رأت وسائل إعلام أميركية أن نجاح القوات الأميركية في قتل زعيم القاعدة أسامة بن لادن قد يؤدي الى تعزيز إستراتيجية أوباما المتعلقة بإصدار أوامر لتنفيذ عمليات مستقلة داخل باكستان.

مقتل زعيم القاعدة قد يؤدي الى تعزيز استراتيجية اوباما حول إصدار أوامر لتنفيذ عمليات مستقلة داخل باكستان

القاهرة: في أعقاب إعلان الرئيس الأميركي، باراك أوباما، عن مقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، بدأت تتناول العديد من وسائل الإعلام الأميركية الخبر من عدة زوايا، ورأت في هذا السياق بعض التقارير أن إستراتيجية أوباما المتعلقة بإصدار أوامر لتنفيذ عمليات مستقلة داخل باكستان ndash; على الرغم من المعارضة الباكستانية الشديدة ndash; قد يتم تعزيزها بشكل جيد بعدما نجحت القوات الأميركية في قتل بن لادن مساء يوم أمس الأحد.

وفي تقريرها الذي عنونته بـ quot;مقتل أسامة بن لادن ربما يُشكِّل مستقبل التعاون الأميركي مع باكستانquot;، قالت اليوم صحيفة كريستيان ساينس مونيتور إن العملية التي استهدفت بموجبها القوات الأميركية رأس تنظيم القاعدة بأحد المنازل الواقعة شمال العاصمة الباكستانية، إسلام آباد، جاءت تتويجًا للاستخدام العدواني للأصول الاستخباراتية الأميركية داخل البلاد. ولفتت الصحيفة في السياق ذاته أيضًا إلى أن الرئيس أوباما قال في خطابه مساء يوم أمس الأحد إنه وافق على تنفيذ العملية الأسبوع الماضي بعد أشهر قضاها المسؤولون الأميركيون في تجميع معلومات استخباراتية.

ولم يشر أوباما في غضون ذلك إلى أن ثمة quot;جهدًا مشتركًاquot; قد بُذِلَ مع الجانب الباكستاني لإتمام العملية، موضحًا أن أجهزة المخابرات الأميركية ربما آثرت التكتم على خطتها دون إشراك أو حتى إعلام حلفائها الباكستانيين المفترضين. من جهتها، مضت الصحيفة تقول إنه وفي الوقت الذي سبق فيه للمخابرات الباكستانية أن تعاونت مع الولايات المتحدة على مدار سنوات، فإن إدارة أوباما قد عمدت إلى إصابة تلك العلاقات بحالة من التوتر، بإصدارها تعليمات على نحو متزايد للقيام بعمليات مستقلة داخل باكستان. ومع اتضاح المزيد من المعلومات، قالت الصحيفة إن تلك الإستراتيجية قد تُبَرَّر بشكل جيد وستشكِّل بالتأكيد ردة الفعل الباكستانية على الأحداث.

وتابعت الصحيفة الأميركية حديثها في هذا الجانب بنقلها عن رفعت حسين، وهو خبير استراتيجي عسكري في جامعة القائد الأعظم في إسلام آباد، قوله quot; يمثل هذا الأمر مصدر إحراج كبير للحكومة في باكستان. فقد صدرت أوامر لتنفيذ تلك العملية منذ ما يقرب من أسبوع، وإما أن الحكومة لم تحط علمًا بها أو أنها التزمت الصمت إزاءهاquot;.

ومن المعلوم أن إدارة أوباما بدأت تكثف خلال الآونة الأخيرة من استخدامها للطائرات الآلية ( التي تعمل بدون طيار ) فوق المناطق القبلية الباكستانية، وهو ما تسبب في إثارة غضب وحفيظة بعض الباكستانيين. وهنا، عاود الخبير رفعت حسين، ليقول إن عدم تحدث أوباما عن أي دور للجانب الباكستاني في العملية كان بمثابة اللفتة البلاغية التي يتعين عليه القيام بها، لكن نطاق المساعدة التي قدمتها أجهزة الاستخبارات الباكستانية سيحتاج لمزيد من التحقيقات مع تكشف مزيد من المعلومات عن العملية.

وأوضحت ساينس مونيتور أن الإجابة على هذا الأمر ربما يشكل مستقبل التعاون الأميركي مع باكستان، هذا البلد الذي بزغ على الساحة باعتباره قاعدة للإرهابيين الدوليين والمسلحين الأفغان، ويحظى بنفوذ بشأن الجهود المبذولة لتحقيق السلام في أفغانستان.

ومن بين التساؤلات التي رأت الصحيفة أنها ستطفو على السطح خلال الأيام المقبلة : ما هو الأثر الذي ستخلفه عملية مقتل بن لادن على الحرب الأفغانية ؟ وهل تمثل تلك العملية نصرًا كبيرًا بما فيه الكفاية بالنسبة لواشنطن كي تبدأ في تقليص مشاركتها في أفغانستان بسرعة أكبر ؟ وكيف تمكن بن لادن من الاختباء ndash; لعدة أشهر على الأقل ndash; في جزء مأهول بالسكان بباكستان، حيث تفرض الحكومة كامل سيطرتها ؟