غزة: اكد قيادي في حركة المقاومة الاسلامية حماس الاحد ان حركته لا تنوي نقل مكاتبها من العاصمة السورية دمشق الى القاهرة او الدوحة بسبب الاضطرابات في سوريا.

وفي رد على سؤال لوكالة فرانس برس حول امكانية نقل مكاتب حركته من دمشق الى مصر او قطر، قال خليل الحية عضو المكتب السياسي لحماس quot;هذه دعاية مغرضة لا اساس لها من الصحة وهي جزء من الدعاية من اجل ارباك المصالحة وارباك الساحة الفلسطينيةquot;.

وكان محللون اشاروا الى امكانية اقدام حركة حماس على فتح مكاتب اعلامية او سياسية لها في القاهرة او الدوحة بسبب التطورات الحاصلة في سوريا.

وتتخذ حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة منذ 2007، من دمشق مقر مؤقتا لقيادتها منذ منتصف تسعينيات القرن الماضي.

ويرى محللون أن تغييراً في النظام السوري قد يدفع حركة المقاومة الاسلامية (حماس) الى البحث عن مقر آخر لقيادتها بدلا من دمشق بينما يعتبر آخرون ان تغييرا في دمشق قد يخدم مصلحة الحركة.

وقال استاذ العلوم السياسية في جامعة الازهر في غزة ناجي شراب انه quot;في حال تغيير النظام السوري امام حركة حماس ثلاثة خيارات اولها تغيير مقر قيادتها والعمل على فتح مكاتب اعلامية على الاقل لها في مصرquot;.

واضاف ان حماس quot;قد تضطر لجعل مقر قيادتها السياسية في قطر او السودانquot; اذ ان التحولات في بعض الدول العربية quot;لا تخدم فصائل المقاومة وخصوصا حماسquot; في المنظور القريب. واشار خصوصا الى ان quot;التحديات الداخلية ولا سيما الاقتصادية في سوريا ومصر ستشكل اولوية لهذه الدولquot; مقارنة مع القضية القومية.

وتتمتع الفصائل الفلسطينية المعارضة لاتفاق اوسلو وخصوصا حركتا حماس والجهاد الاسلامي بامتيازات كبيرة في سوريا التي انتقلتا اليها كمقر مؤقت لقيادتهما منذ منتصف تسعينات القرن الماضي. الا ان شراب قال ان هذا الدعم السوري لم يمنع السلطات السورية من عدم السماح بان تشكل اراضيها quot;منطلقا لعمليات عسكرية ضد اسرائيلquot;.

وقال مصدر قريب من وفد حماس في القاهرة لوكالة فرانس برس طالبا عدم ذكر اسمه ان حماس quot;تبحث في عدة خيارات بينها فتح مكاتب اعلامية او سياسية ان امكنها في عدد من الدول وخصوصا مصرquot;.
واضاف ان هذه الخطوة اتخذت quot;لان الثورة فيها (في مصر) غيرت ايجابيا موقف قيادة مصر من الحركة ولا احد يضمن ما ستؤول اليه الثورات العربيةquot;.

وقال شراب ان حماس quot;تعول على وصول جماعة الاخوان المسلمين، وهي الجماعة الام، للحكم في دول عربية تشهد ثوراتquot;. الا ان وليد المدلل استاذ العلوم السياسية في الجامعة الاسلامية في غزة يرى انه من غير الممكن ان تسمح مصر بفتح مكاتب لحماس حاليا.

وبرر ذلك بان quot;مصر مرتبطة باتفاق كامب ديفيد وهذا سيحرجها ويزيد الضغط وهي بحاجة لمزيد من الوقت والجهد لتتعافى من تداعيات التغييرquot;. واشار الى ان بعض قادة ورموز حماس قد يعودوا الى غزة لان اجواء المصالحة مشجعة quot;وكل طرف، سواء حماس او فتح، يحاول النزول باسماء جديدة للشارع لكسبهquot; استعدادا للانتخابات المتوقعة بعد عام وفقا لاتفاق المصالحة الذي اعلن التوصل اليه الاربعاء بصورة مفاجئة.

واضاف ان التطورات في المنطقة وفي سوريا والضغط الشعبي المطالب بانهاء الانقسام والذي قد يتزايد quot;شكلت نوعا من الضغط على حماسquot;. من جهته، رأى مصطفى الصواف وهو رئيس تحرير سابق لجريدة فلسطين المحلية ان اي تغيير في سوريا قد يصب في مصلحة الفصائل الفلسطينية وحماس.

وقال quot;اذا حدث تغيير في النظام السوري فلن يكون ضد المصالح العربية ولا ضد القضية الفلسطينية بل ربما يكون احسنquot;. واضاف ان وجود نظام سوري على quot;توافق تامquot; مع الانظمة العربية التي حدث فيها تغيير quot;سيعزز العلاقات العربية العربية ويصب في دعم القضية الفلسطينية بعدما كانت علاقات تنافسية وتناحرية افسدت العلاقة بينها واثرت سلبا على القضية الفلسطينيةquot;.

وبعد عدة اسابيع من نجاح الثورة المصرية في تنحية الرئيس السابق حسني مبارك واسقاط نظامه في شباط/فبراير الماضي شهدت مناطق عديدة في سوريا احتجاجات واسعة تطالب بتغيير النظام. وقال احمد بحر نائب رئيس المجلس التشريعي والقيادي في حماس ان السياسة المصرية الجديدة quot;انعكست في افضل صورها على القضية الفلسطينية من خلال رعاية اتفاق المصالحةquot;.

واضاف ان هذه السياسة quot;تبلور ملامح مرحلة جديدة من الكرامة بعيدا عن التبعية والخنوع والالتحاق بالمواقف (الاسرائيلية) والغربية التي غرق فيها النظام السابق حتى النخاعquot;. وصرح وزير الخارجية المصري نبيل العربي لقناة الجزيرة الفضائية ان معبر رفح بين غزة ومصر quot;سيفتح بشكل كاملquot; من اجل تخفيف الحصار الذي تفرضه اسرائيل على القطاع. وقال ان مصر quot;ستتخذ خطوات مهمة تساعد على تخفيف حصار قطاع غزة خلال الايام القليلة المقبلةquot;.

واكد ان quot;مصر لن تقبل ببقاء معبر رفح مغلقاquot;، وتوقع ان quot;تتغير الاوضاع في غزة جذرياquot;. ووصف اغلاق المعبر بانه quot;امر مشينquot;. وسارعت اسرائيل الى الاعراب عن قلقها حيال هذا الاعلان، فيما رحبت السلطة الفلسطينية بالقرار المصري. ويرى المدلل ان تغيير النظام في سوريا سيخدم حماس لان quot;الارادة الشعبية السورية مع المقاومة والاخوان المسلمين يشكلون طرفا قويا في المعارضة وهذا كله لمصلحة العلاقة مع حماس وفصائل المقاومةquot;.

ويشير شراب الى انه اذا نجحت حركة الاخوان في الوصول للحكم في مصر وسوريا فسيتعين عليها مواجهة خيارين هما quot;التكيف مع التحديات السياسية واستحقاق الاعتراف الدولي والاميركي بهاquot;. ويضيف ان quot;هذا ينعكس على مستقبل المقاومة او انها تواجه اشكال الحصار والمعارضةquot; على غرار ما حصل مع حماس في غزة.

اما شراب، فيؤكد ان ان التحديات quot;تبقى كبيرةquot; ليس اقلها الوضع الاقتصادي ومحاربة الفقر والجهل وضمان عدم الفوضى واحلال الاستقرار السياسي وضمان عدم التصارع بين القوى السياسية. ويرى ان هذا quot;قد يعطي دورا اكبر للمؤسسة العسكرية خصوصا في مصر وسوريا ويحد من تأثير القوى السياسية القادمةquot;.