عسكريون ينصبون علم إيران على غواصة خلال تدريبات في مضيق هرمز

ربما بإمكان إيران، التي تملك ترسانة تقدّر بألفي لغم، أن تزرع المئات منها في مضيق هرمز، الذي لا يزيد عرضه عن خمسين كلم، وعمقه عن 60 مترًا، بما يؤدي إلى إغلاق المضيق فعليًا. لكنّ خبراء يرون أنّ تداعيات قرار كهذا ستكون المزيد من العزلة ضدّ طهران.


واشنطن: يرى عدد من الخبراء أن إيران يمكن بسهولة أن تنفَّذ تهديدها بإغلاق مضيق هرمز الاستراتيجي، غير أن مثل هذا القرار سيعرّضها لرد فعل عسكري شديد من جانب الولايات المتحدة، وسيزيد من عزلتها.

وفي وقت تهدد طهران بإغلاق المضيق، الذي يعبر منه حوالى 40% من النفط المنقول بحرًا في العالم، في حال فرضت عقوبات دولية جديدة عليها بسبب برنامجها النووي المثير للجدل، يتفق الخبراء على القول إن في وسع إيران في الواقع أن تتخذ إجراءات أقل شدة.

ويمكن لطهران، التي تملك ترسانة تقدّر بألفي لغم، أن تزرع المئات منها في المضيق، الذي لا يزيد عرضه عن خمسين كلم، وعمقه عن 60 مترًا، قبل أن يتم التنبه إلى تحركها. وهذا سيكفي لإغلاق المضيق فعليًا، أو على الأقل إعاقة حركة الملاحة فيه بشكل كبير.

غير أن مثل هذا التحرّك سيشكل عملاً حربيًا واضحًا، قد يعرّض إيران لرد فعل عسكري قوي من الولايات المتحدة، برأي أنتوني كوردسمان من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية.

وأوضح كوردسمان لوكالة فرانس برس أنه في مثل هذا السيناريو فإن quot;كل دول الخليج ستدعم تدخلاً خارجيًاquot;.

واعتبر أن إيران ستخسر الكثير على صعيد القوة العسكرية والاقتصادية في حال قيام مواجهة مباشرة، مشيرًا إلى أنها لا تملك قوات بحرية أو جوية quot;حديثةquot;.

وفي حال اضطرت الولايات المتحدة في مثل هذه الحالة إلى quot;تنظيفquot; المضيق من الألغام، فسوف تقوم بذلك تحت نيران الصواريخ الإيرانية، وفي مواجهة أسطول من الزوارق الحربية الصغيرة.

وإن كان البعض يعتبر أن عملية التنظيف هذه يمكن إنجازها خلال بضعة أيام، فإن البعض الآخر يبدي رأيًا أقل تفاؤلاً.

فقد خلصت دراسة نشرت عام 2008 في مجلة جامعة هارفرد إلى أن quot;الأمر قد يستغرق أسابيع عدة،إن لم يكن أشهرًا، لإعادة حركة الملاحة التجارية على ما كانت عليه، ومزيدًا من الوقت لإقناع الأسواق النفطية بأن الوضع استقرquot;.

لكن بما أن إيران تعتمد هي أيضًا على المضيق لتصدير نفطها، فإن العديد من الخبراء والمسؤولين الأميركيين يرجّحون أن تفضّل إيران تحركًا أقل وطأة.

وقال علي رضا نادر الخبير الإيراني في مركز راند الأميركي للدراسات إن طهران قد تعمد على سبيل المثال إلى اعتراض السفن التجارية، التي تعبر الخليج، وتنظم عمليات تفتيش على متنها.

كما قلل ضابط أميركي، طلب عدم الكشف عناسمه، من خطورة التهديدات الإيرانية، معتبرًا أنها quot;كلامية بشكل أساسيquot;. وأضاف quot;أولويتنا هي حرية الملاحة، وسنقوم بكل ما نراه ضروريًا لضمان بقاء هذا الممر مفتوحًاquot;.

لكنه أوضح أن مثل هذه العملية العسكرية الأميركية ستبقى محصورة في أهداف على علاقة مباشرة بالتحركات الإيرانية في جوار المضيق.

ورأى نادر أن إيران تأمل من خلال التلويح بإغلاق مضيق هرمز، في ردع بعض الدول عن منح تأييدها لفرض عقوبات جديدة على ارتباط ببرنامجها النووي المثير للجدل.

ويضيف quot;لكن المشكل أن التوتر شديد إلى حد أن هناك احتمالاً كبيرًا بحصول سوء فهم من الجانبين، حتى لو كانت إيران تخادعquot;.

وختم quot;إن طهران تلوّح بهذا التهديد كوسيلة رادعة، لكن إن ذهبت الأمور بعيدًا، فقد يجد البلد نفسه منجرًّا إلى حربquot;.