عورتا: تسمم عمليات البحث التي يقوم بها الجيش الاسرائيلي عن قتلة عائلة مستوطنين في ايتامار في 11 آذار/مارس، حياة قرية عورتا الصغيرة المجاورة للمستوطنة في الضفة الغربية.
وانتقل الجيش الاسرائيلي الى قرية عورتا التي يقطنها حوالى سبعة آلاف شخص منذ مقتل عائلة مستوطنين طعنا بالسكين مكونة من زوجين وثلاثة من اطفالهما في ايتامار شمال الضفة الغربية.

وكان اخر عملية قبل عدة ايام عندما دخل الجيش القرية بعد منتصف الليل واقتحم بيوتا وترك الناس خارجا في هواء الليل البارد وبعدها اعتقل بضع رجال للتحقيق معهم.
ولم يتم توجيه تهم لاحد في جريمة الطعن مع ان اهل القرية قالوا انه تم اعتقال حوالى 300 رجل وشاب واستجوابهم واخذ بصماتهم واخذ عينات من لعابهم لفحص الحمض النووي الريبي.

وما زال حوالى اربعين شخصا في السجن الامر الذي يدفع اهل القرية الى التذمر من انهم يعاقبون بشكل جماعي على امر لا علاقة لهم به.
وخضعت عورتا فورا بعد الجريمة الى منع تجول لمدة خمسة ايام ومن وقتها اصبحت هدفا للعديد من الهجمات والاعتقالات.

ورفض الجيش الاسرائيلي التعليق على الامر على الرغم من قيام الناطق العسكري الكابتن ارييه شاليكار بنفي الادعاءات ان قوات الجيش تركز انتباهها على قرية عورتا بشكل خاص وهي قرية زراعية فقيرة يعتاش اغلب سكانها من بساتين الزيتون.
وقال العديد من اهل القرية ان الجنود اعتدوا على بعضهم بالضرب وخربوا ممتلكاتهم الامر الذي يرفض الجيش الاسرائيلي التعليق عليه.

ويؤكد فيصل ابو قوري مزارع عاطل عن العمل ان منزله اقتحم سبعة مرات على الاقل.
ويضيف انه في اول صباح بعد الحادثة تعرض بيته الذي يقع في ممر واسع مظلل بالاشجار الى اطلاق نار وغاز مسيل بالدموع وهو يشير الى ثقوب في الحائط.

واعتقل اربعة من ابناء ابو قوري وبقي اثنان منهم في السجن حتى الان.
ويشير ابو قوري الى فمه ويقول السنين الاماميين بعدما ضربه الجنود.

وداخل منزله ابواب الخزائن اقتلعت من مكانها والغسالة التي امضى سنتين يقتصد لشرائها محطمة كثمرة لاحدى الغارات.
ولعل اكثر ما ضايقه هو قيام الجنود بتمزيق ملصق فيه صور لابنه وابن اخيه اللذين قتلهما الجنود رميا بالرصاص العام الماضي بينما كانا يبحثان عن خردة الحديد.

واعترف الجيش في نهاية الامر بان القتل كان خطأ. وقام ابو قوري بمقاضاتهم للحصول على تعويضات ولهذا يعتقد انه يتم تخصيصه بالهجوم.
ولا يختلف الامر بالنسبة لاسعد عبد الكريم لولح وهو مزارع يبلغ من العمر سبعين عاما يعيش على طرف القرية المواجه لمستوطنة ايتامار التي تقع على بعد حوالي كيلومترين مقابل واد ضيق.

واعتقل الجيش الاسرائيلي 15 من اقاربه بينهم اثنان من ابنائه لا يزالان محتجزين.
ويقول لولح ان الخوف يهيمن على القرية: الخوف من الجنود والمستوطنين الغاضبين الذين نزلوا الى عورتا والقوا بالحجارة على بعض البيوت بعد يوم من جريمة القتل.

وينام لولح خلال النهار كغيره من اهل القرية لانهم يخافون من هجوم جديد اثناء الليل.
ويضيف ان quot;الاولاد خائفون من الوجوه الغريبة. يجب عليه دفعهم للذهاب للمدرسة الكثير منهم يبلل نفسه من الخوفquot;.

ويشير لولح الى اشجار الزيتون التي يملكها، قائلا انه لا يستطيع الوصول الى معظمها. وقد لجأ الى سلطات الجيش للشكوى لكنهم احتجزوه هناك.

ويشرح لولح quot;قيدوني واحتجزوني خمس ساعاتquot;.\
ويعرب سكان القرية عن خوفهم من المخاطرة والنزول الى الطريق المتعرج عبر الوادي الضيق بين ايتامار وعورتا خوفا من ان يطلق عليهم المستوطنون النار.

ويقول حسن عوض نائب رئيس مجلس قروي عورتا ان ثمانين بالمئة من بيوت الرقرية هوجمت واعتقل 300 رجل وولد، موضحا ان اربعين من الرجال ما زالوا في السجن.

ويضيف عوض ان الجيش استخدم وسائل تكتيكية قاسية. وعندما جاء الجنود لتفتيش المكاتب البلدية قاموا بكسر الابواب بدلا من انتظار المسؤولين لفتح المكاتب والمخازن.

ويجمع اهل القرية على ادانتهم جريمة القتل البشعة ويصرون على انه ليس من الممكن ان يقدم احدهم على ارتكاب مثل هذا الفعل.

ويقول عوض quot;لا احد في القرية يؤيد قتل الاطفال على الرغم من ارائنا السياسية الا اننا كعرب ومسلمين لا نؤمن بذلكquot;.

ويتفق معه ابو قوري الذي خسر ابنا له. ويقول quot;على الرغم من كل ما حدث ادين جريمة القتل وايا كان مرتكبها يجب ان يخضع لاقسى عقوبةquot;.