رأى باحث مصري أن التغييرات في سوريا تشكل الحلقة الأولى من سلسة تأثيرات تنسحب على المنطقة العربية. فيما اعتبر ناشط سوري أن الخطوة الأولى باتجاه الإصلاح تبدأ بإيقاف ممارسات العنف ضد المتظاهرين وإشراك الأحزاب المعارضة في وضع سياسة جديدة.


القاهرة: اعتبر باحث مصري أن النظام السوري غير قادر على الاصلاح، فيما رأى ناشط سوري أن الخطوة الاولى للإصلاح هي إيقاف كل ممارسات العنف ضد المتظاهرين، والدعوة إلى مؤتمر وطني، وفتح كل الملفات العالقة في عودة المنفيين وتشكيل الأحزاب والمنظمات والإفراج عن المعتقلين السياسيين.

فأكد الباحث المصري في الشؤون العربية ممدوح سالم في تصريح خاص لـquot;ايلافquot; أن سوريا هي قلب الأمّة، موضحًا أنّ التفاعلات القومية حدثت في منطقة الشام، ابتداءً من الدعوة إلى القومية وحركات القوميين العرب بكل أجنحتهم، وهذا شيء طبيعي.

وقال quot;لابد من تناول الشأن السوري بالقدر الكافي، وتغطية الثورة في سوريا بما يليق، لأن ما سيحدث في سوريا سيؤثر على كل المنطقة وعلى مجريات الاحداث في القضية الفلسطينية والوضع في لبنان والأردن والعراقquot;.

وأضاف quot;سيكون لما يحدث في سوريا تأثير على الخليج أيضًا من منظور العلاقات المباشرة والعلاقات السورية الإيرانيةquot;. واعتبر quot;أنّ ما يحدث في سوريا لا يمكننا أن نقول عنه ثورة مكتملة الأركان، لأن العدد الكبير لم ينزل الى الشارع، نتيجة إحجام أو خوف أو ضغوط...quot;.

ورأى quot;أنّ العدد غير معبّر، إن كان ثورة أو انتفاضة أو احتجاج، والجيش السوري برأي سالم، ليس جيشًا محترفًا، فهو جيش النظام وجيش مسيس، ويبقى الجيش السوري بحكم التركيبة هو جيش حزب البعثquot;.

وأضاف إن quot;الجيش السوري فيه موالون للنظام، الذي يسيطر على مقاليد الحكم، والمسألة أكبر من قدرة الشارع السوري، بمعنى أنه لا يقدر على التحرك، وظهره آمِن من ألا يُطعن في الخلف من الجيشquot;.

وأوضح quot;في مصر بعد الخطاب الثاني للرئيس المصري السابق محمد حسني مبارك، كان الناس يحتمون بالدبابات وأقصى ما فعله الجيش المصري هو الحياد السلبيquot;، متسائلاً quot;الى أي مدى يمكن ان يتصرف الجيش في سوريا؟ quot;.

من جانب آخر، عبّر سالم عن حيرته في المعادلة الموجودة الآن في سوريا ما بين الحرس القديم والحرس الجديد، الا انه شدد على أن النظام يمر بأزمة حقيقية، ولابد في الأجل المنظور من أن يستجيب للاصلاحات، ولكن هل السؤال هو هل لديه القوة الكافية؟، متمنيًا ألا تراق المزيد من الدماء.

واعتبر quot;أن المناورات واللعب على الوقت تلك التي يجريها النظام هي أمور في مصلحته، وسط سكوت لم يقطعه سوى رجب طيب أردوغانquot;.

ورأى quot;في المحصلة أنّ الاصلاحات المطلوبة في سوريا فوق مقدرة النظام، وهو لايملك مقومات الإصلاحquot;، وبيّن أنّ المستقبل رهن بالشعب السوري، ورغم أن الناس معبأة إلا أنها لا تمتلك الادوات. وأكد إن لم تنجح الثورة في سوريا فسيتم الالتفاف على دعوات الاصلاح.

بداية الإصلاح: خطوات معروفة

من جانبه،أوضح الناشط السوري محمد حجازي عضو الجمعية الأهلية لمناهضة الصهيونية في تصريح خاص لـquot;ايلافquot; أن quot;بداية أي طريق إصلاح، مطلوب منه أن يقود الشعب السوري الى خطوات، تبدأ بمؤتمر وطني حقيقي يشارك في هذا المؤتمر كل الأحزاب الوطنية للمعارضة وكل المنظمات والجمعيات المدنية التي تمثل حقوق الانسان، اضافة الى ممثلين حقيقيين عن الشعب لوضع سياسة جديدة، تؤكد الحقوق السياسية والاقتصادية للسوريين، وهو ما وعد الرئيس السوري بشار الأسد به، ولم يتحققquot;.

ورأى حجازي quot;أنّ الخطوة الأولى لأي اصلاح هي ايقاف كل الممارسات التي تدل على استخدام العنف في مواجهة المظاهرات الشعبية، وتشكيل لجنة تحقيق عاجلة لمحاكمة كل من مارس القتل والقمع ورفع حالة الطوارئ، والتأكيد على حرية تشكيل الأحزاب والنقابات والجمعيات الأهلية الحقوقية مع مراعاة حقوق جميع الشهداء والافراج عن المعتقلين السياسيين الذين أدينوا بموجب محاكمات صورية وإعادة كل المنفيين والمهجّرين أو الفارين لأسباب فكرية وسياسيةquot;.