استرجع رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري موضوع سلاح حزب الله غير الشرعي ليكون العنوان الأبرز للخطاب الذي ستعتمده قوى 14 آذار من الآن فصاعدًا والذي يتوقع أن يزداد حدة يوم الرابع عشر من آذار الجاري حيث دعت الىإحياء quot;ثورة الأرزquot; في الساحة نفسها التي شهدت انطلاقتها إثر اغتيال الرئيس رفيق الحريري.
بيروت: عاد موضوع سلاح حزب الله إلى الواجهة بعد إعلان قوى الرابع عشر من آذار بزعامة رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري رفضها لإستخدامه في الداخل quot;كأداة ترهيب وتسلطquot; ضد أبناء البلد وخياراتهم الديمقراطية وصولاً الى حد محاولة quot;تهشيمquot; صورة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان عبره، كما ذكر الحريري في خطابه أمس الذي اطلق فيه شعاره الجديد المنتفض على هذا السلاح quot;الجاهز لإستخدامه ضد أبناء بلدكمquot; بقوله quot;مش ماشي الحالquot;، وقد راح يكرر أكثر من ثلاثين مرة العبارة الأولى راسمًا بذلك العنوان الأبرز للخطاب الذي ستعتمده قوى الرابع عشر من آذار من الآن وصاعدًا في هجومها على quot;السلاح غير الشرعيquot; والذي يتوقع ان يزداد حدة يوم الرابع عشر من آذار الجاري حيث دعت القوى المذكورة اللبنانيين الى إعادة إحياء quot;ثورة الأرزquot; في الساحة نفسها التي شهدت انطلاقتها إثر اغتيال الرئيس رفيق الحريري.
بري: متمسكون بالسلاح
وفيما كان اللافت امتناع quot;حزب اللهquot; عن الرد على كلام الحريري برز موقف لرئيس مجلس النواب نبيه بري الذي كانت له quot;حصتهquot; في كلمة الأول وإن تلميحاً لا تصريحاً، اقترح فيه على رافضي السلاح ان يقيموا لبضعة أيام في عدد من القصور المهجورة في بلدة يارون الواقعة في اقصى الجنوب، والتي تنتمي عائلاتها الى طوائف عدة على ان يتكفل بمأكلهم ومشربهم طيلة فترة التجربة، آملاً ان يقولوا له بعد ذلك ما إذا كانوا مصرين على التمسك بموقفهم، وما إذا كانت تلك الأرض التي يحدق بها الخطر الإسرائيلي تستاهل الدفاع عنها بكل ما تملك أم لا؟
كما حمل بري على quot;ضيوفهquot; في حال قبلوا دعوته مشيرًا الى quot;انهم يتكلمون من بعيد ولم يشعروا يومًا مع ابن الجنوب ولم يتحسسوا بمعاناتهquot;، مشدداً على quot;ان بلداً لا يوجد سلاح متمكن على حدوده تسقط عاصمته كما حصل في العام 1982 إبان الاجتياح الإسرائيلي للبنانquot;، مذكرًا بأنه quot;لولا المقاومة التي زرعت بذورها في معركة خلدة الشهيرة على مداخل بيروت لما إنسحبت اسرائيل تدريجياً. وكرر بري قوله quot;بأننا سنبقى متمسكين بهذا السلاح الى حين انسحاب اسرائيل من مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء اللبناني من بلدة الغجرquot;.
فتفت:السلاحشردنا
في ردّ على اقتراح الرئيس بري قال عضو كتلة quot;المستقبلquot; النيابية النائب الدكتور أحمد فتفت لـquot;إيلافquot; إنه ينتهز المناسبة لتوجيه رسالة الى صاحب الإقتراح مفادها انه quot;سبق له ان عاش وسط السلاح وخبره، يوم كان مقيمًا في منطقة رأس النبع في بيروت ولديه مكتب في منطقة البربير جرى اقتحامهما في الرابع من أيار على أيدي حملة السلاح الذي يدافع عنه الرئيس بريquot;. وذكّر فتفت الأخير بأنه quot;إضطر للعيش في السرايا الحكومي على مدى سنة ونصف السنة كما تعذرت عليه العودة الى منزله المحطم، الأمر الذي حمله على استئجار منزل له في قريطمquot;. وخلص فتفت موجهاً كلامه الى الرئيس بري قائلاً: quot;شكرًا للدعوة يا دولة الرئيس فقد سبق ان جربنا العيش مع السلاح فكان نصيبنا التشردquot;.
هذا وقد علقت اوساط قريبة من بري على ما ادلى به فتفت فقالت لـquot;إيلافquot;: quot;يبدو ان الدكتور فتفت لم ينتبه جيدًا الى عنوان الدعوة والقصد منهاquot;.
الحكومة باتت قريبة
على صعيد تأليف الحكومة أبلغت هذه الأوساط quot;إيلافquot; ان الاجتماع الذي عقده الرئيس بري مع الرئيس المكلف نجيب ميقاتي أعطى دفعًا جديدًا لعملية التأليف، حيث بات بالإمكان القول ان العد العكسي لإنجاز التشكيلة قد بدأ، خصوصًا بعد ان أعلنت قوى 14 آذار موقفها القاطع برفض المشاركة الأمر الذي يجعل الرئيس ميقاتي في حل من تمسكه بضم هذه القوى الى حكومته، وهو الذي صبر طويلاً للوصول الى هذا الهدف لرغبته الصادقة في تشكيل حكومة وحدة وطنية. ومن هنا إتجاهه اليوم لإعتماد واحد من الخيارات الثلاثة الأخرى الباقية التي تحدث عنها في طرابلس وأبرزها حكومة سياسية مطعمة بتكنوقراط معروف عنهم حياديتهم بحيث تشكل ما يعتبره صيغة حكومية متوازنة عمادها فريق عملٍ متجانس ومتكامل في مواجهة المرحلة الراهنة.
التعليقات