رفح: عاد قطاع غزة الخاضع لحصار اسرائيلي ليكون مجددا quot;سجنا كبيراquot; مع عدم قدرة الاف الفلسطينيين من الخروج منه او العودة اليه اثر اغلاق الحدود مع مصر منذ بدء الاحتجاجات الشعبية المصرية.

وفي الجانب الفلسطيني من معبر رفح الحدودي الواقع في اقصى جنوب القطاع في المدينة المقسمة الى جزئين، تكاد الحياة تكون معدومة تماما لولا العدد الضئيل من افراد شرطة حماس المنتشرين في المكان الذي يزيده فراغا اسطول الحافلات الفارغة المركونة في المرآب المجاور المهجور.

وفي الجانب الاخر من الحدود، على الجانب المصري، يتراءى ظلان لجنديين مقنعين يتمركزان على احد الاسطح بعدما ترك افراد الشرطة المصرية وحرس الحدود مواقعهم اثر هجوم على مقر امن الدولة في المدينة الحدودية المصرية شنه متظاهرون من البدو في 29 كانون الثاني/يناير الماضي ما ادى الى مقتل ثلاثة اشخاص، في اشتباكات سمع دويها في الشطر الفلسطيني من رفح.

وبالنسبة الى غازي حماد رئيس الادارة العامة للحدود التابعة لحكومة حركة حماس التي تسيطر على غزة فان quot;هذا حصار جديد، الاف الناس محاصرون، الوضع رهيب، غزة عادت مجددا سجنا كبيراquot;. ويؤكد حماد، الذي يخشى من حصول quot;كارثة انسانيةquot;، انه على اتصال يومي مع اجهزة الامن المصرية ولكن بدون اي نتيجة حتى اليوم.

ويتلقى هذا المسؤول في حماس العديد من المكالمات من الفلسطينيين العالقين في مصر وغالبيتهم من المرضى الذين غادروا لتلقى العلاج او الخضوع لجراحات طارئة، اضافة الى العديد من الطلاب والعائلات المقيمة في مصر.

واعطيت تعليمات لسلطات الهجرة المصرية، بحسب احد مسؤوليها في القاهرة، بعدم السماح للفلسطينيين بالدخول الى مصر. ولم يعرف سبب هذه القيود الموضوعة على الفلسطينيين. واذا كانت الازمة المصرية تهدد بمأساة انسانية في قطاع غزة فهي تؤثر ايضا على التجارة الحدودية شبه السرية القائمة بين مصر والقطاع والتي تزود هذه المنطقة المحرومة بالغذاء والسلع الاستهلاكية والوقود ومواد البناء.

وفي منطقة انفاق التهريب الواقعة على بعد كيلومتر واحد من معبر رفح، يشرف ابو طه مع عماله على وصول اكياس من الاسمنت. ونفق ابو طه هذا لا يعمل اليوم سوى بنسبة 30 % مما كانت عليه الحركة قبل اندلاع الاحتجاجات الشعبية في مصر، بينما توقفت السواعد عن العمل في غالبية الانفاق المجاورة.

ويعلق ابو طه المتفاجىء من الاوضاع الجارية في مصر quot;في السابق كنا نتلقى مئة طن من الاسمنت يوميا اما اليوم فوصلنا نحو 70 طنا بعد اربعة ايام من العمل الشاقquot;. وقفز سعر الاسمنت من 105 دولارات للطن، الى 170 دولارا لدى خروجه من الانفاق الفلسطينية ليصل الى 200 دولار في السوق في غزة.

وبدا الغزيون قبل عدة ايام بتخزين الوقود خوفا من حدوث نقص، ووقف الناس في طوابير انتظار طويلة امام مستودعات الوقود، قبل ان تتدخل وزارة الاقتصاد التابعة لحماس لطمأنة الجمهور. وفي جلساتهم الخاصة يرجع الفلسطينيون إغلاق الحدود الى حالة عدم الاستقرار في سيناء، معقل البدو وحيث لا يملك الجيش المصري اي سيطرة تذكر.

وللمفارقة فان النشاط الوحيد الملحوظ في معابر رفح هو التجارة الحدودية مع اسرائيل التي وان كانت محددة بـ 150 شاحنة يوميا فهي ثابتة، وهو ما سمح بعبور 3252 شاحنة الى القطاع في كانون الثاني/يناير عبر معبر كرم ابو سالم.