لم تضم الحكومة التي اختارها يوم أمس رئيس الوزراء الايطالي الجديد، ماريو مونتي، سياسياً واحداً، حيث قام بتشكيل إدارة تقنية تواجه التحدي الشاق المتعلق بمنع البلاد من الانزلاق بصورة أعمق داخل أزمة الديون التي تعيشها منطقة اليورو.

وتكونت حكومة الطوارئ، التي ستقود إيطاليا حتى موعد الانتخابات المقررة هناك عام 2013، من مصرفيين ومحامين وأساتذة جامعات، ولم تضم مسؤولاً واحداً منتخباً، وهو ما اعتبرته تقارير صحافية بمثابة التطور الاستثنائي لديمقراطية غربية.

غير أن تلك الصفقة قد تم تأييدها من قِبل كثير من الناخبين وجميع الأحزاب الرئيسية تقريباً، من أجل إنقاذ إيطاليا من الجحيم الاقتصادي، عبر الحد من بيروقراطية البلاد المتضخمة، وتقليص ديونها التي تقدر بـ 1.9 تريليون يورو، وإطلاق العنان لقدراتها الاقتصادية بعد سنوات عاشتها البلاد في حالة من الركود والجمود.

ورأت صحيفة التلغراف البريطانية في هذا السياق أنه لا يكاد يوجد أحد من الذين وقع عليهم الاختيار في التشكيلة الحكومية الجديدة مألوفاً بالنسبة للمواطن العادي في الشارع، وهي الحقيقة التي استقبلها بعض المواطنين بحالة من الترحاب. وقال مونتي بعد المحادثات التي أجراها مع كبرى الأحزاب إنه قرر عدم إدراج ساسة في الحكومة الجديدة، لأنها ستكون خطوة فاعلة نحو مساعدة البلاد في المرحلة القادمة.

وأشارت الصحيفة إلى أن مهمة الحكومة الجديدة ستتركز على تنفيذ رزمة من تدابير التقشف وخفض الإنفاق العام التي مررها البرلمان في آخر أيام بيرلسكوني بالحكومة. ونقلت الصحيفة عن مونتي، 68 عاماً، والملقب بـ quot;سوبر ماريوquot; لما يتمتع به من مهارات فكرية ودبلوماسية، قوله إنه يأمل أن تتمكن الحكومة الجديدة من استرداد ثقة السوق في إيطاليا وإنهاء فترة التوتر السياسي المشتعل، غير أنه شدد في سياق حديثه أيضاً على ضرورة تقديم quot;التضحياتquot; من جانب الشعب الإيطالي.

وتابعت الصحيفة بقولها إنه من المتوقع أن تعلن اليوم الحكومة الجديدة، التي حلت محل ائتلاف بيرلسكوني المحافظ بعدما تم إجباره على الرحيل يوم السبت الماضي، عن تفاصيل برنامجها الإصلاحي، وستواجه تصويتاً بالثقة في مجلسي البرلمان، من أجل إظهار أنها تحظى بدعم كاف للمضي قدماً في تنفيذ الإصلاحات المقررة مستقبلاً.

كما لفتت الصحيفة إلى الدعم الذي تحظى به الحكومة من جانب معظم الأحزاب السياسية في إيطاليا، بعيداً عن الرابطة الشمالية القوية وعناصر حزب بيرلسكوني، الذين يشكون من أنه أجبر على التنحي ليس عن طريق عملية ديمقراطية وإنما عن طريق quot;إنقلابquot; خططت له الأسواق المالية وبروكسل ومصرفيون.