واشنطن: أبلغ وزير الدفاع الأميركي، روبرت غيتس، الكونغرس، بأنه في حالة إذا ما قرر فرض منطقة حظر جوي على ليبيا، فإن ذلك يعني بالضرورة مهاجمة ليبيا أولاً، لتدمير مواقع الدفاع الجوي الليبية، ليتسنى بعد ذلك فرض منطقة الحظر المطلوبة فوق الدولة العربية.

وخلال جلسة استماع عقدها مجلس النواب الأميركي الأربعاء، رد غيتس على سؤال بشأن إمكانية فرض منطقة حظر جوي على ليبيا، بقوله: quot;إذا صدر أمر بذلك فإننا قادرون على القيام بهquot;، إلا أنه حذر من أن ذلك سيبدأ بضرب الدفاعات الجوية الليبية.

وتابع وزير الدفاع الأميركي قائلاً إن فرض منطقة حظر جوي تُعد عملية معقدة كذلك، مشيراً إلى أنها تتطلب عدداً أكبر من الطائرات الحربية، أكثر من عدد المقاتلات التي قد تتواجد على متن حاملة طائرات منفردة.

يُذكر أن غيتس كان قد أكد، في وقت سابق الثلاثاء، أن قطع البحرية الأميركية التي صدرت أوامر لها بالتوجه إلى البحر المتوسط، قبالة الشواطئ الليبية، يتم نشرها في المنطقة لتقديم quot;مساعدات إنسانيةquot;، مشدداً على عدم صدور أي أوامر لها، حتى اللحظة، باستخدام القوة العسكرية.

وقال غيتس إنه أصدر أوامره للسفينتين الحربيتين quot;كيرسارجquot; وquot;بونسيquot; بالتوجه إلى البحر المتوسط، ضمن خطة وزارة الدفاع الأميركية quot;البنتاغونquot; لنشر مزيد من القوات قرب سواحل ليبيا، التي تشهد مواجهات دامية، بين آلاف المحتجين المناوئين للزعيم الليبي معمر القذافي، والقوات الموالية له.

جاءت تصريحات وزير الدفاع الأميركي بعد ساعات على تأكيد مسؤول عسكري لـCNN، في وقت سابق الثلاثاء، أن حاملة الطائرات quot;USS أنتربرايزquot;، وسفينة الهجوم البرمائية quot;USS كيرسارجquot;، متواجدتان في البحر الأحمر حالياً لتقديم المساعدة، دون أن يكشف عن ماهية تلك المساعدة.

تزامن تحريك القطع الأميركية مع إعلان واشنطن تجميد ما لا يقل عن 30 مليار دولار من أصول الحكومة الليبية، وذلك في تحرك يأتي ضمن سلسلة تدابير تبناها قادة العالم، للوقوف في وجه القذافي، الذي يتشبث بقوة بالسلطة، رغم قيام انتفاضة شعبية عارمة تطالب برحيله منذ قرابة أسبوعين، تصدى لها بحملة قمع دموية.

وكان الناطق الرسمي باسم وزارة الدفاع الأميركية، ديفيد لابان، قد أكد أن وحدات البحرية الأميركية وسلاح الجو المنتشرة في المناطق المحيطة بليبيا، تقوم بعمليات quot;إعادة تمركزquot;، هدفها الاستعداد لأي خيار قد يطلب منها حيال الأوضاع في ليبيا، دون أن يتحدث صراحةً عن تدخل عسكري محتمل في ليبيا.

من جانبها، قالت وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، أن هذا الأمر لا يدل على قرب تدخل عسكري في ليبيا، وأضافت أن هناك قواعد أميركية في المنطقة، وواشنطن تدرك أنه سيكون هناك ضرورة لتقديم مساعدات إنسانية، وعمليات إنقاذ مع فرار تونسيين إلى أوروبا، وتوقع موجة فرار مماثلة من ليبيا إلى أوروبا.

وفيما يرى بعض الخبراء أن تدخل الولايات المتحدة عسكرياً للإطاحة بالقذافي قد يبدو مستبعداً، إلا أنهم أشاروا إلى أن المخاوف من حدوث كارثة إنسانية في ليبيا، بالإضافة إلى تهديد المصالح الأميركية، قد تفرض على إدارة الرئيس الأميركي، باراك أوباما، اللجوء إلى الخيار العسكري لوقف حمامات الدم في الدولة العربية.

وقال مسؤول أميركي بارز لمجلة quot;التايمquot;، الشقيقة لـCNN، إنه إذا كان هناك توافق دولي للتدخل العسكري لإنقاذ الأرواح من النظام الليبي، الذي يلفظ أنفاسه الأخيرة، فلن يكون بقيادة الولايات المتحدة وحدها، بل تحت مظلة الأمم المتحدة.

وكان الرئيس الأميركي، باراك أوباما، قد التقى الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، الاثنين، لمناقشة الخطوات الإضافية لمواجهة الوضع المتدهور في ليبيا، مع دخول انتفاضة شعبية تطالب برحيل القذافي، أسبوعها الثاني.

وأضاف المسؤول الأميركي البارز، إن السبب الأول الذي يدعو للاعتقاد بأن الولايات المتحدة وحلفاءها، قد يتدخلون في ليبيا، هو quot;عليك أن تبدأ من فرضية أنه مجنون، ويرفض التنحي بهدوء.quot;

ولفت المصدر إلى عوامل أخرى مؤثرة قد تدفع بأميركا والحلفاء للتدخل العسكري، منها ترسانة الأسلحة الضخمة بيد المرتزقة والموالين للقذافي، فضلاً عن احتياطات هائلة من النفط تتيح له دفع أجورهم، وقدرته على ارتكاب quot;جرائم شنيعةquot;، دفعت من قبل المجتمع الدولي للتدخل في أماكن أخرى، مثل الصومال والبوسنة.