مدريد: تنهي اسبانيا استعداداتها لاحتصان احتفالات (اليوم العالمي للشباب) التي ستنطلق بعد غد الثلاثاء في العاصمة مدريد برعاية البابا بيندكتوس ال16 في حدث سيستقطب نحو مليون زائر من شتى انحاء العالم.

وتشمل الاحتفالات التي من المتوقع ان تبلغ تكلفتها الاجمالية اكثر من 50 مليون يورو اكثر من 300 نشاط ديني و250 حلقة تعليمية تستمر حتى يوم الاحد المقبل يشارك فيها اكثر من 300 ألف شاب من شتى البلدان والمناطق. وتجري تلك الاحتفالات تحت حراسة امنية مشددة حيث سينتشر اكثر من 10 آلاف شرطي وحرس وطني للسهر على راحة الزائرين وسلامتهم ينضم اليهم اكثر من ثلاثة آلاف متطوع اسباني واوروبي خضعوا لدورات تدريبية مكثفة لتطبيق النظام وضمان سلامة المشاركين في الاحتفالات.

وتم تأهيل اكثر من 5000 آلاف مدرسة ومركز ومنشأة حكومية وكنيسة لاستقبال الشباب الزائرين فيما تطوعت ايضا آلاف العائلات الاسبانية لاحتضان اعداد كبيرة من الوافدين في شتى المناطق الاسبانية ولاسيما في العاصمة مدريد. ولعل الجدل الاكبر الذي تثيره الزيارة البابوية في 18 من الشهر المقبل يعد التكلفة الاقتصادية الباهظة التي سبتلغ 48ر50 مليون يورو في بلد مازال يسعى الى الحد من آثار الازمة المالية التي خلفت صعوبات اقتصادية كبيرة وخمسة ملايين عاطل عن العمل. ويؤكد منظمو الحدث في مدريد ان الاحتفالات تمول نفسها بنفسها وبان الحكومة الاسبانية لن تتحمل أي تكاليف لضمان سير الفعاليات مشيرين الى ان الزوار الوافدين للمشاركة في الفعاليات الدينية والثقافية يوفرون نحو 40 مليون يورو ما يمثل نحو 70 في المئة من التكلفة الاجمالية للاحتفالات.

واوضحوا ان مساهمة شركات ومؤسسسات وبنوك اسبانية الى جانب التبرعات الخاصة توفر باقي الاحتياجات المالية المقدرة باكثر من عشرة ملايين يورو مشيرين الى ان الحكومة ستساهم بتوفير خدمات الامن والنظافة واتاحة المراكز العامة لراحة الزائرين الدوليين. من جانبه اعتبر المدير المالي لليوم العالمي للشباب فيرناندو خيمينث باريوثانال ان زيارة البابا بيندكتوس 16 للعاصمة الاسبانية من شأنها الترويج للسياحة الى اسبانيا وتعزيز صورة مدريد واسبانيا عالميا موضحا ان للزيارة البابوية مردود مالي يقدر بمليار يورو على الاقتصاد الاسباني.

وتترافق هذه الزيارة مع مظاهرات علمانية معارضة لزيارة بيندكتوس 16 ستحتل بعض اهم ساحات وشوارع مدريد يوم الاربعاء المقبل رغم معارضة الحكومة المبدئية في اشارة الى رفض تكبد التكاليف الاقتصادية المرتفعة للزيارة البابوية في وقت تعاني فيه آلاف العائلات الاسبانية من البطالة ونقص الموارد فضلا عن التنديد بمساهمة المؤسسات المالية والبنوك التي تسببت بالازمة الاقتصادية في تمويل تلك الاحتفالات الدينية.

يذكر ان هذه تعد الزيارة الثالثة لبيندكتوس 16 الى اسبانيا حيث زار البلاد في 15 نوفمبر الماضي في زيارة حاصة اجتمع خلالها مع العائلة المالكة وكبار المسؤولين ورعى عددا من الاحتفالات والطقوس الدينية في مدينتي (برشلونة) الشمالية الشرقية ( وسانتياغو دي كومبوستيلا) في اقصى شمال غربي البلاد. وكان بيندكتوس 16 زار اسبانيا ايضا عام 2006 لرعاية اللقاء العالمي للاسرة الذي اقيم في مدينة (فالنسيا) الشرقية لتكون اسبانيا بذلك اكثر بلد حظى بزيارة بيندكتوس 16 منذ توليه كرسي البابوية عام 2005.