ينشئ ليبيون قناة تلفزيونية لبثّ الأخبار المتصلة بأوضاع بلادهم لمواجهة الدعاية التي يبثها تلفزيون الجماهيرية والعمل على تعزيز الحوار بعد رحيل القذافي.


أشرف أبوجلالة من القاهرة: يقوم الآن عدد من الليبيين من خارج البلاد وداخلها بإنشاء محطة تلفزيونية جديدة لبثّ الأخبار والتعليقات المتصلة بالأوضاع في ليبيا وعرضها على الجمهور الليبي، بهدف مواجهة الدعاية التي يبثها تلفزيون الجماهيرية والعمل كذلك على تعزيز الحوار المتعلق بمستقبل البلاد بعد رحيل العقيد معمّر القذافي، الذي يوشك حكمه الممتد على مدار 42 عاماً على الانتهاء، بحسب ما ذكرته اليوم مجلة فورين بوليسي الأميركية.

ستنطلق تلك المحطة، التي ستُعرَف بـ quot;تلفزيون ليبياquot;، خلال هذا الأسبوع في الدوحة، بعد أقل من أسبوعين من التحضير لها بخطى سريعة.

ولفتت المجلة الأميركية في هذا السياق إلى أن مؤسس تلك المحطة هو محمود شمام، الإعلامي والصحافي الليبي البارز الذي يقوم بتحرير النسخة العربية من مجلة فورين بوليسي. وفي معرض حديث له على تلك الخطوة، قال شمام إنهم جمّعوا جزءًا من طاقم العمل المبدئي في القناة، وعددهم 19 فرداً من صغار السن، عبر موقع التواصل الاجتماعي، فايسبوك.

وفي منتصف الشهر الجاري، نشر على صفحته نداءً لمن يحب العمل معهم بالتطوع، وعلى الفور استقبل أكثر من 200 طلب للانضمام.

ومن المعروف عن شمام، الذي يدافع بشدة عن العلمانية، أنه كان من أشد المنتقدين لنظام القذافي منذ أن كان طالباً ناشطاً في جامعة ولاية ميتشيغن الأميركية، حيث كان يقف في وجه مؤيدي القذافي بقيادة موسى كوسا، الذي يشغل حالياً منصب وزير الخارجية وواحد من أبرز المقربين من العقيد والزعيم الليبي، والذي قال عنه شمام quot;كوسا ليس بشخص غبي. فهو يعلم أن النظام ينهار الآنquot;.

ولدى عودته إلى بلاده بعد انتهاء دراسته الجامعية، دخل شمام في مشكلات بعدما شارك في المظاهرات الطلابية التي شهدتها مدينة بنغازي في كانون الثاني/ يناير من عام 1976، ثم غادر بعدها البلاد في آذار/ مارس من العام نفسه، ولم يعود على الإطلاق من حينها.

ومنذ ذلك الوقت، قضى السنوات، الواحدة تلو الأخرى، وهو يمارس عمله كصحافي وناشط، في عدد من المنافذ المختلفة، بما في ذلك ما يقرب من عشرة أعوام قضاها في الطبعة العربية من مجلة نيوزويك. وكان يحل ضيفاً بشكل متكرر على قناة الجزيرة، حيث كان عضو مجلس إدارة لمدة أربعة أعوام، إضافة إلى علاقاته الوطيدة بقادة المعارضة الليبية داخل البلاد وخارجها على حد سواء.

بخصوص محطته الجديدة، أوضح شمام أنه يأمل خلال الشهر الأول أن يبثّ أربع ساعات من البرامج المبتكرة كل يوم، بما في ذلك نشرة إخبارية مدتها 20 دقيقة، وبرنامج quot;توك شوquot; مدته نصف ساعة، ثم العمل بعد ذلك على توسيع نطاقها. كما إنه حريص على منح الشباب الليبي (الواقف في طليعة الانتفاضة) صوتاً بارزاً في المحطة.

وقال محمد العكاري، مدير المحطة الجديدة، وهو من مواليد بنغازي، إن quot;تلفزيون ليبياquot; أقامت استديو في بنغازي وآخر في لندن، إضافة إلى مقرها في الدوحة، ولديها مراسلون منتشرون في أنحاء ليبيا كافة. وفي الوقت الذي تتسم فيه تلك المحطة باستقلاليتها من الناحية التحريرية، فإن بمقدورها أن تثبت أنها منفذ مهم بالنسبة إلى الثوار.

وفي حديث خصّ بها المحطة التلفزيونية الجديدة، قال شمام quot;نحن بحاجة إلى جرعة كبيرة من الحوار. ونحن نريد من الليبيين أن يفكروا بشأن المستقبل: في ما يتعلق بسيادة القانون، والمجتمع المدني، ووضع دستور جديد. ونريد أن ندعم ثقافة التسامحquot;.

أما في ما يتعلق بتمويل القناة، فقالت المجلة في ختام حديثها إنها تُمَوَّل الآن بشكل أساسي عن طريق التبرعات التي يقدمها رجال أعمال ليبيون في الخارج، بما في ذلك مساهمة قدرها 250 ألف دولار من متبرع ليبي ثري يقيم في بريطانيا. كما قامت قطر، التي وافقت على استضافة القناة على أراضيها، بتوفير المرافق والموظفين التقنيين الذي يعملون في محطة الريان المحلية التي تركز على البرامج الثقافية.