حطّمت أمواج التسونامي الذي ضرب اليابان أخيراً رقماً قياسياً تاريخياً بارتفاعها الذي تجاوز الـ 60 قدماً، فيما وصل بعضها إلى حد 100 قدم.

مراسل صحافي جرفته موجة التسونامي في اليابان

بيروت: بلغت أمواج التسونامي ارتفاع 60 قدمًا وأكثر لدى تحطمها على الشاطئ، إثر زلزال اليابان المدمّر، بحسب ما جاء في أولى الدراسات التي تقيس حجم الأثر على كامل ساحل المنطقة المنكوبة. ويشار إلى أنّ بعض الأمواج وصلت إلى ارتفاع 100 قدم، محطمّة بذلك الأرقام القياسية التاريخية، بينما غمرت اليابسة بشكل كامل.

ووفقًا لصحيفة quot;يو إس إي تودايquot;، فقد تولّد التسونامي عندما ضرب زلزال بقوة 9 على مقياس ريختر المنطقة التي تبعد عن الساحل حوالى 45 ميلًا في 11 مارس-آذار.

وقالت quot;الدراسة الجيولوجية الخاصة في الولايات المتحدةquot; إن الهزة رفعت، ثم أسقطت رقعة من قاع البحر، يبلغ عرضها 50 ميلاً وطولها 180 ميلاً. وأزاحت القوة قاع البحر حوالى 80 ميلاً غربًا فوق مركز الهزة. وفي غضون نصف ساعة، وصلت الأمواج إلى ساحل اليابان، واجتاحت الأراضي، وهي على ارتفاع 6 أميال. وأطلقت العنان للدمار، الذي أودى بحياة 14300 نسمة، علمًا أن 12000 نسمة ما زالوا مفقودين.

وتشير التقديرات الجديدة حول ارتفاعات الأمواج الصادرة من اللجنة الدولية لعلوم المحيطات التابعة للأمم المتحدة أنّ الأمواج الأكبر ضربت مدن المرفأ الكثيرة التلال في شمال مركز الهزة. وارتفعت الأمواج في ما بين التلال بقيمة 124 قدمًا في مرفأ صيد الأسماك في كوبوريناي.

في هذا السياق، يقول جودي بورجوا من جامعة واشنطن في سياتل، والذي كان في اليابان لدى وقوع الهزة، إن: quot;الأمواج بهذا الارتفاع متوقعة بعد زلزال كهذا، إلا أن العقل لا يستسيغهاquot;.

يشار إلى أنّ وزارة العلوم اليابانية أرسلت أكثر من مئتي خبير في التسونامي لرسم خارطة مكان حدوث التسونامي ومدى ارتفاعه. وقد وجد خبير التسونامي في جامعة quot;ساوثرن كاليفورنياquot;، كوستاس سينولاكيس، أن الارتفاع في شمال مدينة سنداي تجاوزت 40 ميلًا، واجتاح الأرض بعمق ربع ميل، ومن ثم اجتاح نصف ميل من الأرض، على ارتفاع يتجاوز 26 ميلاً. وأفاد هذا الأخير أننا شهدنا حوادث مشابهة من التسونامي فقط عام 2004، الذي أودى بحياة 230000 نسمة في دول آسيا الجنوب شرقية.

وبالاستناد إلى تحليل تم إصداره في وقت سابق في هذا الشهر، يرد خبير التسونامي في quot;جامعة توكيوquot; يوشينوبو تسوجي أنّ ارتفاعات الأمواج تخطت الرقم القياسي الذي بلغه التسونامي في اليابان في عام 1896.

على الرغم من أنّ الارتفاعات كانت أقلّ على الشاطئ الياباني في جنوب مركز الهزّة الواقعة في 11 مارس- آذار، إلا أنها كانت مرتفعة بشكل كاف لتتخطى حائط يقي محطة فوكوشيما النووية من البحر، ويبلغ ارتفاعه 18 قدمًا، الأمر الذي أحدث أزمة هناك. وعلى الرغم من فداحة الأمر، تجد التقديرات الأولية معدل نجاة يناهز 92 % من الناس الذين يقيمون في المدن الساحلية التي ضربتها الأمواج.