الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف

قال الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف إنه أمر بالتحقق من كل المعلومات، التي مصدرها مكاتب الاقتراع، بشأن الحديث عن عمليات تزوير في الانتخابات، إلا أنه رفض بشكل قاطع إعادة الانتخابات التشريعية التي شهدتها البلاد.


موسكو: تعتبر السلطات الروسية أن عمليات التزوير، التي نددت بها المعارضة خلال الانتخابات التشريعية، لا تتعلق سوى بنسبة ضئيلة من الأصوات، ولا يمكن quot;في مطلق الأحوالquot; أن تغيّر النتائج، وفق ما أعلن المتحدث باسم رئيس الوزراء فلاديمير بوتين الاثنين لوكالة فرانس برس.

وقال المتحدث ديمتري بيسكوف إنه quot;حتى لو جمعتم كل هذه الإفادات المزعومة، فإنها تتعلق بحوالى 0.5% من إجمالي عدد الأصوات. وحتى لو افترضنا بالتالي أنه يمكن تقديم طعون بشأنها أمام القضاء، فهذا لا يمكن في مطلق الأحوال أن يعيد النظر في مسألة قانونية الاقتراع أو النتائج النهائيةquot;.

إلى ذلك، وعد الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف بإجراء تحقيق في المزاعم عن عمليات تزوير، بعد تظاهرات غير مسبوقة اعترضت على فوز حزب روسيا الموحدة الحاكم في الانتخابات التشريعية، لكنه رفض المطالب الأساسية للمعارضة.

وقال مدفيديف عبر موقع فيسبوك، غداة تعبئة لم يسبق أن شهدتها البلاد منذ تولي رئيس الوزراء فلاديمير بوتين الرئاسة في روسيا في العام 2000، quot;أمرت بالتحقق من كل المعلومات، التي مصدرها مكاتب الاقتراع، والتي تتصل باحترام القانون الانتخابيquot;.

لكن الرئيس الروسي رفض مطالب المعارضين، الذين يطالبون بإجراء انتخابات تشريعية جديدة، وكتب quot;لا أوافق على شعارات وتصريحات المتظاهرينquot;.

والسبت، حشد المعارضون في موسكو ما بين خمسين ألفًا وثمانين ألف متظاهر، وفق تقديرات مستقلة، في حين تحدثت الشرطة عن 25 ألفًا، فضلاً عن آلاف المتظاهرين في خمسين مدينة أخرى.

ونظمت هذه التظاهرات رفضًا لعمليات التزوير، التي تعتبر المعارضة أنها أتاحت لحزب روسيا الموحدة، بزعامة فلاديمير بوتين، أن يفوز في الانتخابات التشريعية، التي جرت في الرابع من كانون الأول/ديسمبر.

وبعدما ازدادت الاتهامات بالتزوير، إثر الانتخابات، قال الرئيس الروسي الخميس خلال زيارته لبراغ، إنه ينبغي quot;النظر في كل الشكوك التي تتحدث عن تجاوزاتquot;.

وردًا على تصريحات مدفيديف، أعربت غالبية الأحزاب المعارضة عن استيائها.
ووصف الوزير السابق بوريس نيتسوف هذه التصريحات بأنها quot;تدعو إلى السخريةquot;، فيما دعا زعيم حزب يابلوكو الليبرالي المعارض سيرغي ميتروخين الرئيس إلى عدم حصر أوامره في الشبكات الاجتماعية، بل quot;تكليف النيابة ولجنة التحقيق إجراء تحقيقات في شأن التزويرquot;، كما نقلت عنه وكالة ريا نوفوستي.

وعلق النائب عن حزب روسيا العادلة (يسار وسط) غينادي غودكوف بالقول quot;هذا الرد ضعيف. لقد خاب أملي (...) لا نحتاج هذا الأمر، ينبغي اليوم أن نعيد فرز الأصوات في بعض المناطق الكبرىquot;.

وانتهت التظاهرة في العاصمة من دون أي عملية اعتقال، فيما اعتقل العشرات في مدن روسية أخرى.

وقال نيتسوف quot;سنواصل تحركنا المعارضquot;، معلنًا عن تنظيم تظاهرات جديدة في 17 و18 كانون الأول/ديسمبر، إضافة إلى تظاهرة كبرى في 24 منه، في حال عدم تلبية مطالب المعارضة.

لكن السلطات رفضت منذ البدء مناقشة مسألة استقالة رئيس اللجنة الانتخابية، وهو أحد مطالب المعارضة، التي تتهم رئيس اللجنة بالإشراف على عمليات تزوير.

من جانبه، وصف ديمتري بيسكوف المتحدث باسم فلاديمير بوتين التظاهرات بأنها quot;اعتراض ديموقراطي من جانب فئة من السكان مستاءة من النتائج الرسميةquot;، وفق بيان.

وأضاف quot;نحترم وجهة نظر المتظاهرين، ونصغي إلى ما يقولونه، وسنستمر في الإصغاء إليهمquot;.

وبعدما مارست تجاهلاً شبه تام للحركة الاحتجاجية منذ انطلاقها، تطرّقت قنوات تلفزة تسيطر عليها السلطات الروسية إلى هذه القضية مساء السبت في نشراتها الإخبارية.

ونقل موقع quot;غازيتا دوت روquot; الإخباري عن مصدر في الكرملين إن هذا القرار اتخذه مدفيديف، الذي أعطى أيضًا تعليماته لشرطة موسكو بعدم قمع المتظاهرين.

يأتي تحرك المعارضة قبل أقل من ثلاثة أشهر على الانتخابات الرئاسية المقررة في الرابع من آذار/مارس، والتي أعلن بوتين ترشحه لها بهدف العودة إلى الكرملين والبقاء فيه نظريًا حتى العام 2024، بعدما تولى الرئاسة بين العامين 2000 و2008.

وقال ألكسي مالاشنكو الخبير في مركز كارنيغي في موسكو quot;لم يعد هناك أي ثقة بالمسؤولين، إنها أزمة سياسية خطرةquot;.