دعا رئيس لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست وزير الأمن الإسرائيلي الأسبق، شاؤول موفاز الحكومة الإسرائيلية الاعتراف بدولة فلسطينية فورا، معتبرًا أن الاعتراف الإسرائيلي بالدولة الفلسطينية يتلاءم ويتماشى مع المفاوضات والترتيبات الأمنية بين إسرائيل والسلطة الوطنية الفلسطينية.


عباس خلال التوقيع على إتفاق المصالحة الفلسطينية في القاهرة الاربعاء

أثار توقيع الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) ورئيس المكتب السياسي لحركة quot;حماسquot; خالد مشغل على اتفاقية المصالحة الفلسطينية، حالة من الإرباك والبلبلة في الأوساط السياسية الإسرائيلية، والتي تباينت بين مؤيد ومعارض.

فرئيس لجنة الخارجية والأمن البرلمانية شاؤول موفاز دعا في تصريحات مفاجئة لصحيفة quot;يديعوت احرنوتquot; إلى الاعتراف الفوري بالدولة الفلسطينية، على أن يكون في إطار الحل المؤقت، مشترطا أن توافق الحكومة الفلسطينية الجديدة (حكومة التكنوقراط) على شروط الرباعية الدولية.

واستطرد قائلا للصحيفة انه لا يمكن الانتظار أكثر لشريك مريح، معتبرا إن تصريحات المسؤولين الإسرائيليين سلبية، ويعرضون مستقبل إسرائيل ووجودها لخطر وجودي، وهناك فرصة علينا استغلالها، إذ أن المصالحة بين quot;حماسquot; وquot;فتحquot; أمر ايجابي، فعامل الوقت لا يعمل لصالح دولة إسرائيل، ولا يمكننا انتظار شريك فلسطيني مريح أكثر، والجمود يعرض مستقبل الدولة للخطر، وquot;حماسquot; تريد أن تكون الآن جزءا من التفاهمات التي سيتم التوصل إليها في أيلول/ سبتمبر، وإلا فهي تحكم على نفسها بالعزلة، وموقف رئيس الوزراء كان متسرعا وغير مدروس على المصالحة.

واقترح موفاز أن يتم الاعتراف المتبادل الفوري، يقوم من خلاله رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو بالاعتراف بالدولة الفلسطينية بشرط أن يتماشى مع المفاوضات والترتيبات الأمنية، على أن يكون الهدف هو quot;الحل المؤقتquot; على طريق الحل الدائم.

نتانياهو: أبو مازن يعانق من يريد القضاء على دولة إسرائيل

رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو عاد وكرر نفسه معتبرا أن اتفاق المصالحة الفلسطينية بين quot;فتحquot; وquot;حماسquot;، يشكل ضربه قوية وقاصمة لمساعي السلام وانتصار واضح لـquot;الإرهابquot;، وها نحن نرى ابومازن يعانق quot;حماسquot; التي أدانت تصفية أسامة بن لادن وتدعو إلى القضاء على إسرائيل وتطلق الصواريخ باتجاه المدن والأطفال في إسرائيلquot;. إلا انه زعم قائلا: quot;إسرائيل لا تزال متمسكة بالسلام ولكنه يمكن صنع السلام مع من يريد ذلك فقطquot;.

بدوره، حزب quot;اسرائيل بيتناquot; المتطرف بزعامة وزير الخارجية افيغدور ليبرمان طالب رئيس الوزراء الإسرائيلي بقطع كافة الاتصالات مع السلطة الفلسطينية بعد توقيع اتفاق المصالحة الفلسطينية بين quot;فتحquot; وquot;حماسquot;، وذلك إلى جانب قطع ووقف تحويل أموال الضرائب التي تجبيها إسرائيل لصالح السلطة الفلسطينية، إذ لا يمكن أن تحول إسرائيل أموالا إلى quot;حماسquot; لتموّل الإرهاب ضد مواطنيهاquot;.

إستهزاء الصحف بالمصالحة

الصحف الإسرائيلية بدورها هزأت من إتفاقية المصالحة، التي قامت بدورها ومن خلال تغطيتها للمصالحة حاولت تسويق مشهد واحد مشترك، وكان ذلك واضحا من خلال التقديرات والتصورات والتحليلات التي نشرتها، حتى العناوين ورسومات الكاريكاتير.

ومن خلال متابعة المشهد الإسرائيلي وتغطيته لاتفاق المصالحة يمكن الانتباه إلى محاولة الإعلام الإسرائيلي بكل مركباته إيهام القراء والمشاهدين أن المصالحة بين حركتي quot;فتحquot; وquot;حماسquot; ليست سوى حالة من الرياء والمنفعة ولن تصمد كثيرا.

فـquot;يديعوت احرنوتquot; عنونت صفحتها الأولى بتصريحات لرئيس لجنة الخارجية والأمن انه لا فائدة من انتظار شريك فلسطيني يأتي على هوى إسرائيل ، وعلى إسرائيل الإسراع للاعتراف بدولة فلسطينيةquot;.

كما إدعت أن مواز فاجأ الحلبة السياسة الإسرائيلية بطرحه وادخلها في حالة إرباك، كونه من غلاه اليمين، حيث يدعو الى الذهاب سريعا للمفاوضات وإنهاء الملفات النهائية وعلى رأسها الأمن، لا بل يرى المصالحة بين quot;حماسquot; وquot;فتحquot; أمر ايجابي وتطور مهم.

اما quot;هآرتسquot; فنشرت صورة ملونة للصلح وكتبت أن quot;حماسquot; أظهرت مواقف معتدلة وجيدة خلال الحفل وهو أمر يشير إلى تطور ايجابي نحو المصلحة العامة، فيما أشارت quot;معاريفquot; إلى تصريحات لرئيس جهاز الأمن العام quot;الشاباكquot; يوفال ديسكين الذي اعتبر أن ردة فعل إسرائيل كان مبالغا فيها ضد المصالحة الفلسطينية، وهزات في المقابل من المصالحة، وركزت على الخلاف الذي حصل حول مكان جلوس خالد مشعل.

دعوات لمعاقبة بركة والطيبي والصانع

المصالحة الفلسطينية لاقت ردود فعل غاضبة في أوساط اليمين الإسرائيلي المتطرف، وصل حد دعوات لمعاقبة النواب العرب(محمد بركة، احمد الطيبي وطلب الصانع) الذين حضروا الاحتفال في القاهرة، حيث وجهت في الكنيست دعوات لنزع حصانة النواب بركة، الطيبي و الصانع الذين حضروا الاحتفال في القاهرة. ووصفتهم النائب يوليا شمولوف ndash; باركوفتش quot; كاديماquot; quot;بالخونquot;، ودعت المستشار القانوني للحكومة إلى الشروع في تحقيق ضدهم وأضافت بان على رئيس الكنيست أن يجمدهم من البرلمان الإسرائيلي إلى حين قرار المستشار القانوني بهذا الشأن.

شرخ كبير في الموقف الإسرائيلي

في المقابل كان واضحا في التحليلات الإسرائيلية أن هناك ثمة شرخ كبير وتباين في المواقف الإسرائيلية حول المصالحة، فمعظم قادة إسرائيل لا يعارضون الصلح ويختلفون مع نتانياهو وشمعون بيريز، اللذان كان موقفهما الأكثر حده وتطرف في رفض المصالحة الفلسطينية.

فوزير السياحة في حكومة رابين عوزي برعام أكد في مقال نشره في صحيفة quot;يسرائيل هيومquot; أن سلوك إسرائيل الحالي لمواجهة إعلان الدولة الفلسطينية في أيلول/سبتمبر، يظهر كأنها تلعب الشطرنج مع نفسها مع عدم اهتمام لرؤية ما حولها في المنطقة والعالم. يجب على إسرائيل أن ترسم لنفسها خطة جديدة واقعية.

فيما نشرت صحيفة quot;هآرتسquot; تقريرا سريا صادرا عن مركز الأبحاث السياسية في وزارة الخارجية الإسرائيلية أكد أن اتفاق المصالحة الفلسطينية، أن الاتفاق وتشكيل حكومة من فتح وحماس.

فرصة إيجابية لإسرائيل

وأوضحت الصحيفة أن التقرير عبارة عن توصيات للحكومة والخارجية الإسرائيلية حول الاتفاق الفلسطيني الذي تم توقيعه في القاهرة، وهو يناقض الخط السياسي الذي ينتهجه نتانياهو ضد الاتفاق ويطالب الرئيس عباس بإلغائه.

واعتبر التقرير أن المصالحة الفلسطينية لا تشكل خطرا أمنيا على إسرائيل، بل فرصة إستراتيجية لتحول إيجابي على الساحة الفلسطينية، وعلى المدى البعيد سيخدم المصالح الإسرائيليةquot;.

وقالت الصحيفة إن التقرير تم إعداده وتوزيعه على كبار الموظفين في المكاتب الحكومية الإسرائيلية، خاصة وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان الذي صرح بأن توقيع الاتفاق خطا أحمر بالنسبة لإسرائيل.

وقدّم معدّو التقرير توصياتهم بكل ما يتعلق بالسياسة الخارجية الإسرائيلية، مؤكدين انه بدل معارضة إقامة حكومة وحدة فلسطينية يجب التعامل مع الحكومة بإيجابية لكي يحرر الفلسطينيون من التخبط، وتسهل على العلاقات الإسرائيلية مع الولايات المتحدة لخدمة المصالح الإسرائيلية.

وانتقد التقرير تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو حول المصالحة، وطالبه بألا يقوم بخطوات من شأنها تقييدها أمام الفلسطينيين والحلبة الدولية خاصة في ظل التحديات الإستراتيجية المتوقعة خلال هذا العام.

القطب البارز في حزب quot;العملquot; الوزير السابق بنيامين (فؤاد) بن اليعازر أكد أن نتانياهو أخطأ بمعارضته اتفاق المصالحة الفلسطينية، وحين خير الرئيس عباس الاختيار بين إسرائيل وquot;حماسquot;، قال إن ليس لإسرائيل ما تخشاه من إعلان أحادي الجانب عن قيام الدولة الفلسطينية، وعلى نتانياهو أن لا يسمح لإسرائيل أن تكون منعزلة دولياquot;.