طالب عدد من المختصين والمختصات بالسعودية بتعديل اشتراطات الانتخابات البلدية والسماح بمشاركة المرأة في العمل البلدي عبر الانتخابات البلدية التي ستنطلق في شهر أبريل القادم، كون العمل البلدي أقرب إلى اهتمامات المرأة والأكثر التصاقًا بعملها.


جدة: عادت المطالبات في عدد من الأوساط السعودية بإشراك المرأة كناخب مثلها مثل الرجل، في وقت أكد فيه رئيس لجنة الانتخابات السعودية بأن النظام لا يمنع مشاركة المرأة في الانتخابات البلدية، وإنها ستحضر في الوقت المناسب.

وفي حديث لـquot;إيلافquot; انتقد الكاتب السعودي عبدالله الكعيد الأصوات والأقلام التي تصف المرأة quot;أنها ليست أهلًا لتولي الأمانة القيادية في السعوديةquot; موضحًا أن الذي يصور المرأة هكذا عليه إعادة النظر في رؤيته، مبدّدًا بدوره كل أشكال التشكيك في أهلية وكفاءة المرأة التي هي فيه الصانع الحقيقي الذي يقف خلف إنجازات أفراده الذين تلقوا معارفهم الأساسيّة في الحياة من خلال أمهاتهم العظيمات وفق رؤيته.

وأكد الكعيد بأن المرأة التي استطاعت بكل جدارة إنجاز مهمة تربية فكر أفراد المجتمع وصياغته، قادرة على تحمّل كل المسؤوليات مهما كان تعقيدها أو صعوباتها، مشددًا على أن الأهم هو عدم التشكيك في قدراتها ومن ثم فتح المجال لها لكي تعمل وتنجز جنبًا إلى جنب مع الرجل نصفها الآخر.

مبينًا بأن العمل البلدي أقرب إلى اهتمامات المرأة وأكثر التصاقًا بعملها ، فنشاطات البلديات والأمانات معظمها تتعلق بحياة الناس مثل النظافة ومراقبة الأسواق وصحّة البيئة وتجميل المدينة ومراقبة المطاعم والمخابز ومحلات إعداد وبيع الأطعمة ونحوه، ورأى أن المرأة هي الأجدر بالإبداع في مثل هذه المناشط والمجالس البلدية كون هذه المجالس ليست أجهزة تنفيذية بل رقابية واستشارية ولهذا أرى قدرات المرأة كبيرة جدًا للتمثيل في المجالس.

وطالب الكعيد بمشاركة المرأة في الانتخابات البلدية القادمة سواء كمرشّحة أو ناخبة، واصفًا أمر عدم مشاركتها بـquot;المُعيبquot;، متمنيًا في الوقت نفسه من المسؤولين سرعة تدارك ما وصفه بـquot;الخللquot; وإصدار التشريعات التي تسمح لها بذلك.

وأبان الكعيد بأن هناك ارتباطًا بين عدم السماح لمشاركة المرأة السعودية في الانتخابات البلدية القادمة وبين وصولها لمجلس الشورى حيث تُشارك حاليًا في جلسات الأخير بشكل استشاري، مشيرًا إلى أنها تتنظر الدخول عضوًا فاعلًا بجانب الرجل حتى تكتمل أهليّة المجلس ويصبح كغيرة من برلمانات ومجالس بقية دول العالم وفق رأيه.

سيدة الأعمال السعودية وعضو غرفة جدة غادة غزاوي رأت أثناء حديثها لـquot;إيلافquot; بأن الرجل في الجالس البلدي في الست سنوات الماضية لم يقدم لمجتمعه البلدي أي إنجاز يذكر، وأضافت غزاوي أن هذا quot;يجعلنا نؤكد بأن مشاركة المرأة باتت حاجة مُلحة كونها الأنسب في المجلس البلدي من الرجل فهي الأكثر إلمامًاquot;، وأكملت قائلة خلال لقاء جمع أعضاء وعضوات غرفة جدة لمناقشة المشاركة النسائية في المجلس بشكل خاص وجدنا بأن المرأة أسهمت في تحسين الأنظمة وتنسيق الأنشطة وتنظيمها. فمراكز الأحياء النسائية تشهد بذلك.

رافضة بأن تربط مشاركة المرأة في مجلس الشورى بالمجلس البلدي، موضحة بأن هناك فرقًا بين كل من المجلسين فهي كمستشارة فقط منذ عامين وهي تتنظر أن تكون عضوًا أساسيًا بالمجلس خصوصًا أن المرأة تحمل المسؤولية، والقيادة تشهد بذلك.

وقالت إن المجتمع بأكمله أصبح يشعر بالتدرج الإيجابي الذي يحدث؛ حيث أصبحت المرأة اليوم نائبة للوزير، هذا دون أن هناك ما لا يقل عن خمس سيدات استطعن أن يكن ضمن أكثر 500 شخصية مؤثرة في العالم، خاتمة حديثها بأن التفاؤل اليوم يدثر كل من تحمل الجنسية السعودية كون قائد الشعب السعودي يشجعها ويأخذ ببيدها ويدعمها.

وفي السياق ذاته،رأت الكاتبة السعودية رحمة ذياب لـquot;إيلافquot; بأن دخولها للمجلس quot;حق لها وستحصل عليه قريبًاquot; بعد أن حصلت على مناصب قيادية أثبتت أن لها تأثيرها القوي على المجتمع كهيئة المهندسين ومجلس الغرف السعودية، وكذلك في قطاع التعليم والطب والعديد من المجالات الأخرى.

وأبدت استياءها من تهكم بعضهم على ثقة المرأة في نفسها وثقة الحكومة السعودية بكيانها، مؤكدة بأن المرأة أصبحت الأكثر قدرة على التحمل والأكثر جدارة بالمنصب خاصة أنها تقلدت مناصب أعظم وأكثر قوة من المجلس البلدي، معتبرة أن المرأة دخلت القبة الأكبر في المجتمع السعودي واستطاعت أن تدخل مجلس الشورى وباتت مستشارة يؤخذ برأيها وهي في طريقها لعضوية الشورى قريبًا.

وكان رئيس لجنة الانتخابات البلدية السعوديةعبدالرحمن الدهمش أكد خلال مؤتمر صحافي الاثنين بأن النظام لا يمنع مشاركة المرأة في الانتخابات البلدية، وإنها ستحضر في الوقت المناسب وأوضح بأن إجراءات تصويت المرأة في الانتخابات ستتوفر قريبًا في كافة مناطق الدولة السعودية. وستبدأ في أواخر شهر أبريل المقبل.