رغم أن بعض اليساريين الأميركيين اللاتينيين قد ينظرون إلى موقع laquo;تويترraquo; باعتباره laquo; بدعة برجوازية أميركية أخرىraquo;، فإن هذا لا يمنع عمالقة من أمثال فيدل كاسترو وهوغو شافيز من استغلاله باعتباره إحدى وسائل الاتصال الجماهيري الأكثر فعالية في عصرنا هذا.


يبدو أن اليسار الثوري في اميركا اللاتينية متنبّه الى أهمية المواقع الاجتماعية على الإنترنت القصوى في تعبئة الجماهير، برغم إصرار بعض أجنحته على أن هذه المواقع laquo;مجرد بدعة برجوازية أميركية أخرىraquo;.

وليس أدل على ركوب التيار الإلكتروني الحديث من الرئيس الكوبي السابق فيدل كاسترو. فقد أقام لنفسه قبل حوالي السنة صفحة على laquo;تويترraquo; يعرض فيها خواطره عن الشؤون الدولية وهجماته العنيفة على الإدارة الأميركية وتدخلها في كل صغيرة وكبيرة حول العالم.

وقد ظل الزعيم الكوبي يحتذب الى صفحته أعدادا من الأتباع ظلت تتعاظم حتى تجاوزت الآن 100 ألف انضم اليهم 800 متصفح يوم أمس وحده،. وبهذا فهو يهدد بتجاوز ثائر آخر هو صديقه الرئيس الفنزويلي الرئيس هوغو شافيز في يوم ربما كان قريبا. ويذكر أن كاسترو أقام صفحته مستجيبا لدعوة قدمها له هذا الأخير.
ولكن حتى سقف laquo;تويترraquo;، وهو 140 حرفا فقط لكل رسالة، لم ينجح في إقناع كاسترو بالاختصار، وهو المعتاد على إلقاء خطابات تمتد على مدى بين 4 و6 ساعات تحت شمس كوبا الساخنة عندما كان رئيسا. فقد تمكن بفضل عنوان إلكتروني آخر هو bit.ly من ربط خواطره على تويتر بأخرى تظهر على مواقع أخرى فتبدو على هذه الأخيرة وكأنها خطابات كاملة.

وتتنبّه صحيفة laquo;كريستيان ساينس مونيتورraquo; (سي إس إم) الأميركية الى أنه بالنظر الى محدودية الإنترنت وبطئه في كوبا، فإن هذا يعني أن معظم المائة ألف شخص من أتباع الزعيم الثوري على الإنترنت هم أناس يعيشون خارج بلاده.

لكن ملك تويتر اللاتيني بلا منازع حاليا هو الرئيس الفنزولي شافيز الذي يقارب عدد أتباعه 1.3 مليون شخص يرسل اليهم خواطره عبر هاتفه الذكي laquo;بلاك بيريraquo;. وليس مثل كاسترو، الذي يوظف خواطره على تويتر كروابط الى مواقع أخرى تسمح بالاستطراد في الحديث، يستخدمه شافيز للحديث عن نشاطاته السياسية اليومية وأيضا لإلقاء شعاراته وهتافاته الثورية على شاكلة laquo;عاش هذا..raquo;!! وlaquo;سقط ذاك..raquo;!! مستخدما علامتي تعجب لإثبات أنه يعني ما يقول.

laquo;التحايا لكل حكام المقاطعات وعمداء المدن ونساء القوة الشعبية والناطقين باسمها.. أدعوكم جميعا لبناء دولة جديدةraquo;!! هكذا كتب شافيز في إحدى رسائله الأخيرة. ومع أن التواصل عبر تويتر صار الموضة السائدة وسط الزعماء حول العالم وخاصة في أميركا اللاتينية، فيبدو أن زعيما ثوريا من هذا الفريق الأخير لايزال متشبثا بالقديم.

الحديث هنا عن دانيال اورتيغا، رئيس نيكاراغوا وزعيم الساندنيستا الذي يرفض استغلال الإنترنت للوصول الى الجماهير العريضة رغم أنه يصغر كاسترو سناً بعشرين عاما على الأقل، ورغم أن laquo;عصبة شباب الساندنيستاraquo; افتتحت لها موقعا على laquo;فيس بوكraquo;. لكن يبدو أن اورتيغا لا يزال يؤمن بأن الخطابات المباشرة في الساحات ملاعب كرة القدم هي وسيلته الثورية المفضلة.
ويبقى أن نرى ما إن كان اورتيغا سيرضخ أخيرا للمد العصري وينضم الى فريق الرؤساء على المواقع الاجتماعية خاصة وأنه يخوض الانتخابات الرئاسية في بلاده العام الحالي. لكنه، حتى وإن فعل، فلا أمل له باللحاق بشعبية شافيز وكاسترو. وللعلم أخيرا، فإن أتباع هذين الأخيرين نفسيهما يتضاءلون عدداً بالقياس الى أتباع باراك أوباما على تويتر إذ يبلغ تعدادهم 6.9 مليون زائر.