مجدداً، عاد الجدل الذي كانت تثيره هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر السعودية، وبدأت الصحف في المملكة تخصص مساحات تبعاً لتصاعد الأداء الميداني لأفراد الهيئة في مناطق مختلفة من البلاد.


أخبارquot;الهيئةquot; عادت إلى الواجهة

الرياض: بعد فترة هدوء نسبي في عمل ونشاط هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر السعودية، إثر حملات إعلامية منظمة، توافقت مع عمليات إصلاح إدارية، شهدت الشهور الأخيرة تصاعداً ملحوظاً في حوادث مثيرة، اتهمت فيها الهيئة بالتجاوزات.

يرى بعض السعوديين أن وسائل الإعلام كانت عاملاً مهمًا، جعل من جهاز الهيئة يتوخى الحذر في السنوات القليلة الماضية، خشية حدوث بعض الأخطاء والتجاوزات.

وقد كشف تقرير عرض أمام مجلس الشورى السعودي في 2010 تعامل الهيئة مع أكثر من 55 ألف قضية خلال سنة التقرير، وذلك بانخفاض يصل إلى نحو 20%. فحصل انخفاض حتى مع القضايا التي تتعامل معها الهيئة بشكل عامخلال العام المذكور.

إلا أن من يتابع الصحف الإلكترونية السعودية ومواقع التواصل الاجتماعي، فضلاً عن الصحف المطبوعة في الأشهر القليلة الماضية يجد أن الهيئة قد كثفت نشاطها الميداني والإعلامي بشكل أكثر مما كان عليه.

فلا يكاد يمر يوم من دون سلسلة من البيانات حول القبض على مخمورين، أو مداهمة شقة عمّال أجانب، تستخدم بحسب البيان، لفعل اللواط، أو استدراج مبتز أو مشعوذ.

لكن حوادث أخرى برزت أكثر من غيرها بسبب نهايتها الدامية أو محتواها المثير.

ففي أواخر شهر نوفمبر الماضي هاجم رجال الهيئة حفلاً أقامته شركة روتانا التابعة للملياردير الأمير الوليد بن طلالفي برج المملكة لتكريم بعض الممثلين،وتسببوا في إلغاء بعض فقرات الحفل، متهمين من حضروا الحفل بالاختلاط غير الشرعي، رغم أنه لم يتم القبض على أي أحد من الحضور..

وقد تناولت الصحف السعودية في بداية ديسمبر الحالي اقتحام أحد أعضاء الهيئة مستشفى الملك فهد الجامعي في الخبر، ومحاولة أحد أفرادها اصطحابطبيبة سعودية من أمام بوابة المستشفى متهماً إياها بالوقوف مع رجل غريب والحديث معه.

في الموضوع نفسه،نقلت الصحافة السعودية عن الدكتورة نوره السالم إن من كانت تقف معه هو أحد أبناء مريضاتها، وكان يسألها عنموقع أحد العيادات في المستشفى، فتفاجأت بالهجوم عليها من قبل أحد أفراد الهيئة، وسحب هاتفها،متهماً إياها بالخلوة غير الشرعية.

ونقلت صحيفة المدينةالسعودية عن الطبيبة إنها رفعت كامل تفاصيل قضيتها إلى أمير المنطقة الشرقية الأمير محمد بن فهد، مدّعية على هيئة الأمر بالمعروف التشهير بها واتهامها بشرفها من دون مبرر.

هذا الأمر جعل من جامعة الملك فيصل، الذي يتبعها المستشفى،تصدر بياناً تنتقد فيه تصرف عضو الهيئة، وتطالب بآلية أفضل في أداء المهام داخل المستشفيات.

وكانت القضيتان الأبرز في الشهرين الأخيرين هما القضية المعروفة بـ quot;فتاة الثمامةquot;، التي خرجت في مقطع فيديو، وهي تطلّ من الفتحة العلوية لسيارة صغيرة في منتزه الثمامة الصحراوي، فعملت الهيئة على مطاردة صاحب السيارة بكل الوسائل حتى استطاعت القبض عليه بعد ساعات على انتشار المقطع، وقبضت على الفتاة أيضًا في مكان آخر، وتسرّب الخبر إلى الصحف، التي نشرت تفاصيل واسعة عن الفتاة وشريكها.

أما القضية الأخرى فهي في رواية تداولها سعوديون حول مسؤولية الهيئة عن مقتل شاب بعدما اصطدمت به سيارة الهيئة قبل أن يلقى حتفه، وقال كثيرون في مواقع التواصل الاجتماعي إن سيارة الهيئة اعترضته بعدما شاهدته يهرب من الشرطة، لكن بياناً صدر من شرطة الرياض، قال إن الشاب كان مخالفاً لنظام المرور، ولم تكن سيارته تحمل لوحات الإثبات، وعندما شاهد دورية الشرطة حاول الهرب، فاصطدم بسيارة الهيئة، التي تواجدت بالصدفة هناك، ثم اصطدم بحاجز، لقي على إثر ذلك حتفه.

وكانت الهيئة وزّعت في منتصف العام الحالي على كل أفرادها تعميماً وقّعه رئيسها العام عبدالعزيز الحمين، يحذرهم من لمس النساء أو الاعتداء على المقبوض عليهم جسديًا أو معنويًا، وتعريضهم للتعذيب أو المعاملة المهينة...

وطالب التعميم أيضًا أفراد الهئية بغضّ البصر مع النساء وعدم مطاردة الهاربين وضبط النفس، وعدم الاحتكاك مع الجهات الأمنية الأخرى، والتزام الهدوء في حال حدوث معاندة ومكابرة من المخالف، والبدء معه باللين، مع السرعة في القبض، وعدم الانتقام للنفس، وفي حالة هروب المخالف راجلاً أو بسيارة، يكون التعامل بتدوين المعلومات ابتداء، وعدم المطاردة، وتقدير المصالح والمفاسد، والتريث حتى يقف المخالف والاستعانة بقوات وأفراد الدوريات الأمنية. وينبه التعميمأيضًا بأن التعامل مع المدمنين والمخمورين يكون بطول النفس وعدم استثارته والمجاراة معه في الكلام.