بروكسل: حذر القادة الاوروبيون الجمعة السلطات المصرية من اي اعمال عنف جديدة ضد المتظاهرين وذلك خلال قمة في بروكسل خصص القسم الاكبر منها الى اعادة النظر في استراتيجتهم حيال العالم العربي الاسلامي التي لاقت انتقادات شديدة.

وحذر رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون عند وصوله لحضور قمة الاتحاد الاوروبي من انه quot;اذا رأينا اليوم في شوارع القاهرة اعمال عنف ينظمها النظام او اللجوء الى البلطجية لمهاجمة المتظاهرين، فستفقد مصر ونظامها ما تبقى من مصداقية ودعم يتمتعان بهما في الغرب بما فيها بريطانياquot;.

وبدأ المتظاهرون المصريون يتجمعون في ميدان التحرير بالقاهرة للمشاركة في quot;جمعة رحيلquot; الرئيس المصري حسني مبارك الذي يرفض الاستقالة مؤكدا ان ذلك قد يؤدي الى quot;الفوضىquot; بعد اعمال عنف دامية بين معارضي النظام والموالين له.

من جهتها قالت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل quot;ننتظر من قوات الامن المصرية الحرص على ان تجري في يوم الجمعة الحاسم هذا، تظاهرات حرة وسلميةquot;.

ويعتبر الاوروبيون ان عملية انتقال السلطة تستغرق وقتا طويلا.

وقال كاميرون quot;بصراحة، ان الاجراءات التي اتخذت حتى الان لم تستجب لتطلعات الشعب المصريquot; فيما حذرت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون من quot;اندلاع العنف مجددا في الشوارعquot;.

واعتبرت اشتون انه quot;من الاساسي جداquot; ان تطلق السلطات المصرية quot;بدون تاخير حوارا مع المعارضةquot;.

وتسعى اوروبا جاهدة لايصال موقفها في ملف بدت فيه منذ البداية متاخرة عن الولايات المتحدة كما حصل سابقا مع الثورة التونسية.

وتقتصر وسائل الضغط المحتملة على نظام الرئيس المصري حسني مبارك على المساعدة الاقتصادية التي يفترض ان تبلغ 449 مليون يورو على ثلاث سنوات بين 2011 و 2013.

من جانب اخر ظهرت المواقف مشتتة، كما قال رئيس الوزراء البلجيكي ايف لوتيرم على هامش القمة معربا عن اسفه الخميس لان الدول الكبرى في الاتحاد الاوروبي ارادت تصدر الساحة الاوروبية بخصوص الملف المصري مهمشة دور وزيرة خارجية الاتحاد التي يفترض ان تتحدث باسم الدول ال27 الاعضاء.

والى جانب ذلك فان موجة الاحتجاج التي تهز العالم العربي في مصر وتونس واليمن والاردن واماكن اخرى تدفع اوروبا الى اعادة النظر في اولوياتها في المنطقة.

ويواجه الاتحاد الاوروبي كمنظمة وكذلك غالبية الدول الاعضاء فيه انتقادات اليوم لانه تسامح لفترة طويلة مع انظمة سلطوية على الضفة الجنوبية للمتوسط خوفا من تصاعد النزعة الاسلامية.

وعبر رئيس الوزراء البلجيكي السابق غي فرهوفشتات الذي يتراس اليوم تيار الليبراليين في البرلمان الاوروبي عن اسفه لانه quot;من غير المعقول اننا، اي القارة الديموقراطية، لم نتمكن بعد من تقديم دعمنا بدون تحفظ للحشود المتجمعة في الشارع، الحشود التي لا تطالب بشيء اخر غير دعمناquot;.

وسياسة الخطوات المحدودة التي كان يعتمدها الاتحاد الاوروبي مع الدول على حدوده الجنوبية مراهنا قبل كل شيء على المساعدة الاقتصادية على امل ان تؤدي التنمية الى جلب الاصلاحات الديموقراطية، موضع انتقاد شديد حاليا. واصبحت عدة جهات تطالب بتغيير هذه الاولويات.

وهذه المسائل طغت على المواضيع الاساسية المطروحة امام القمة التي تختتم مساء وابرزها سياسة الطاقة التي تعتمدها اوروبا وازمة منطقة اليورو مع اقتراح الماني فرنسي بزيادة تنسيق السياسات الاقتصادية الوطنية عبرت بلجيكا عن رفضها له.