأن الرجل الذي قتله الثوار الليبيون ليس معمّر القذافي، بل شبيه له يدعى أحميد، وتأتي أقوال خبير روسي موافقة لهذا الإتجاه، حيث شكّك باختلاف لون شعر الجثة، وغياب أثر عملية جراحية خضع لها القذافي في بطنه، ووجود رصاصة إضافية في الرأس.


على غرار ما حدث في أعقاب إعدام الرئيس العراقي السابق صدام حسين صبيحة 30 كانون الأول (ديسمبر) من العام 2006، وعلى غرار ما حدث عقب إعلان أميركا تمكنها من قتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن ليلة 2أيار (مايو) الماضي، حيث شكك البعض في هوية الشخصين المقتولين، شكك البعض في مقتل الزعيم الليبي معمّر القذافي في 20 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، ونشرت على موقع فايسبوك صورة لشخص آخر، قيل إنه شبيهه الذي قتله الثوار في ذلك التاريخ.

القذافي لم يمت

يتداول النشطاء على موقع فايسبوك للتواصل الإجتماعي نبأً يفيد بأن الشخص الذي قتله الثوار الليبيون يوم 20 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي في مدينة سرت، ليس معمّر القذافي، بل شبيه له يدعى quot;أحميدquot;، ونشروا صورة لهذا الشبيه.

ونقل النشطاء أقوالاً منسوبة لخبير روسي، لم تتم تسميته، منشورة في جريدة quot;مصريانوquot;، يزعم فيها أنها أدلة على صدق ما ذهب إليه، جاء فيها: quot;يوم القبض على معمّر القذافي في سرت كان يوماً ممطراً خلافاً لما إتضح في الفيديو الذي ظهرت فيه رياح وأتربةquot;.

وأضاف أن: quot;لون شعر معمّر القذافي أسود، بينما أثناء القبض عليه كان يميل اللون إلى البني. أما الجثة الموجودة في المستشفى فلون الشعر فيهاأسودquot;.

وتابع الخبير الروسي: عندما تم إحضار معمّر القذافي إلى المستشفى، كانت هناك طلقتان، واحدة في الرأس في الجانب فوق الأذن، والأخرى في البطن، ولكن الفيديو الذي ظهر على المواقع الالكترونية يوضح أن هناك رصاصة أخرى في الرأس من الأمام. وأشار إلى أن quot;معمّرالقذافي أجرى عملية جراحية في البطن، وكانت هناك آثار لهذه العملية، لكن الجثة التي عرضت لم توجد فيها تلك الآثار.

تعليقات ساخرة

كتب النشطاء تعليقات متنوعة على الخبر، لكنغالبيتها ساخرة، منها: quot;القذافي لا يموت.. مستر إكسquot;، quot;القذافي بسبع أرواحquot;، quot;القذافي نفسه أكد خبر وفاتهquot;، quot;قالوا قبل كده إن صدام حسين لم يمت، وطلع الكلام كذب في كذبquot;، quot;من أنتم أنا حيّquot;، quot;ناقص كمان تقولوا إن حسني مبارك ما سابش الرئاسة، وإن اللي في السجن شبيههquot;، quot;بصراحة أتمنى أن يكون الخبر صحيحًاquot;.

غير مستبعد

من جانبه، لم يستبعد الدكتور جهاد عودة أستاذ العلوم السياسية في جامعة حلوان هذا السيناريو، وقال لـquot;إيلافquot; إنه من المعروف أن الحكام الديكتاتوريين يعلمون أنهم مستهدفون دائماً، ولذلك يكون لديهم أكثر من شبيه، ليظهر في مناسبات معينة في حالة وجود خطورة علي حياتهم.

وأضاف عودة أن تحليل الـquot;دي إن أيهquot; هو صاحب القول الفصل في تحديد شخصية من قتله الثوار الليبيون في 20 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، لكن هذا التحليل لم يجر للجثة، التي قيل إنها للقذافي، مشيراً إلى أن ذلك يثير الكثير من الشكوك.

مات سياسياً للأبد

فيما ذهب الدكتور أحمد سليمان أستاذ علم الإجتماع في جامعة القاهرة إلى القول إن القذافي مات سياسياً للأبد، ولن يكون له أي تأثير مستقبلاً، سواء أكان هو من قتل أم شبيهه.

وقال لـquot;إيلافquot; إن هذا السيناريو تكرر مع صدام حسين بعد إعدامه في نهاية العام 2006، وتكرر بعد إعلان أميركا عن مقتل أسامة بن لادن في 2أيار (مايو) الماضي، لكن في الواقع الإعلان عن وفاة أية شخصية سياسية شغلت العالم كثيراً، يعني إعلان وفاتها معنوياً بالأساس، وفقدان التأثير الذي تمثله على أنصارها.

وأشار إلى أن البعض يسعىإلى تصديق تلك الشائعات، لاسيما أن تلك الشخصيات قتلت على أيدي أميركا، التي تمثل للعرب والمسلمين رمز الظلم والقهر في العالم، موضحاً أنه رغم كون الغالبية تعلم جيداً أن هؤلاء الأشخاص الثلاثة صدام وبن لادن والقذافي أيديهم ملطخة بالدماء، إلا أن مصرعهم على أيدي أميركا أو بمساعدة منها يجعل البعض ينظر إليهم على أنهم أبطال، ويتمنون ألا يكونوا هم من قتلوا.

غضب من طريقة قتله

وكان الثوار الليبيون إعتقلوا القذافي يوم 20 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي أثناء محاولته الفرار من مدنية سرت آخر معاقله بعد سقوطها في أيدهم، وتلا ذلك الإعلان عن مقتله في معارك مع موالين له، حاولوا تحريره من أيدي الثوار. وتعرض القذافي للضرب بقسوة، أثناء عملية إعتقاله، وهو الأمر الذي تكرر مع نجله المعتصم، الذي اعتقل في اليوم نفسه حياً، ثم تعرّض للقتل لاحقاً.

وأثارت الطريقة التي قتل بها القذافي ونجله والتمثيل بجثتيهما، وعرضها في سوق للحوم أمام العامة لمشاهدتهما، عاصفة من الإنتقادات الدولية. ودعت الأمم المتحدة السلطات الليبية إلى ضرورة فتح تحقيق في القضية، وتقديم الجناة للقضاء. وإعتبرت المنظمة الدولية أن ما حدث جريمة حرب.