قصفت القوات الموالية لنظام معمّر القذافي الخميس مدينة رأس لانوف النفطية، مما أوقع أربعة قتلى على الأقل، وتقدمت بالتالي نحو الشرق الخاضع لسيطرة الثوار، في الوقت الذي أكد فيه سيف الإسلام القذافي نجل الزعيم الليبي أن النظام لن يستسلم أبدًا، وأن طرابلس لم تعد تريد الجامعة العربية.


صرح سيف الاسلام القذافي نجل الزعيم الليبي ان النظام الليبي quot;لن يستسلم ابداquot; للثوار. وقال في مقابلة مع تلفزيون quot;سكاي نيوزquot; وتلفزيون بي بي سي quot;هذه بلادنا، ونحن لن نستسلم ابدا ابدا. هذه بلادنا. ونحن نقاتل هنا في ليبيا وسنموت هنا في ليبياquot;.

وأضاف أنquot;الشعب الليبي لن يرحّب مطلقا بالحلف الاطلسي، وكذلك لن يرحب ابدًا بالاميركيينquot;. كما رفض سيف الاسلام اعتراف فرنسا بالمعارضة الليبية بوصفها الممثل الشرعي للشعب الليبي.

وقال quot;يجب على الفرنسيين او الاوروبيين التحدث مع الشعب الليبي .. اذا ارادوا ان يدعموا المليشيات، فليكن. ولكن اقول لكم الان: ستخسرون، ونحن سننتصرquot;.

وأوضح quot;نحن لسنا خائفين من الاسطول الاميركي، أو من حلف الاطلسي او من فرنسا او اوروبا. هذه بلادنا. نحن نعيش هنا وسنموت هنا. ولن نستسلم ابدا ابدا لهؤلاء الارهابيينquot;. وتابع ان quot;الامة الليبية متحدة الان. نحن اقوياء للغايةquot;.

واكد سيف الاسلام كذلك على ان نظام القذافي سيفرج عن الجنود الهولنديين الثلاثة الذين تم اعتقالهم في ليبيا في نهاية شباط/فبراير، الا انه قال ان النظام سيحتفظ بمروحيتهم. واضاف quot;سنسلم الجنود الهولنديين للمالطيين واليونانquot;، مضيفا quot;لقد قلنا لهم ان لا يعودوا الى هنا مرة اخرى من دون تصريحquot;.

وكان سيف الاسلام قال في مؤتمر صحافي عقده في ليبيا ان القوات الموالية للنظام ستنتصر على الثوار وستحرر المناطق التي يسيطرون عليها في شرق البلاد معلنا quot;سنحررها منتصرينquot;. وصرح من جهة أخرى ان بلاده لم تعد ترغب بعضوية الجامعة العربية التي علقت مشاركة ليبيا في اجتماعاتها احتجاجًا على استخدامها العنف ضد المتظاهرين. وقال سيف الاسلام للصحافيين في طرابلس quot;العرب والجامعة العربية لم نعد نريدهمquot;. واضاف quot;نحن لا نريد عمالة عربية، سناتي بعمالة بنغالية وهنديةquot;.

وكان مجلس الجامعة العربية دعا في ختام اجتماع عقده على مستوى المندوبين الدائمين في 22 شباط/فبراير في القاهرة الى تعليق مشاركة ليبيا في اجتماعات الجامعة وجميع مؤسساتها احتجاجًا على استخدام العنف ضد المتظاهرين الليبيين، واوصى وزراء الخارجية العرب بدراسة تعليق عضويتها في الجامعة العربية.

من جهته، اكد المجلس الوزاري لدول مجلس التعاون الخليجي الخميس على quot;عدم شرعيةquot; النظام الليبي وعلى ضرورة quot;اجراء اتصالات مع المجلس الوطني الانتقاليquot; الذي اقامه الثوار.

ازاء التصعيد وجّه مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الوطني الانتقالي الذي اقامه الثوار، والذي اعلنت ليبيا عن مكافاة لقاء القبض عليه، نداء الى الاسرة الدولية، مؤكدا ان القذافي quot;سيدمّرquot; البلاد وطالب بفرض حظر جوي لوقف الغارات.

وفرّ الثوار بعد الظهر من راس لانوف المعقل، الاكثر تقدمًا في الشرق (650 كلم من العاصمة) تحت وابل من الصواريخ والقذائف. وقتل اربعة اشخاص على الاقل واصيب 35 بجروح، بحسب مصدر طبي.

وراى مسؤولون في الاستخبارات الاميركية ان القوات الموالية للقذافي الافضل تجهيزا من الثوار استعادت المبادرة على ما يبدو، ولا سيما بفضل قواتها الجوية quot;المهمةquot;.

وصرح الامين العام للحلف الاطلسي اندرس فوغ راسموسن quot;اذا برزت حاجة واضحة، واذا تم تخويلنا بشكل واضح وحصلنا على تأييد اقليمي قوي، فاننا مستعدون للمساعدةquot;.

واعتبرت السلطات البريطانية ان المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا يشكل quot;محاورا صالحاquot;.

واعلنت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون انها ستلتقي المعارضة الليبية خلال زيارة الى مصر وتونس الاسبوع المقبل.

وكانت واشنطن اعلنت في وقت سابق انها تجري quot;اتصالات مباشرةquot; مع شخصيات من المعارضة الليبية، بينهم اعضاء في المجلس الوطني الانتقالي.

واعلن الكرملين الخميس فرض حظر على بيع الاسلحة الى ليبيا، وهو اجراء يندرج في اطار العقوبات التي فرضتها الامم المتحدة على نظام القذافي، والتي تؤيدها روسيا.

الا ان دبلوماسيين افادوا ان مجلس الامن الدولي سينتظر نتائج اجتماعات للجامعة العربية والاتحاد الافريقي، قبل ان يصوّت على قرار بفرض حظر جوي فوق ليبيا، مشيرين ايضاً الى وجود خلافات حول الموضوع.

من جهة اخرى، اعلن مصدر قريب من الملف ان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي سيقترح على شركائه في الاتحاد الاوروبي شنّ quot;ضربات جوية محددة الاهدافquot; في ليبيا والتشويش على انظمة البث لقيادة قوات الزعيم الليبي معمّر القذافي.

وفي رأس لانوف التي سيطر عليها الثوار الجمعة، استهدف القصف مواقع في غرب المدينة قبل ان ينتقل تدريجيا الى مشارفها ثم الى وسط المدينة وشرقها.

وسقطت اربعة صواريخ على الاقل بالقرب من مسجد ومستشفى اخلاه الاطباء والمرضى على متن سيارات الاسعاف او سيرا على الاقدام.

وفرّ الثوار المنهكون من المعارك على متن عشرات العربات، واقر احدهم quot;لقد هزمنا. انهم يقصفون بالقذائف ونحن نفر. هذا معناه انهم يستعيدون راس لانوفquot;. جاء هذا الهجوم المركز غداة غارة اولى شنّتها قوات القذافي على مصفاة للنفط في سدرة.

وباتت الزاوية (40 كلم عن غرب طرابلس) تحت سيطرة قوات القذافي اثر معارك عنيفة، بحسب شهود. وكانت المدينة، التي تضم ابرز محطة لتكرير النفط تغذي العاصمة وغرب البلاد، اقرب معقل للمعارضة من العاصمة.

Libya

في المقابل، لا يزال الثوار يسيطرون على مصراتة (150 كلم عن شرق طرابلس). واشار السكان الى ان العديد من مدن شمال غرب البلاد في منطقة جبل الغربي لا تزال تحت سيطرة الثوار.

وصرح جاكوب كيلينبرغر رئيس اللجنة الدولية للصليب الاحمر الخميس انه يستعد quot;للاسوأquot; في ليبيا، مشيرا الى احتمال وقوع quot;حرب اهليةquot;، في الوقت الذي ادت فيه معارك عنيفة الى وقوع مئات القتلى ونزوح قرابة مئتي الف شخص.

ورحّب متحدث باسم المجلس الوطني الانتقالي الليبي باعتراف فرنسا بالمجلس quot;ممثلا شرعياquot; للشعب الليبي، ودعا حكومات العالم الى ان quot;تحذو حذوهاquot;. وقال عصام الغرياني quot;نرحب ونثمن خطوة الحكومة الفرنسية، ونتوقع ان تحذو حكومات اخرى حذوهاquot;.

الا ان قرار فرنسا اثار في المقابل ردود فعل quot;متحفظة وحتى سلبيةquot; من قبل العديد من وزراء الخارجية المجتمعين في بروكسل للتباحث في الازمة في ليبيا، حسبما اعلن الوزير البلجيكي ستيفن فاناكيري، اثر الاجتماع. واعلن النظام الليبي من جهته انه quot;سيفكرquot; في قطع علاقاته مع فرنسا.

وفي طرابلس، لا يزال القذافي متمسكا بالسلطة رغم قيام الاتحاد الاوروبي بتعزيز عقوباته (التي تشمل خمس هيئات مالية من ضمنها المصرف المركزي وصندوق سيادي) ورغم احالة مجلس الامن الدولي الملف الليبي امام مدعي المحكمة الجنائية الدولية.

واوردت صحيفة نيويورك تايمز من جهتها انه يمتلك quot;عشرات ملياراتquot; الدولارات نقدًا في طرابلس، الامر الذي يتيح له مواجهة الثوار رغم تجميد الأرصدة الليبية دولياً

كما اظهرت وثيقة دبلوماسية اميركية سرّبها موقع ويكيليكس ونشرتها الخميس صحيفة افتنبوستن النروجية ان سيف الاسلام القذافي نجل الزعيم الليبي معمّر القذافي كان يستحوذ على عائدات نفطية في حقل تشترك في ملكيته مجموعة توتال الفرنسية.