في ظل تصاعد التوتر في ليبيا أعرب مصدران أميركي وأوروبي عن إمكانية التدخل العسكري ضد القذافي حال تطلب الأمر ذلك.
واشنطن، بروكسل:نفت وزارة الخارجية الليبية أن يكون للزعيم الليبي معمر القذافي حسابات في المصارف السويسرية أو آية مصارف أخرى في العالم. وجاء في تصريح اصدرته الوزارة: quot;نطالب سويسرا باثبات ان يكون الاخ الزعيم يحتفظ بحسابات في مصارفها او اية مصارف اخرىquot;.
ومضت الوزارة للقول: quot;ستتخذ الوزارة كل الاجراءات القانونية لمقاضاة الحكومة السويسرية على هذه التصريحات الكاذبة.quot; وكانت سويسرا قد اعلنت يوم الخميس انها بصدد تجميد الاصول العائدة للقذافي وافراد اسرته في البلاد. إلا أن الخارجية الليبية قالت إن الاجراء السويسري يكشف quot;مدى حقدها على ليبيا وزعيمهاquot;.
من جانب أخر، أفاد دبلوماسيون أمس الخميس ان مجلس الامن الدولي يدرس تدابير لزيادة الضغط على الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي الذي يرفض التجاوب مع المطالب بوضع حد للعنف ضد المتظاهرين.واجرى الاعضاء ال15 في مجلس الامن الخميس محادثات غير رسمية بشان الازمة في ليبيا وقد يعقدوا اجتماعا طارئا خلال الساعات الـ 48 المقبلة.
والمجلس الذي دعا الثلاثاء الى quot;الانهاء الفوريquot; للعنف، يدرس فرض عقوبات quot;ولا شيء مستبعداquot; بحسب دبلوماسي غربي طلب عدم كشف اسمه.وقال السفير الالماني في الامم المتحدة بيتر ويتيغ ان quot;العنف ضد المدنيين وقمع المتظاهرين يجب ان يتوقفاquot;. واضاف quot;على ما يبدو فان الحكم في طرابلس لا يكترث لدعوة مجلس الامنquot;.
وتابع الدبلوماسي الالماني quot;لذلك علينا التفكير جديا بتدابير تذهب ابعد من ذلكquot;. واكد دبلوماسيون ان اجماعا حصل داخل مجلس الامن حول ضرورة اتخاذ تدابير جديدة الا ان مسالة فرض عقوبات ستترك لقرار الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة.
واكد دبلوماسي غربي اخر طلب عدم كشف اسمه ان اعضاء مجلس الامن كانوا quot;مجمعينquot; على الرد على العنف في ليبيا. واضاف quot;اعضاء مجلس الامن متفقون على ان كل الاحتمالات يجب ان تطرح على طاولة البحثquot;
وكان البيت الابيض أعلنأن الرئيس الاميركي باراك اوباما سيتصل الخميس بكل من الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون لتنسيق العمل بشأن وضع حد لعملية القمع في ليبيا.
وقال المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني quot;سيبحثون بشأن ليبيا والخيارات المختلفة المطروحةquot;.
وقال المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني quot;سيبحثون بشأن ليبيا والخيارات المختلفة المطروحةquot;.
واضاف المتحدث quot;انا على يقين ان خياراتنا ستبحثquot;، ولم يشأ إعطاء تفاصيل حول الأعمال التي ستدرسها واشنطن على خلفية الدعوات الى فرض عقوبات ضد النظام الليبي وإقامة منطقة حظر جوي فوق البلد. واكتفى المتحدث بالقول quot;لا أستبعد شيئاquot;.
كما اعلنت وزارة الخارجية الاميركية الخميس ان الولايات المتحدة تأمل في طرد ليبيا من مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة بعد الانتهاكات لحقوق الانسان التي شهدتها البلاد منذ اندلاع الحركة الاحتجاجية ضد نظام معمر القذافي.
وقال المتحدث باسم الخارجية الاميركية فيليب كراولي للصحافيين quot;اننا نأمل في طرد ليبيا من مجلس حقوق الانسانquot; التابع للامم المتحدة. ومن المقرر عقد جلسة خاصة للمجلس الجمعة في جنيف لبحث التطورات في ليبيا.وكان الرئيس الاميركي باراك اوباما دعا مساء الاربعاء العالم الى ان يتحد ضد العنف في ليبيا، مطلقا بذلك جهدا دبلوماسيا اميركيا متناميا لمواجهة الوضع في هذا البلد.
ومن المتوقع ان تزور وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون الجمعة جنيف للمشاركة في اجتماع يعقد على مستوى وزاري لمجلس حقوق الانسان الذي يبدأ الاثنين دورة عادية تستمر أربعة اسابيع.إلى ذلك، أكد مصدر أوروبي لوكالة آكي الإيطالية أن الإتحاد الأوروبي لا يستثني اللجوء إلى عملية عسكرية دولية quot;لأهداف إنسانيةquot; على أن تكون منسقة دولياً بهدف إيقاف العنف في ليبيا
واشار المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، إلى أن مسألة التدخل العسكري تبقى محل نقاش في إطار العديد من السيناريوهات المحتملة لمواجهة تطورات الوضع في ليبيا، وأضاف quot; الوضع يتطور بسرعة والمعلومات القادمة من هناك متناقضة لدرجة كبيرةquot; وفق كلامه.
وأقر المصدر في تصريحات له اليوم بوجود نوع من الإضطراب في أوروبا تجاه الوضع الليبي، وأضاف quot; إذ لا وجود لمحاور فعالة لدينا بسبب طبيعة النظام الخاصةquot;، مؤكداً أن أوروبا على قناعة أن الحوار مستحيل حالياً مع الزعيم الليبي معمر القذافي وكذلك مع المحيطين به.
وحول العقوبات الأوروبية على ليبيا، شدد المصدر على أن دول الإتحاد متفقة على العقوبات من حيث المبدأ، مشيراً إلى أن المشاورات تجري بهذا الشأن وتبقى الإحتمالات مفتوحة على العديد من الإمكانيات، وزعم أن الإتحاد الأوروبي يفعل حالياً أقصى ما يمكنه من أجل تطويق الوضع هناك والتنسيق مع الشركاء الدوليين لمواجهة أسوأ السيناريوهات.
وأوضح أن الأولوية الآن هي لعمليات إجلاء الرعايا الأوروبيين من ليبيا، مؤكداً وجود الكثير من العقبات التي تعترض الأمر بسبب سوء وضع الإتصالات في ليبيا و صعوبة التحرك والحصول على المعلومات والبيانات الضرورية.
وأضاف أن الإتحاد الأوروبي يجهّز نفسه ليس فقط لإتمام عملية إجلاء رعاياه ، بل للتعاون مع كافة الدول غير الأوروبية لتأمين إجلاء رعاياها، وأضاف quot; نعمل أيضاً من أجل التوصل إلى طرق لإجلاء الرعايا الآسيويين في ليبيا إلى الدول المجاورة خاصة مصر و تونس، إذا دعت الحاجة، دون أن نستثني إمكانية مساعدة هذه الدول على استقبال مواطنين ليبيين أيضاً ممن يفرون من بلادهمquot;، كما قال.
وقال إن أوروبا تعتقد أن خطر تدفق المهاجرين على أراضيها لا يأتي من الليبيين أنفسهم، وأضاف quot; فالليبيون ليسوا من الشعوب المهاجرة على ما يبدوquot;، وفق كلامه، مؤكداً أن الخطر قد يأتي من تدفق العمالة الأجنبية المتواجدة في ليبيا نحو أوروبا.
وأشار إلى أن الإتحاد الأوروبي يتحضر أيضاً لمواجهة كارثة إنسانية ناتجة من الوضع في ليبيا، موضحاً أن المنظمات الدولية لم تخطر الإتحاد، حتى الآن، بوجود مثل هذا الخطر حالياً.
إلى ذلك، أعاد المصدر إلى الأذهان ما قام به الإتحاد الأوروبي من تعليق للمفاوضات التي كانت قائمة بين بروكسل وطرابلس الغرب من أجل التوصل إلى اتفاق إطار، مشيراً إلى أن عدم وجود بعثة للمفوضية الأوروبية في طرابلس الغرب يعقد الوضع أكثر فأكثر ويجعل تحرك التكتل الأوروبي الموحد أكثر صعوبة.
وكانت الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الإتحاد الأوروبي كاترين آشتون، قد أكدت أمس دعم الإتحاد بشكل رسمي لإجراء تحقيق دولي في ما يحدث في ليبيا وتقديم المسؤولين عن أعمال العنف إلى العدالة، مشددة على ضرورة أن يتم سماع أصوات المحتجين هناك.
وفي أول مؤشر على إمكانية أن تتطور المواجهات المستمرة في ليبيا إلى مواجهة عسكرية مع الغرب، أكد مسؤول عسكري أميركي رفيعلـ quot;سي ان انquot;الخميس، أن وزارة الدفاع quot;البنتاغونquot; تنظر في quot;جميع الخياراتquot; المحتملة لدعم الرئيس باراك أوباما، في التعامل مع الوضع الراهن.
وطلب المسؤول في الجيش الأميركي عدم الكشف عن هويته، نظراً للحساسية الشديدة في الموقف الحالي، رغم أنه مطلع بشكل مباشر على الخطط الحالية التي تُعدها وزارة الدفاع بهذا الشأن.وقال المصدر: quot;وظيفتنا أن نجعل الخيارات متاحة من الجانب العسكري، وهذا ما نفكر فيه في الوقت الراهنquot;، وتابع قائلاً: quot;سوف نقوم بتزويد الرئيس بالخيارات التي قد يحتاج إليها.quot;
وأضاف المسؤول الأميركي قوله إن الخطط الأولية للخيارات العسكرية المحتملة، والمتاحة أمام الرئيس حالياً، تضع ضمن أولوياتها حماية المواطنين الأميركيين والمصالح الأميركية، ووقف العنف ضد المدنيين الليبيين. ورغم أن المصدر بدا حذراً إزاء التفكير في أن الجيش الأميركي أصبح quot;على مشارف غزو الشواطئquot; الليبية، فقد رفض الكشف صراحة عن طبيعة الدور الذي قد تقوم به القوات العسكرية.
ولم تطلب الخارجية الأميركية، حتى اللحظة، من الجيش التدخل للمساعدة في إجلاء المدنيين من ليبيا، فيما أكد عدد من المسؤولين الأميركيين لـ quot;سي ان انquot; أن هناك جدلا حادا داخل الإدارة الأميركية حول الاستعانة بالجيش، وسط مخاوف من أن يؤدي ذلك إلى مزيد من الاستفزازات للنظام الليبي.
وكان الرئيس أوباما قد وجه كلمة مقتضبة حول تطورات الأوضاع في ليبيا، في وقت مبكر من صباح الخميس، قال فيها إن ما يحدث في المنطقة quot;تغيير تقوده الشعوبquot;، ولا علاقة لأميركا به، مطالباً السلطات الليبية بوقف العنف وإيصال المساعدات للمحتاجين.
التعليقات