لندن: قررت جامعة بريطانية مرموقة أن تعيد النظر بمصادر تمويلها من نظام الرئيس السوري بشار الأسد.

وكشفت صحيفة الغارديان أن جامعة سانت اندروز، التي درس فيها الأمير وليام وخطيبته كيت مدلتون، تلقت أكثر من 100 الف جنيه استرليني لدعم مركز الدراسات السورية فيها، وذلك بمساعدة السفير السوري في لندن سامي خيامي.

وقال متحدث باسم الجامعة في معرض الرد على اسئلة الصحيفة بالارتباط مع قلق المجتمع الدولي إزاء الأحداث الجارية في سوريا، ان ادارة الجامعة ستراجع عمل المركز لضمان الحفاظ على مستواه الأكاديمي الرفيع.

وكانت أضواء كاشفة سُلطت على علاقة الجامعة بنظام الأسد في أعقاب البطش بالتظاهرات المطالبة بالديمقراطية ومقتل نحو 450 شخصًا، بحسب بعض التقديرات.

ويضم مجلس مستشاري مركز الدراسات السورية في الجامعة، الى جانب السفير خيامي، اشخاصًا تربطهم صلات قوية بالنظام السوري، مثل الدكتور فواز الأخرس طبيب القلب المعروف ووالد عقيلة الرئيس السوري، لكنه يقوم ايضًا بدور الرقيب، الذي يفحص سجل الصحافيين قبل السماح لهم بمقابلة ابنته اسماء الأسد أو صهره الرئيس نفسه، بحسب صحيفة الغارديان.

والدكتور الأخرس هو أيضًا مؤسس الجمعية البريطانية السورية، التي نظمت زيارات الى دمشق ولقاءات مع الأسد لنواب بريطانيين متعاطفين مع النظام، الى جانب عقد مؤتمر استثماري في لندن، لتقديم ممثلي شركات بريطانية واوروبية وعربية الى وزراء سوريين شاركوا في المؤتمر.

وكان مركز الدراسات السورية افتُتح في تشرين الثاني ـ نوفمبر 2006 ملحقًا بكلية العلاقات الدولية في جامعة سانت اندروز.ونقلت صحيفة الغارديان عن مدير المركز ريموند هينَبوش ان تمويل المركز ما كان ليتوفر لولا مساعدة السفير خيامي، الذي اقنع رجل العمال البريطاني ذا الأصل السوري ايمن اصفري ايضًا بالتمويل.ويرأس اصفري شركة للخدمات النفطية والغازية دخلت في شراكة مع الحكومة السورية لتنفيذ مشروعين كبيرين بكلفة مليار دولار، كما تبين دفاتر الشركة.

واشارت صحيفة الغارديان الى ان الكشف عن واقعة محرجة جديدة بشأن وجود علاقة بين جامعة بريطانية ونظام عربي متسلط يأتي بعد الجدل الذي أُثير حول ارتباطات كلية لندن للاقتصاد بنظام العقيد معمّر القذافي في ليبيا.

ويشدد انصار المركز والمدافعون عن مديره هينَبوش، بمن فيهم الكاتب باتريك سيل، الذي يعمل مستشارًا للمركز، على ضرورة التواصل مع النظام السوري، في وقت يبدو انه يتلمس طريقه نحو الاصلاح، ويؤكدون جدية عمل المركز على المستوى الأكاديمي.

من جهة أخرى، دافعت الحكومة البريطانية عن برنامجها لتدريب الضباط الأجانب، بعدما اتضح ان ضباطًا سوريين درسوا في كليات وزارة الدفاع بعد شمولهم في هذا البرنامج.

وكشفت صحيفة الغارديان ان ثلاثة ضباط سوريين تدربوا في بريطانيا خلال الفترة الواقعة بين 2005 و2010، وان ضابطين آخرين سُجلا في كلية ساندهرست الشهيرة في جنوب لندن وكلية البحرية الملكية في دارتموث.

وتبين وثائق اصبحت متاحة بطلب من صحيفة الغارديان استنادًا الى قانون حرية المعلومات ان الضباط السوريين الذين تدربوا في كليات وزارة الدفاع البريطانية كانوا بين مئات آخرين من بلدان الشرق الأوسط تولت حكوماتهم دفع تكاليف دراستهم.وشملت دورات التدريب 104 ضباط بحرينيين خلال الفترة نفسها وسبعة ضباط من ليبيا وثلاثة ضباط من تونس و56 ضابطا من اليمن.

وامتنعت ناطقة باسم وزارة الدفاع البريطانية عن التعليق، قائلة ان الوزارة لا تتحدث عن حالات فردية، ولكنها ذهبت الى ان الحكومة البريطانية لا توفر مثل هذا التدريب، إذا كان يؤدي الى انتهاكات لحقوق الانسان.ونقلت صحيفة الغارديان عن الناطقة ان الجيش البريطاني يوفر مقاعد في كلياته الحربية لتطوير القيادات العسكرية وغرس قيم المحاسبة والالتزام بحكم القانون نفسه التي تعتمده القوات المسلحة البريطانية.

في غضون ذلك، اعلن رئيس شركة تشايم البريطانية للعلاقات العامة لورد بيل انه عمل لحساب سيدة سوريا الأولى اسماء الأسد في عامي 2007 و2008 لترويج اسمها دعائيًا على الساحة الدولية. وتكللت هذه الحملة التسويقية في وقت سابق من العام الحالي بمقالة ايجابية عنها في مجلة فوغ وصفت أسماء الأسد بأنها quot;وردة في الصحراءquot;.

ونقلت صحيفة الغارديان عن بيل قوله ان اسماء الأسد ارادت استحداث مكتب للسيدة الأولى على غرار لورا بوش والملكة رانيا في الأردن. ولكنها كانت لا تريد ان تظهر في مجلات الأزياء، بل ان تؤخذ على محمل الجد. وكانت مهتمة بأن تصبح دمشق مدينة ثقافة quot;ففتحنا مكتبًا ودائرة اتصالات لها، وقمنا بكتابة خطابات، وترتيب مقابلات مع وسائل اعلام جادةquot;.