أكد بايدن أن انسحاب قوات بلاده من العراق لا يعني نهاية دعم ومساندة واشنطن لبغداد، وقال إن مستقبل العلاقة بين البلدين مرتبط بوجود حكومة شراكة في العراق، بينما عبّر رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني عن التقدير العالي للدور الأميركي في مساعدة العراقيين على التحرر من النظام السابق.
بايدن مجتمعًا مع بارزاني |
أسامة مهدي: شدد نائب الرئيس الأميركي جوزيف بايدن، خلال جلسة مباحثات في أربيل مع رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني ورئيس حكومتها برهم صالح الليلة الماضية قبيل مغادرته إلى أنقرة، مختتمًا زيارة للعراق استمرت ثلاثة أيام، شدد على مواصلة الدعم الأميركي للعراق. مؤكدًا أن الانسحاب الأميركي لا يعني نهاية للدعم الأميركي ومساندة العراق.
وأضاف أن الاتفاقية الاستراتيجية بين العراق والولايات المتحدة ستكون دافعًا لمساعدة العراق بكل الوسائل السياسية والأمنية، إلى جانب تدريب الجيش، ودعم التطور الأمني والسياسي، ومعالجة العوائق التي تواجه العراق وإنعاش الاقتصاد. وأشار إلى أن مستقبل العلاقة الأميركية مع العراق يرتبط على أساس تحقيق حكومة شراكة حقيقية في عراق ديمقراطي فيدرالي.
ولفت بايدن إلى quot;الأهمية البالغة لدور إقليم كردستانquot; كبوابة أمنية وتنموية ونموذج متطور جدير بالدعم المتواصل من قبل الولايات المتحدة ودعمها لهquot;. وتم خلال الاجتماع التأكيد على ضرورة تنمية العلاقات وتوسيعها بشكل أقوى بين الولايات المتحدة والعراق بشكل عام، ومع إقليم كردستان بشكل خاص عقب الانسحاب الأميركي، مشيرًا إلى مواصلة البرنامج الأميركي لدعم التجربة الديمقراطية في العراق.
من جهته، عبّر بارزاني عن التقويم العالي للدور الأميركي في quot;مساعدة العراقيين في التحرر من النظام الديكتاتوري السابق، واستبداله بالنظام الديمقراطي الفيدراليquot;، كما نقل عنه بيان رئاسي كردستاني. وأضاف إن شعب كردستان يقدر التضحيات التي قدمها الجيش الأميركي في العراق ويحترمها. وعبّر عن الارتياح لتأكيد بايدن على استمرار التزامات بلاده في دعم العراق وإقليم كردستان.
وقبل وصول بايدن إلى إربيل، بحثت دائرة العلاقات الخارجية في حكومة إقليم كردستان مع ممثلي الدول الأجنبية ومندوبي المنظمات الدولية ومكتب الأمم والمتحدة المعتمدين في الإقليم آخر المستجدات والتطورات على الساحة السياسية العراقية.
وقال فلاح مصطفى مسؤول العلاقات الخارجية في حكومة إقليم كردستان إن الاجتماع هدف إلى تعزيز العلاقات والإطلاع على آخر التطورات السياسية والإقتصادية والإجتماعية، وبحث العلاقات بين إقليم كردستان والحكومة الإتحادية، إضافة إلى العملية السياسية في العراق بشكل عام، وإقليم كردستان خاصة، وتأثير انسحاب القوات الأميركية من العراق، ونتائج زيارة الوفد السياسي والحكومي الكردستاني إلى بغداد، ونتائج زيارة رئيس الإقليم مسعود بارزاني إلى إيران وتركيا وبعض الدول الأوروبية أخيرًا. وأكد على حرص حكومة الإقليم على الارتقاء بمستوى العلاقات مع المجتمع الدولي ودول المنطقة بشكل خاص، وتعزيزها سياسيًا واقتصاديًا وثقافيًا بشكل عام.
من جانبه، قدم فؤاد حسين رئيس ديوان رئاسة الإقليم عرضًا لطبيعة العلاقات بين إقليم كردستان والحكومة المركزية ومواقف الإقليم من آخر المستجدات على الساحة العراقية والمنطقة، وحل المشاكل العالقة بين أربيل وبغداد. كما أشار إلى مسألة إنسحاب القوات الأميركية ونتائجه على مستتقبل البلاد في شتى المجالات، وخاصة من النواحي السياسية والاقتصادية والأمنية.
وكان بارزاني أكد الأربعاء أنه مستعد للعمل مع الحكومة المركزية من أجل تفادي حدوث تدهور أمني، بعد سحب واشنطن قواتها الباقية في العراق، وعددها 13 ألف جندي، بنهاية الشهر المقبل.
وأضاف في تصريح صحافي إن الانسحاب الأميركي لن يكون له أي تأثير على الوضع الأمني في إقليم كردستان، لأنه لم تكن هناك قوات أميركية في الإقليم، لكنه قال إن هناك مخاوف بخصوص الأمن في باقي أنحاء البلاد. وشدد على أن حكومة الإقليم مستعدة للتعاون مع بغداد لتجنب حدوث أي فراغ أمني.
وكان بايدن أجرى في بغداد على مدى يومين مباحثات مع رؤساء الجمهورية طالباني والحكومة المالكي ومجلس النواب أسامة النجيفي، تناولت الانسحاب الأميركي وأسس العلاقات بين البلدين في مرحلة ما بعد الانسحاب، وتحولها من التعاون العسكري إلى التعاون السياسي والدبلوماسي والعلمي والثقافي والمالي والتجاري والتكنولوجي.
في ختام المباحثات، وإثر انتهاء اللجنة العليا المشتركة العراقية الأميركية برئاسة المالكي وبايدن، أكد البلدان تمسكهما بقيام تعاون وثيق في مجال الأمن والدفاع، بما يعزز الاستقرار في كلا البلدين، وسعي الولايات المتحدة إلى حل كل القضايا الكفيلة بإخراج العراق من تبعات الفصل السابع لمجلس الأمن، ووضع حد للعديد من هذه القضايا، التي تعود إلى عهد النظام العراقي السابق.
وأشار بيان مشترك صادر من الاجتماع، حصلت quot;إيلافquot; على نصه، إلى أن البلدين ملتزمان بإقامة شراكة متينة وعلاقات قائمة على اساس المصالح المشتركة، من شأنها أن تستمر في التنامي لسنين مقبلة.
وحدد البيان علاقات جديدة للبلدين في مرحلة مابعد الانسحاب، والانتقال بها من التعاون العسكري إلى التعاون التجاري والمالي والثقافي والتعليمي والطاقوي والقضائي والسياسي والدبلوماسي وفي مجالات الأمن والدفاع والخدمات والبيئة والتكنولوجيا والنقل.
وفي المجال التجاري، أكد البلدان على مواصلتهما مساعيهما إلى تعزيز علاقات التعاون وتوثيق العلاقات بين رجال الأعمال فيهما، حيث ستقوم واشنطن بدعم جهود الحكومة العراقية لتطوير المصارف الخاصة ومؤسسات التمويل وتوفير الخبرات اللازمة لذلك، إضافة إلى قيامها بتطوير خطط إقراض جديدة لمشاريع صغيرة ومتوسطة، إلى جانب المبالغ التي رصدتها لهذه المشاريع، والتي تصل إلى 50 مليون دولار.
وقد شارك بايدن في بغداد أمس مع الرئيس العراقي جلال طالباني ورئيس الوزراء نوري المالكي في حفل وداع للقوات الأميركية المنسحبة من العراق. وقال في كلمة له إن تضحيات القوات العراقية والأميركية قد وضعت نهاية للحرب في العراق. وأشار إلى أن العراق والولايات المتحدة نجحا في تحدي كل الصعوبات، ورسما علاقات استراتيجية لمصلحة شعبي البلدين.
وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما قد أعلن في أواخر تشرين الأول (أكتوبر) الماضي عن انتهاء الحرب في العراق، وقال إن القوات الأميركية ستنسحب من العراق نهاية عام 2011 تطبيقاً للإتفاقية الأمنية الموقعة بين البلدين، حيث لا يزال في العراق حوالى 14 ألف جندي أميركي في سبع قواعد عسكرية، سيتم تسليمها إلى القوات العراقية مع نهاية الشهر المقبل.
وتنصّ الاتفاقية الأمنية الموقعة بين بغداد وواشنطن في نهاية تشرين الثاني (نوفمبر) عام 2008 على وجوب انسحاب كل قوات الولايات المتحدة من الأراضي والمياه والأجواء العراقية كافة في موعد لا يتعدى 31 كانون الأول (ديسمبر) عام 2011 الحالي، بعدما انسحبت المقاتلة منها بموجب هذه الاتفاقية من المدن والقرى والقصبات العراقية في 30 حزيران (يونيو) عام 2009.
كما وقع العراق والولايات المتحدة أيضاً خلال عام 2008 اتفاقية الإطار الإستراتيجية لدعم الوزارات والوكالات العراقية في الانتقال من الشراكة الإستراتيجية بين العراق والولايات المتحدة إلى مجالات اقتصادية ودبلوماسية وثقافية وأمنية. إضافة إلى تنفيذ برنامج تطوير الشرطة والانتهاء من أعمال التنسيق والإشراف والتقرير لصندوق العراق للإغاثة وإعادة الإعمار.
التعليقات