انتقد ناشطون سوريون تقريرًا نشرته صحيفة واشنطن بوست الأميركية، يتحدث عن دعم الولايات المتحدة المعارضة السورية ضد نظام الرئيس بشار الأسد، وأكد الناشطون على أن واشنطن غير معنية بمصلحة الشعوب العربية.

أثار توقيت نشر صحيفة quot;واشنطن بوستquot; الأميركية تقريرًا حول تمويل الولايات المتحدة الأميركية المعارضة السورية استياءً شديدًا بين أوساط الناشطين العرب، معتبرين أن واشنطن تكرر ما فعلته أثناء الثورة المصرية، حيث نشرت quot;نيويورك تايمزquot; تقريرًا في وقت سابق عن تدريب ناشطين مصريين على استخدام التكنولوجيا، مؤكدين أن واشنطن تحاول سرقة الثورات العربية.

ونفى المحامي المصري محمد حجازي سليم حجازي رئيس مجلس أمناء مراكز التحكيم والمنظمة الاقليمية لحقوق الانسان في تصريح خاص لـquot;ايلافquot; صحة التقارير الأميركية، وقال quot;لا يستطيع أن يعطي الحرية الأميركيون أو غيرهم، فأميركا ضد الحريةquot;، معتبرًا أنّ quot;أميركا إذا دخلت إلى دولة أفسدتهاquot;.

وأكد quot;أن الولايات المتحدةكانت ضد ثورة 25 يناير، ومع الرئيس المصري السابق حسني مبارك ونظامهquot;، وأضاف quot;عندما وجدوا عزيمة الشعب واصراره أصبحوا مع انتقال السلطة الى النائب السابق عمرو سليمانquot;، مشددًا على أنهم quot; كانوا ضد الشعب المصري في كل سياساته، وهم يكيلوا بمئة مكيال، وليس لديهم عدالة وفاقد الشيء لا يعطيهquot;.

ورأى أن ثورة المصريين كسرت كل قواعدهم وتابوهاتهم، مضيفًا أنه لا يمكن أن يكونوا مع حرية الشعوب لأن ذلك ضد مصالحهم.

وأكد quot;أنّ واشنطن مع أي نظام يخدم مصالحها، حتى لو كان نظامًا ديكتاتوريًا فاسدًا، وهي لن تكون مع أي نظام عادل لأن النظام العادل يصغي إلى شعبه، وليس إلى الغربquot;، مشددًا على quot;اهتمام واشنطن بثروات العالم النفطية فقطquot;.

توقيت غريب
من جانبه، قال أحمد صلاح مسؤول الاتصال في ائتلاف لجان الدفاع عن الثورة في تصريح خاص لـquot;ايلافquot; إنّ توقيت ظهور هذا التقرير غريب، وربما لحسابات داخلية داخل الادارة الأميركية. وأضاف: quot;يوحون بأنهم المسؤولون عن الثورات العربية، مؤكدًا quot;أنه بالنسبة إلى مصر لم يكن هناك تدريب للناشطينquot;.

وأوضح quot;أنا شخصيًا ذُكر اسمي في وثائق ويكيليكس على أساس أنني حضرت مؤتمرًا في نيويورك حول الحركات الشبابية الموجودة في العالم، وقالت الوثائق إنني أظهرت إعجابي بالمؤتمرquot;، موضحًا quot;أن المؤتمر لم يكن تدريبيًا، وكان مؤتمرًا للتعارفquot;.

وأضاف quot;في الواقع لم يتم تدريب الناس على إسقاط الأنظمة بأي شكل من الأشكالquot;، وقال quot;إن المعهد الجمهوري الأميركي ينظم دورات للمجتمع المدني في دبي والأردن واسطنبول ..quot;، وشدد على أنّ quot;هذه الدورات لاعلاقة لها بأي ثورات، لأن الحكومة الأميركية كانت سعيدة بالديكتاتوريات، في مصر على الأقلquot;، وتابع quot;بالفعل كانت الحكومة الأميركية تنظم هذه الدورات، الا أنه لا علاقة لها بالنزول الى الشارع أو تغيير انظمة الحكمquot;.

بدوره قال الصحافي ياسر زارع في تصريح خاص لـquot;ايلافquot; إنّ واشنطن quot;تنسب الفضل لنفسها في الثورات العربية في مصر وسوريا، وهي التي قررت تحريك الشعوب العربية ضد حكامهم الفاسدين، وهذا غير صحيح، وان حصل أية تدريبات أو دعم فني لأي من النشطاء، فهو ليس سبب قيام هذه الثوراتquot;، وأضاف quot;أميركا ليس لها أي فضل على الآخرين، وكلام الاعلام الأميركي هو لمجرد استغلال الموقف وتبرير عجز واشنطن وعدم معرفتها بقيام الثورات وتطورها ولتبرر دعمها الأنظمة الديكتاتوريةquot;.

دعم مالي للتحول الديمقراطي

تقادم الخطيب منسق جبهة شباب الثورة في القاهرة الكبرى والمحافظات أقرّ في تصريح خاص لـquot;ايلافquot; quot;أنّ هناك دعمًا ماليًا تحت عنوان عريض هو التحول الديمقراطي في مصرquot;، وذلك ما اعتبرهquot;لأهداف معينة تتلخص في الرؤية المستقبلية لمعاهدة السلام والعلاقات السياسية والاقتصاد، وهي أهم محاور تتعامل فيها المنظمات الأميركية والأوروبية الآنquot;.

وحول نشر تقارير أميركية من هذا النوع عن دعم المعارضة السورية هذه الفترة قال quot;إن الهدف تفتيت القوى الثورية وبثّ المشاكل بين الأطراف واللعب على الأوراقquot;، وأشار الى أن هذا ما تم نشره في تقارير أميركية سابقة حول دعم ناشطين مصريين تقنيًا فترة الثورة المصرية.

وكانت صحيفة واشنطن بوست قالت إن تمويل واشنطن المعارضة السورية بلغ 12 مليون دولار بين الأعوام 2005 و2010، أي بمعدل مليونين و400 الف دولار سنويًا. وأشارت الى أن التمويل بدأ بعد في العام 2005، وحسب المقال، فإن الأموال تضمنت تقديم ستة ملايين دولار لتلفزيون quot;بردىquot; المعارض، الذي بدأ بثّه من لندن في ابريل/نيسان 2009، وان الأموال الاميركية المخصصة للتلفزيون استمرت، حسب وثائق ويليكس، حتى سبتمبر/ايلول 2010.

ولفتت الى انه في ابريل 2009، قامت quot;اعلى ديبلوماسية في السفارةquot; بارسال مذكرة، حذّرت فيها من كشف السوريين للتمويل الاميركي، وهو ما quot;ستعتبره الحكومة السورية بمثابة محاولة لتغيير النظامquot;. واقترحت الديبلوماسية، اعادة النظر في برامج التمويل الاميركية quot;للفصائل المناوئةquot; للحكومة السورية.

وكشفت أن quot;المخابرات السوريةquot; عمدت الى التحقيق مع سوريين، اشتبهت في انهم كانوا على اتصال بالسفارة وأميركيين زاروا دمشق، مثل جيم برنس، رئيس quot;مجلس الديموقراطيةquot;، الذي تلقى الأموال الحكومية، ومن المفترض انه مررها الى تلفزيون بردى، والموظف في الخارجية الاميركية جوزف برغوت، وهو سوري أميركي، وهو مانفاه القائمون علىquot; بردىquot; والولايات المتحدة الأميركية.