تونس: اختار اعضاء المكتب التنفيذي الجديد لاتحاد العام التونسي للشغل النقابي حسين العباسي امينا عاما للمركزية النقابية في اعقاب مؤتمره الثاني والعشرين الذي اختتم اعماله الخميس.

وقال عبيد البريقي الناطق الرسمي باسم المؤتمر الجمعة لوكالة فرانس برس ان quot;اعضاء المكتب التنفيدي المنتخب والذي يضم 13 عضوا اختاروا بالاجماع حسين العباسي امينا عاما جديدا للاتحادquot;.

ويخلف العباسي على راس المنظمة عبد السلام جراد الذي راس الشغل منصب امينا عاما للاتحاد طيلة عشرة اعوام.

والعباسي من مواليد مدينة القيروان (وسط)العام 1947. وقد انتخب عضوا في الاتحاد الجهوي بالقيروان العام 2002 قبل ان يتم انتخابه عضوا بالمركية النقابية العام 2006 مكلفا بقسم التشريع.

واكد النقابيون التونسيون في ختام اشغال المؤتمر الذي بدا الاحد في مدينة طبرقة الساحلية تحت شعار quot;احبك يا شعبquot; على quot;ضرورة ان يظل الاتحاد صرحا شامخا صامدا مدافعا على الاجراء والفقراء والعاطلين عن العمل وعن قضايا الامىة العربية الاسلامية وعن مجتمع الحرية والعدالة والكرامةquot;.

كما اوصوا بquot;المحافظة على الذاكرة النقابية و ادراجها ضمن البرامج التربويةquot;.

ودعا النقابيون الحكومة التونسية الجديدة الى quot;انصاف كل ضحايا قمع الحريات في تونس بما فيهم النقابيون الذين عرفوا السجون والمنافي والتعذيب حتى الوفاةquot;.

كما اكدوا quot;ضرورة اشراك المنظمة في ملفات شهداء الثورة والاسراع في معاقبة الجناةquot;.

ويضم الاتحاد العام التونسي للشغل 600 الف منخرط، بحسب الموقع الالكتروني للاتحاد.

وتأسس الاتحاد العام التونسي للشغل وارث نضالات رواد الحركة النقابية في تونس في عشرينات وثلاثينات القرن الماضي من امثال محمد علي الحامي والطاهر الحداد، العام 1946 وكان شريكا للحزب الحاكم في معركة استقلال تونس من الاستعمار الفرنسي (من 1881 حتى 1956).

وكان امينه العام الاسبق الراحل الحبيب عاشور عضوا في الديوان السياسي للحزب الحاكم قبل ان تحصل القطيعة اثر صدامات دامية مع السلطة في 26 كانون الثاني/يناير 1978 بعد اضراب عام.

وبقيت العلاقة صدامية بين الاتحاد والسلطة حتى تولي الرئيس زين العابدين بن علي الحكم في 1987 لتدخل المنظمة النقابية في شراكة مع السلطة الجديدة قوامها خصوصا مفاوضات اجتماعية لزيادة الاجور كل ثلاث سنوات.

ولعبت المركزية النقابية دورا مهما في quot;ثورة الكرامة والحريةquot; التي ادت الى سقوط نظام بن علي في 14 كانون الثاني/يناير الفائت بعدما حكم البلاد بيد من حديد طيلة 23 عاما، لا سيما من خلال تاطير موجة الاحتجاجات داخل المدن التونسية.

وبعد ان ظلت المركزية النقابية ذات الجذور في تاريخ تونس المدافع الوحيد عن العاملين، اسست نقابات جديدة منافسة بعد سقوط بن علي.