كوتونو: اقام البابا بنديكتوس السادس عشر قداسا في استاد ضم عشرات الالاف في كوتونو العاصمة الاقتصادية لبنين التي تعد مركزا لديانة الفودو السحرية والعبادات التقليدية وذلك في ختام زيارة اطلق خلالها رؤية ضخمة لمستقبل الكنيسة في القارة.
وامتلأ استاد كوتونو بخمسين الف مشارك في القداس، في بلد يعد موطنا لعبادات الفودو من ناحية ومعقلا للكنيسة الكاثوليكية من ناحية اخرى، بينما تشيع ممارسات مختلطة بين السكان.
وقدر المسؤولون بثلاثين الف اخرين عدد الذين وقفوا خارج الاستاد حيث تم بث القداس مباشرة على شاشات ضخمة في الساحات المحيطة به.
ووصل البابا في عربته البابوية وسط ترحيب بالغ من جانب المؤمنين الذين حمل الكثيرون منهم صورته على ملابسهم، وتعالت صيحات الفرح حينما حمل البابا البالغ من العمر 84 عاما طفلا بين ذراعيه.
وقبل وصول البابا صفقت الحشود في كل مرة انقشعت فيها السحب لتظهر اشعة الشمس وهتف البعض quot;يسوع!quot;.
وقال بنديكتوس للحشود انه يتعين عليهم العمل على المصالحة والبعد عن الصراع.
وقال البابا quot;يا ايها الاشقاء والشقيقات الغاليين في افريقيا ان ارضكم التي آوت العائلة المقدسة حري بها ان تنمي قيم الاسرة المسيحيةquot;.
وتابع quot;في وقت تعاني فيه الكثير من الاسر من الانشقاق واخرى تعاني الهجر او الثكل جراء الصراعات التي لا تتوقف، اصلي ان تصبحوا صناعا للمصالحة والرجاءquot;.
وجاء القداس ختاما لزيارة استمرت ثلاثة ايام قام بها البابا الى هذا البلد الواقع في غرب افريقيا في ثاني زيارة له للقارة.
وكان البابا قد وقع السبت خارطة طريق للكنيسة الكاثوليكية في افريقيا في كاتدرائية بمدينة ويدا التي تعد بؤرة لعبادات الفودو وحيث الى المقابل من الكاتدرائية المسيحية يوجد معبد الافاعي الذي يضم نحو ثلاثين افعى طليقة تقدم لها القرابين وتذبح لها الاضحيات.
وتحمل الوثيقة التي وقعها البابا مناشدة رسولية تحت عنوان quot;عهد من أجل افريقياquot; وتضم ما خلص اليه مجمع ضم الاساقفة الافارقة عام 2009 وتركز على السلام والمصالحة والعدل.
وسلم البابا خارطة الطريق الى الاساقفة من انحاء القارة الاحد، واشتملت على الدعوة الى الحكم الرشيد والغاء عقوبة الاعدام والكف عن الانتهاكات خاصة التي تتعرض لها النساء والاطفال كما اعتبر فيها مرض الايدز مشكلة اخلاقية تتطلب رعاية طبية.
ويثير موقف الكنيسة الكاثولكية ازاء الايدز واستخدام العازل الذكري معارضة الكثيرين وانتقادات عدة خاصة فيما يتعلق بتطبيقه في منطقة افريقيا جنوب الصحراء حيث توجد نحو 70 بالمائة من حالات الاصابة بالايدز في العالم.
واشار بنديكتوس تحديدا الى الذين يعانون من الايدز وغيره من الامراض خلال قداس الاحد، معربا عن تضامنه معهم.
وحملت زيارة البابا الى بنين الكثير من الدلالات الرمزية في منطقة كانت يوما مركزا رئيسيا لتجارة الرقيق وحيث جاءت زيارة البابا بعد مرور 150 عاما من التبشير بالمسيحية في بنين.
وقد نقل العبيد الذين اقتيدوا من ويدا ومناطق اخرى معتقداتهم في الفودو الى العالم الجديد في الاميركيتين.
كما تأتي زيارة بنديكتوس بينما تواجه الكنيسة تحديا كبيرا من جانب الحركات المسيحية الانجيلية التي تكتسب الكثير من الاتباع في القارة يناهز مئات الالاف.
في الوقت ذاته تشهد افريقيا ايضا اسرع تنام للكاثوليك في العالم.
وفي خطاب السبت ادان بنديكتوس الفساد مشيرا الى انه قد يؤدي الى قلاقل عنيفة داعيا القادة الافارقة الى ان يحرموا مواطنيهم من الامل والرجاء.
وقال البابا خلال وجوده في القصر الرئاسي في بنين quot;يشهد الوقت الراهن كثيرا من الفضائح والمظالم وكثيرا من الفساد والطمع وكثيرا من البدع والكذب وكثيرا من العنف الذي يؤدي الى البؤس والموتquot;.
واضاف quot;هذه الامراض تعذب القارة وتعذب ايضا سائر العالم. كل الشعوب تريد فهم الخيارات السياسية والاقتصادية التي تتخذ باسمها، ولكنها ترى تلاعبا وتأتي نقمة العنف احيانا من جانبهاquot;.
التعليقات