يعاني الفلسطينيون المتواجدون في مصر، من ظروف صعبة، خاصة من هم من سكان قطاع غزة حيث لم يتمكنوا من العودة للقطاع.


بينما تسحب الدول العربية والأوروبية رعاياها من مصر على خلفية الأحداث الجارية، وتسعى لتأمين طائرات وحجز رحلات إضافية لضمان عودة طلابها وزائريها، يعلق كثير من الفلسطينيين في مطار القاهرة الدولي في الوقت الذي يغلق فيه معبر رفح.
ويتعرض الطلبة من اصل فلسطيني للضرب والسرقة من quot;البلطجيةquot; إذا ما تنقلوا بين محافظات مصر، ويواجه كل من سافر للعلاج أو السياحة أو لزيارة أقربائه صعوبة في التعامل مع الأحداث، ويناشد جميعهم بتدخل السفارة الفلسطينية لتأمين عودتهم إلى حين استقرار الوضع الراهن.

يلتزمون بيوتهم، ويبحثون آلية عودتهم
وسام أبو دياب خريج كلية الهندسة بجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، وصل إلى غزة في الأيام الأولى التي اندلعت فيها المواجهات في مصر بين الشباب المصري والحكومة، يقول quot;لإيلافquot;: quot;لاحظت بأن الوضع سوف يزداد سوءا فقررت العودة إلى قطاع غزة خوفا من تطور الأمور، لاسيما أنني سمعت بأن معبر رفح سوف يعلق العمل فيه، وهذا ما حصل بالفعلquot;.
ويتواصل أبو دياب مع عدد من أصدقاءه الطلبة في مصر الذين يخبروه بأنهم يبحثون آلية عودتهم إلى غزة خوفا مما يحدث، وكي لا يؤثر ذلك على حياتهم ومستقبلهم التعليمي، ويضيف: quot;لقد انقطعت الإتصالات بيني وبينهم يوم الجمعة الماضية الثامن والعشرين من يناير بعدما انقطعت شبكة الإتصالات والإنترنت عن الجمهورية بكاملها، وعاوت التواصل معهم بصعوبة بالغة الأحد السابقquot;.

ويبين: quot;التزم الطلاب الفلسطينيين بيوتهم ونأوا بنفسهم عما يحدث بمصر كونه شأن داخلي ولا علاقة لهم بذلك، ولكن عندما عمت الفوضى بعد انسحاب قوات الأمن من الشوارع تمهيدا لدخول الجيش المصري قام الطلاب الفلسطينيين بتشكيل لجان في المناطق التي يسكنون بها بشكل عفوي، لاسيما في الحي الأول والثاني والسابغ في مدينة 6 أكتوبر حيث يسكن غالبيتهم، وقد كان ذلك بالتعاون مع زملائهم من الجاليات العربية الأخرىquot;.
ويتابع: quot;كانت مهمتهم حماية ممتلكاتهم وبيوتهم وجيرانهم من المصريين وغيرهم لمنع الأشخاص المنفلتين من سرقة البيوتquot;.

ويشير أبو دياب إلى أنه لا يمثل الطلاب الفلسطينيين أحد في مصر بشكل رسمي سوى السفارة الفلسطينية، ويوضح: quot;منذ إغلاق الإتحاد العام لطلبة فلسطين بالقاهرة يحذر على الطلاب الفلسطينيين تشكيل أي تجمع أو اتحاد طلابي وفقا لقانون الطوارئ المصريquot;.
ويطالب الطلاب الفلسطينيين حسب وسام بأن يتم تحييدهم عن المشاكل، وتأمين عودتهم إلى أهاليهم حتى تنتهي الخلافاتquot;.

تعرضت للضرب والسرقة
quot;إيلافquot; تحدثت مع الطالب أحمد عليان في مدينة 6 أكتوبر الذي أكد أن كافة الطلبة من جميع الجنسيات غادروا مصر وتم تأمين عودتهم، ولم يبقى سوى الفلسطينيين وخاصة طلاب قطاع غزة.
وأشار عليان إلى أن 4 طلاب فلسطينيين ذهبوا للسفر إلى الضفة الغربية عبر مطار القاهرة ولكنهم أثناء توجههم إلى المطار تعرضوا للضرب وسرقة نقودهم وهواتفهم.

وبين: quot;لقد وضعت السفارة الفلسطينية أرقام هواتفها على شاشة التلفاز، وعندما اتصلنا بها لمساعدتنا وتأمين عودتنا إلى غزة لحين عودة الهدوء، ولكنهم قالوا بأنهم لا يستطيعون فعل أي شيئ، وأن حالهم كحال الطلبة وعليهم الصبرquot;.
وقال عليان أنهم لا يشاركوا في أي مظاهرة وأن ما يفعلوه فقط هو الوقوف إلى جانب المصريين لحماية بيوتهم من السرقات.

من جهته قال أحد الطلاب الذي رفض الكشف عن اسمه خشية قلق عائلته بغزة عليه بأنه تعرض للضرب والشتائم على يد quot;البلطجيةquot; وهو عائد من القاهرة إلى مدينة 6 أكتوبر، وسرقت كل نقوده، إلى درجة دفعته للمطالبة بتسليمه للجيش كي يؤمن وصوله لبيت الطلبة.

وأوضح: quot;كنت في سيارة تاكسي لوحدي مع السائق، وتم إيقافنا على أكثر من عشرة حواجز، ولم نكن نعرف من يوقفنا سواء كان من الجيش أو البلطجية أو من اللجان الشعبية، ولكن أخيرا تم تفتيش السيارة على إحدى الحواجز وطلبوا مني البطاقة، وحدث ما حدثquot;.
وأكد بأنه الآن لا يخرج من البيت مطلقا وتمنى عودته إلى غزة في أسرع وقت خشية تدهور الأوضاع وازديادها سوءا، ويضيف: quot;عندما اتصلت بالسفارة لمساعدتي، فقط طلبت مني توخي الحذر والصبر وضبط النفسquot;.

أعطونا قيمة لإنسانيتنا كما باقي الدول
وقد ناشد فهمي شراب باسمه وباسم العشرات من الفلسطينيين العالقين في مطار القاهرة الآن، جميع المسئولين في مصر وفلسطين بالتدخل لإنقاذهم، موضحا: quot;هناك من هو مريض لا يحتمل أكثر من يوم في جو بارد وقارس، ومنهم الطالب الذي لا يمكلك أكثر من مائة جنيه يؤمنوا وصوله فقط لبيته، علاوة على عدم تحمل كثيرين أجواء البرد الشديد وشراء ما يلزم من الطعام المرتفع الأسعار.
وبين: quot;حال القادمين لغزة أصعب بكثير من حال المسافرين من غزة للخارج، فغالبيتهم لا يستطيعون أن يعيلوا أنفسهم أكثر من 48 ساعة، فما بالك من احتياجهم للدواءquot;.

وطالب شراب أن ينظر الجميع لقضيتهم نظرة إنسانية بحتة، وأضاف: quot;أعطو الإنسان قيمته في الحياة، فالأمريكان استنفروا وأرسلوا طائرات لكي تنقذ العالقين ومن يريد الخروج من مصر وقد يرسلوا أيضا طائرة لكلبة أكرمكم الله، من باب الرفق بالحيوان، وهكذا فعل الأخوة السعوديون وغيرهم من الإخوة العربquot;.
وأشار: quot;سمعنا أن السفير الفلسطيني بمصر الدكتور بركات الفرا لا يدخر جهدا في المساعدة و يتدخل بسرعة لحل أي مشكلة تطرأ ويبقي جواله مفتوحا ليستقبل من جميع المواطنيين، لذلك نتمنى فقط جهد أكبر وتضحية على قدر تضحية الشعب الفلسطيني الذي يشعر بالدونية من التفريق في المعاملة في المطارات الدولية حيث جرت القاعدة على ان الفلسطيني مشتبه به ومتهم الا حيث ثبوت برائتهquot;.

المطاعم والفنادق مقفلة لحين الهدوء
من جهته قال عمرو محمود وهو عامل في مول مقابل مطار القاهرة الدولي يقول في حديث مع quot;إيلافquot; بأن هناك اكتضاض شديد داخل ساحة المطار، وهناك حالة من الخوف بين المسافرين خشية تأزم الوضع وبقائهم مدة أطول داخل صالات المطار.

ويبين: quot;هناك نقص شديد في أصناف الطعام والشراب لاسيما أن هناك صعوبة في جلب هذه البضائع من خارج المطار، علاوة على أن كاقة المطاعم والمصانع خارج المطار متوقفة عن العمل، بالإضافة إلى المولات الواقعة بالقرب من المطار، وهناك صعوبة في حركة المواصلات، ولذلك ما هو موجود من البضائع بالمطار لا يكفي أعداد المسافرينquot;.
ويضيف: quot;أسعار الأغذية ارتفعت بدرجة كبيرة لقلتها أولا، ولكثرة الطلب عليها ثانيا، كما أن كل شخص الآن يبحث عن النجاة بحياته، والإنضمام إلى اللجان الشعبية خشية السرقاتquot;.

ويرى عمرو أن الفنادق والمطاعم وكل ما يؤمن الطعام والشراب للسياح سيبقى مقفل إلى حين عودة الحياة إلى طبيعتها.