خرج احد أبرز المراجع الدينية الشيعية العرب عن صمته، وهاجم إيران بشدة مستغرباً تدخلها في شؤون دول الخليج العربي، ولا سيما البحرين التي شهدت في الآونة الأخيرة اضطرابات، ذكّاها تدخل طهران التي ساءت علاقتها بدول مجلس التعاون.

بيروت: انتقد المرجع الديني العلامة السيد علي الأمين، أشهر علماء الشيعة في لبنان، تدخل إيران في الشؤون الخليجية، ولا سيما في البحرين والكويت، وأبدى تعجبه من سكوت المرجعية الدينية في النجف من الأحداث المؤسفة التي شهدتها البحرين وعدم تحركها وترشيد أبنائها في التقليد للدخول في الحوار الذي طالبت به الدولة.

واعترض الأمين على المواقف المتناقضة للمرجعية الدينية التي لم تقف مع شعبها في العراق الذي خرج في مظاهرات للمطالبة بحقوق مشروعة، وحرّمت هذا التحرك، بينما سكتت عن خروج المظاهرات في البحرين وغيرها، مما يدل على أن هذه المرجعية لا تواكب الأحداث بعمق وبعيدة عن مجريات الواقع، أو أنها أصبحت تابعة لرؤية الحكام في البلاد التي تسكنها ولذلك هي تأخذ بآرائها، وفق قوله.

وأكد العلامة علي الأمين في لقاء تلفزيوني نقله وكالة الأنباء البحرينية، أن المطالب بالإصلاح أمر مشروع لكن تغيير النظام ليس مطلباً اجتماعياً، وقال إنه خاطب جملة من العقلاء والحكماء في مملكة البحرين لضرورة الحفاظ على وحدة المجتمع وتماسك أبنائه، مضيفاً أنه لا يجوز عندما تظهر علامات التفرق والاختلاف، أن يكون هناك حالة من الصمت والسكوت، وانه لابد من قول الكلمة التي تصلح ذات البين والتي توقف العنف، وتعيد الجميع إلى طاولة الحوار.

وأوضح العلامة الأمين أنه قال سابقاً إن دعوة ولي العهد البحريني الأمير سلمان بن حمد آل خليفة للحوار فرصة ثمينة لطي صفحة الماضي، والبدء بمرحلة يسودها الأمن والوئام لكن بعض الفرقاء رفضوا الجلوس على طاولة الحوار، مما ساهم في تصاعد الأمور حتى وصلت إليه من وضع آلم الجميع.

ودعا في الوقت ذاته، ولي العهد البحريني الى إعادة دعوته للحوار لوضع حد لكل أعمال العنف التي حصلت وحفاظاً على الأمن والاستقرار وسلامة المجتمع ولردع الفتن، وقال إن المخاطر التي تعيش في كنفها مملكة البحرين لاشك في انتقالها إلى بلدان أخرى.

وأضاف أن '' أوطاننا مجتمعات تعددية محكومة بالحوار والتفاهم ولا يجوز لفريق أن يفرض رأيه على الفريق الآخر، من هنا يتعاظم دور العقلاء والحكماء حقناً للدماء وطي صفحة الماضي، ومنعاً للشرر المستطير بدعوة الجميع إلى كلمة سواء على القاعدة التي آمن بها المسلمون من القرآن الكريمquot;.

واستشهد العلامة الأمين، بالآية القرآنية (وإذا تنازعتم في شي فردوه إلى الله والرسول)، وفسرها بالقول quot;أي أن نعود إلى كتاب الله وسنة الرسول الأعظم (ص)'' منوهاً إلى أن دين الله لا يفرق بين أحد إلا هذه المجموعات التي تسعى لإيجاد الصراعات والفتن وركوبها.

ورفض العلامة اللبناني علي الأمين، تدخل أي دولة بشؤون دولة أخرى، خاصة الدول التي تعتبر بمثابة الأشقاء، وقال يجب أن تكون العلاقات بينها قائمة على التعاون، معتبراً أي تدخل أمراً خارجاً عن مبادئ الإخوّة والمواثيق والمعاهدات.

وقال إن تدخل إيران في شؤون الكويت والبحرين، يعتبر أمراً مرفوضاً، ويجب أن تكون إيران مصدر اطمئنان، وليس في مصلحتها أن تخسر بوابتها للعالم العربي عبر بوابة الخليج، وأوضح أن القوات العربية دخلت لدولة شقيقة بموجب معاهدات، وبناء على طلب من دولة شرعية قائمة، وأن رفض إيران لأمر واضح في علاقات الدول الخليجية، التي تحكمها اتفاقات ومعاهدات ومواثيق، أمر غير مفهوم.

وطالب الأمين إيران بتغيير سياساتها تجاه الدول المجاورة، وأن تكون مصدراً لمساعدة تلك الدول، في تحقيق الاستقرار والاطمئنان وإنهاء النزاعات، وأن تكون حكماً وليس طرفاً في زيادة الصراعات القائمة، لافتاً إلى أن ما حدث في البحرين تجاوز هذه الأمور، لأن وضع البحرين ذو حساسية وإيران تعلم ذلك.

وأكد الأمين أن الشيعة العرب جزء لا يتجزأ من أوطانهم وشعوبهم وولائهم لدولهم وبلدانهم، وليس ولاؤهم لإيران، مشيرا إلى أن العلاقات مع إيران ثقافية ودينية، لكن لا يصح أن تكون روابط الأديان على حساب الأوطان، ويجب أن يكون الانتماء للوطن، ولا تصح العلاقة السياسية بين طائفة وإيران، بل تصح العلاقة بين دولة وأخرى.

ودعا العلامة الأمين النخب العربية والمثقفين ورجال الدين المصلحين، إلى أن يجتمعوا في مؤتمر موسع لتدارس الأوضاع، والاستفادة من تلك الظروف، وعدم تركها تقود الجميع لطريق مجهول، وتفلت زمام الأمور.

وتشهد مملكة البحرين احتجاجات تقودها الطائفة الشيعية من سكان هذه المملكة الخليجية الصغيرة، الأمر الذي استدعى تدخل دول مجلس التعاون الخليجي من خلال قوات quot;درع الجزيرةquot; التي انتشرت في البحرين من أجل إعادة الأمن والهدوء للملكة.