توقع مراقبون باحتمال استغلال التيار السلفي المعتدل في المغرب استغلال الحراك الذي يوجد في المملكة من أجل العودة إلى quot;إحياءquot; نشاطه في الساحة، سواء على المستوى الديني أو على صعيد مستويات أخرى،
وتأتي هذه التوقعات بعد النقاشات التي تجري مع معتقلين إسلاميين بهدف تهييئهم إلى ما بعد الإفراج، وتكتل سجناء سابقين في إطار تنسيقيات مختلفة، إلى جانب رجوع محمد المغراوي، رئيس جمعية الدعوة إلى القرآن، للمغرب من منفاه الاختياري في المملكة العربية السعودية، التي لجأ إليها بعد أن طالبت جمعيات بمحاكمته، إثر إصداره فتوى تجيز الزواج ببنت التسع السنوات.
وقال سعيد لكحل، الباحث المهتم بالحركات الإسلامية في المغرب، إن quot;هذا التيار بجناحيه التكفيري والتفجيري، يستغل الحراك السياسي الشعبي والرسمي الذي يعرفه المغرب، بغرض انتزاع مكاسب له، سواء تعلق الأمر بإطلاق سراح المعتقلين، أو إعادة فتح دور القرآن، التي أغلقتها السلطات المغربية على خلفية فتوى المغراوي بجواز تزويج ذات التسع سنين ضدا على التشريعات المغربية التي تنص عليها مدونة الأسرة، فضلا عن تكفير الديمقراطية، والتعددية الحزبيةquot;.
وهذا النوع من الفتاوى والعقائد، يوضح سعيد لكحل، في تصريح لـ quot;إيلافquot;، quot;سيضع التيار السلفي بكل تلاوينه أمام اعتداد سافر وإنكار فج لأحد الثوابت المغربية، التي سينص عليها الدستور المقبل، وهو ثابت الديمقراطيةquot;.
وتساءل الباحث المهتم بالحركات الإسلامية حول ما إذا كانت الدولة المغربية ستسمح بوجود عناصر هذا التيار وممارسة أنشطتها، رغم إنكارها وتكفيرها لثابت الديمقراطية؟، قبل أن يضيف قائلا quot;بالتأكيد ستكون الدولة ملزمة بمتابعة هؤلاء قضائيا، لكن هذه المرة ينبغي أن تكون المحاكمة عادلة والإجراءات الإدارية مسنودة بأحكام القضاء المستقل حتى لا يشكك فيه أحدquot;.
وذكر سعيد لكحل أن quot;حركة 20 فبراير فتحت الفرص لكل التيارات من أجل ممارسة الضغط على الدولة، واغتنام أقصى ما يمكن من (الغنائم)، لأن الدولة في حالة ارتباك لا تمكنها من ممارسة مزيد من الضغوط على هذه التيارات، التي تعتقد أن الدولة باتت في حالة ضعف لم تسعفها على المقاومة والتصدي لمخططات هذا التيار.
يشار أنه ينبغي التمييز بين التيار السلفي الجهادي التكفيري الذي توجد عناصر منه معتقلة على خلفية الأعمال الإرهابية التي عرفها المغرب، أو المخططات التي كانت تعد لها خلايا هذا التيار، وبين التيار السلفي الوهابي الذي لم يرتكب أعمالا إرهابية، وإن كان ينهل عقائده من النبع نفسه، حسب سعيد لكحل.
وكان محمد المغراوي عاد، بداية الأسبوع، إلى المغرب، حيث وجد في استقباله بمطار مراكش المنارة المئات من مريديه، قبل أن يؤكد في كلمة له أنه quot;عاد ليستأنف نشاطه الديني والتربوي، وأيضا لفتح دور القرآنquot;، التي أغلقت بقرار قضائي.
يذكر أن ممثلين عن السلطات القضائية والأمنية ورجال دين سبق لهم أن التقوا بعدد من شيوخ السلفية الجهادية داخل السجون، وتناقشوا معهم حول ما بعد الإفراج، وكيفية اندماجهم في المجتمع.
التعليقات