فيما شيّع مواطنو محافظة صلاح الدين العراقية اليوم قتلى عملية اقتحام مسلحين لمبنى مجلس المحافظة ثم تحريره من قبل قوات عراقية واميركية ما ادى الى مصرع واصابة حوالي 170 شخصا بينهم ضباط ومسؤولون وصحافيون، فقد حذر قادة وسياسيون عراقيون من خطورة وجود خروقات أمنية فاضحة للاجهزة الامنية داعين الحكومة الى معالجتها فيما وعد رئيس الوزراء نوري المالكي بملاحقة الفاعلين والقضاء عليهم.
في اول رد فعل على حادث احتلال 11 مسلحا لمبنى محافظة صلاح الدين في مدينة تكريت مسقط رأس الرئيس السابق صدام حسين (170 كم شمال غرب بغداد) أمس قال رئيسالوزراء العراق نوريالمالكي اليوم quot;ان الارهابيين القتلة يقدمون مرة اخرى على ارتكاب جريمة شنيعة باستهداف الابرياء الآمنين من ابناء محافظة صلاح الدينquot; شمال غرب بغداد.
واضاف quot;ان جرائم هؤلاء المنبوذين لاتزيدهم الا عزلة عن ابناء شعبنا الكريم ولن تنال من عزم مواطنينا واجهزتنا الامنية على ملاحقتهم والقضاء عليهم واستئصال شجرتهم الخبيثة وافكارهم التكفيرية الحاقدةquot;.
وقال quot;ان المجرمين الذين خططوا ونفذوا وتعاونوا على ارتكاب هذه الجريمة لن يفلتوا من العقاب ، وعلى اللجنة التحقيقية المشكلة ان تقدم تقريرها باسرع وقتquot;.
تشييع ودعوات لإقالة محافظ صلاح الدين
وقد شهدت مدينة تكريت اليوم تشييع المئات لجثامين عدد من ضحايا الاعتداء بينهم جثمان عضو مجلس المحافظة واثق السامرائي مطالبين بإقالة المحافظ.
وجاء حادث الاعتداء في وقت تعيش فيه البلاد أزمة أمنية وسياسية بسبب بعدم اكتمال تشكيل الحكومة وبقاء الوزارات الأمنية للدفاع والداخلية والامن الوطني شاغرة رغم ارسال المالكي الى مجلس النواب اسمي مرشحين لوزارتي الدفاع والداخلية مطلع الاسبوع الحالي للتصويت على تعيينهما ربما غدا وسط خلافات بين الكتل السياسية قد تؤدي الى فشل موافقة النواب على توزيرهما.
النجيفي يدعو الحكومة إلى معالجة الخروقات الامنية
ومن جهته عبر رئيس مجلس النواب اسامة النجيفي عن الامتعاض من quot;عودة الهجمات المسلحة الى المشهد الامني وسقوط مزيد من الشهداء العراقيينquot;. ودعا الحكومة العراقية الى تشخيص مواطن الخلل في الخروقات الامنية وضرورة دقة المعالجة وسرعتها بمهنية مطالبا بفتح تحقيق عاجل في الحادث والوقوف على اسباب التقصير ومحاسبة الجناة وفق القانونquot;.
واشار النجيفي خلال افتتاح مؤتمر سلطات الاقاليم والمحافظات في بغداد اليوم الى ان الاخطار والازمات التي يعانيها الشعب العراقي تتطلب وقفة مسؤولة على اعلى المستويات لدراسة ما آلت اليه الامور . وقال ان تظاهرات الاحتجاج التي خرجت في مختلف المحافظات العراقية مؤخرا تؤشر ظاهرة خطرة في تعامل الحكومة مع الشعب وطريقة التعبيرعن تطلعاته ومطالباته وتؤكد وجود ازمة ثقة بين الحاكم والمحكوم . واضاف ان مطالب المتظاهرين تشير الى وجود فشل فاضح في جميع مرافق الدولة محذرا من ان استمرار هذا الوضع دون حلول سيؤدي الى نخر جسد الدولة العراقية.
واشار النجيفي الى ان مطالب المتظاهرين تؤكد معاناة المواطنين من الفقر والبطالة وقلة الخدمات وسوء الادارة والاقتصاد الضعيف وتفشي الفساد المالي والاداري في جميع مرافق الدولة اضافة الى التضييق على الحريات العامة وسوء معاملة المعتقلين الذين لم تثبت ادانتهم .
عبد المهدي : ضرورة وضع خطط تحفظ أمن المواطنين
واكد نائب الرئيس العراقي عادل عبد المهدي ضرورة الحيلولة دون تكرار حادث محافظة صلاح الدين من خلال وضع الخطط التي تضمن سلامة الوطن والمواطن. وقال quot;مرة اخرى تمتد يد الارهاب الآثمة لترتكب جريمة جديدة حيث قامت بعض الزمر الارهابية بالهجوم المسلح على مبنى محافظة صلاح الدين ما اسفر عن استشهاد عدد كبير من المواطنين والمسؤولين من ضمنهم ثلاثة من اعضاء مجلس المحافظة وهم يؤدون واجبهم الوطني واصابة عدد اخر من المسؤولين والقوات الامنية والمواطنينquot;.
وشدد على ضرورة الحيلولة دون تكرار quot;مثل هذه الاعمال الاجرامية التي باتت تتكرر بين الحين والاخر وذلك من خلال مضاعفة الضربات الاستباقية لأوكار الارهاب وتنظيم وتفعيل الجهد الاستخباري وتطهير الاجهزة الامنية من العناصر المندسة والمتخاذلة ورفع القدرة القتالية لمنتسبي القوات المسلحة ومحاسبة المقصرين في واجباتهم واحالة من تثبت ادانته بالتقصير والاهمال الى القضاءquot;.
وطالب الحكومة بإعادة النظر في الخطط الامنية والاستفادة القصوى من العناصر المهنية والكفوءة والمشهود لها بالنزاهة والاخلاص والاسراع في حسم تعيين الوزراء الامنيين لاستلام مهامهم الامنية ووضع الخطط التي تضمن سلامة الوطن والمواطن.
الجلبي يطالب بإعادة النظر في السياسات الامنية
اما رئيس المؤتمر الوطني العراقي أحمد الجلبي فقد شدد على ضرورة إعادة النظر في السياسات الأمنية التي تتبعها جميع الأجهزة العراقية وقال إن اقتحام مبنى مجلس محافظة صلاح الدين أمس يؤكد وجود خرق quot;فاضحquot; وخلل كبير في الإجراءات المتخذة.
واشار الجلبي الى ان الطريقة التي نفذت فيها عملية اقتحام مجلس محافظة صلاح الدين quot;من قبل مجاميع إجرامية تدعونا إلى إعادة النظر في السياسات الأمنية المتبعة لان دخول مبنى مجلس المحافظة المحصن واحتجاز المواطنين المراجعين وكذلك الموظفين وأعضاء مجلس المحافظة كرهائن، يدل على وجود اختراق في الأجهزة الأمنية من قبل أعداء العراقquot;. و قال إن quot;هذه العملية البربرية تشير إلى وجود خلل كبير في الإجراءات الأمنية المتبعةquot;.
وطالب الجلبي بمراجعة وتغيير الخطط والسياسات الأمنية المتبعة وعدم الاكتفاء بفتح لجان تحقيقية ولملمة القضية ومحو آثار الجريمة . ودعا مجلس النواب الى استدعاء المسؤولين الأمنيين quot;لمعرفة سبب هذا الخرق الأمني الفاضحquot;.
وكانت قوات عراقية واميركية قد اقتحمت مبنى محافظة صلاح الدين في مدينة تكريت بعد ساعات من سيطرة مسلحين يرتدون بزات عسكرية عليه ما ادى الى مقتل 70 شخصا بينهم ضباط وصحافيون والمسلحون واصابة حوالي 100اخرين بينهم نائب المحافظ.
ونجحت القوات بعد قتال استمر 5 ساعات بينهم عدد من الضباط والجنود الذين اشتبكوا مع المسلحين لدى اقتحامهم مبنى المحافظة كما قتل 5 من اعضاء مجلس المحافظة اضافة الى عدد من الصحافيين . وبين القتلى العقيد عماد نوفان مدير شرطة النجدة في المحافظة ومعاونه اضافة الى ثلاثة ضباط اخرين .. كما قتل ايضا مراسل قناة العربية صباح البادي ومراسل لوكالة رويترز اضافة الى اصابة عدد من الصحافيين الاخرين من قنوات تلفزيونية محلية.
وكان السجن المركزي في تكريت شهد اعمال شغب في الثالث عشر من الشهر الحالي اسفرت عن اندلاع حريق في اقسامه فيما اعلن تنظيم القاعدة مسؤوليته عن تفجير انتحاري استهدف متطوعين للشرطة في تكريت في الثامن عشر من كانون الثاني (يناير) الماضي ادى الى مقتل 59 شخصا واصابة عشرات اخرين بجروح.
التعليقات