طالت رياح الإنتفاضات الشعبية العربية الساحة الفلسطينية حيث رفع شبابها شعار quot;الشعب يريد إنهاء الإنقسامquot;، ومع وصول برنامجي حركتي فتح وحماس الى حائط مسدود، تم توقيع المصالحة الفلسطينية التي بدأت مرحلة جديدة تثير تساؤلات حولها، حاولت إيلاف الوقوف عند رأي الطرفين الموقعين منها.

المصالحة بين فتح وحماس تحيي الآمال لدى اللاجئين الفلسطينيين
سكاّن عين الحلوة في جنوب لبنان: إنهاء الانقسام يمهّد لعرس العودة

بيروت: يشكل التوقيع على ورقة المصالحة الفلسطينية في العاصمة المصرية القاهرة، بداية لمرحلة سياسية جديدة في حياة الشعب الفلسطيني من اجل تحقيق اهدافه في اقامة دولته المستقلة وضمان حق عودة اللاجئين الى ديارهم والتي جاءت كأحد أهم نتائج الانتفاضات الشعبية العربية، وعلى رأسها الثورة المصرية التي استطاعت التأسيس لنظام سياسي جديد، يعيد لمصر دورها العربي والافريقي والدولي.

ويطرح توقيع المصالحة بين حركتي حماس وفتح الفلسطينيتن، الكثير من الاسئلة حول العوامل التي أدت الى الاسراع في توقيعها، بعد أربع سنوات من الصراع الذي كان داميًا في بعض محطاته، وانقسام اصاب المؤسسات الفلسطينية الرسمية السياسية والاجتماعية، كاد خلالها الشعب الفلسطيني ان يفقد الامل باستعادة وحدته الوطنية في مواجهة إسرائيل.

وتبرز الهواجس حيال العقبات التي تواجه الاتفاقية مع دخولها حيز التطبيق الفعلي، خصوصًا في ظل الاستراتيجيتن المتناقضتين (مفاوضات سلام أو عمليات عسكرية) لكل من الحركتين الموقعتين عليها(فتح وحماس) وصعوبة ان تلتقيا على تبني استراتيجية واحدة لمقاومة إسرائيل والآليات التطبيقية للاتفاق، وعلى رأسها توحيد الاجهزة الامنية في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة.

واذا كانت رياح الانتفاضات الشعبية التي تهب على الدول العربية، العامل الاول الذي أحدث التغيير على الساحة فلسطينية التي رفع شبابها شعار quot;الشعب يريد انهاء الانقسامquot;، فإن السبب الرئيس والمباشر الذي دفع الطرفين الى توقيع المصالحة، كان وصول برنامجيهما الى الحائط المسدود، دون ان يلغي ذلك صعوبة اتفاقهما على استراتيجية واحدة، واطار تنظيمي من المتوقع ان يجمعهما، وهو منظمة التحرير الفسطينية التي سيكون دخول حماس الى صفوفها أمام سؤال الوزن والبرنامج .

حاولت quot;ايلافquot; الوقوف على رأي الطرفين الموقعين على ورقة المصالحة، والتقت في هذا السياق قائد المقر العام لحركة فتح في لبنان اللواء منير المقدح والمسؤول السياسي لحركة حماس في مخيم عين الحلوة ومدينة صيدا فضل طه اللذين اجابا على بعض التساؤلات المطروحة والاستحقاقات التي تلي انجاز المصالحة.

يعتبر المقدح المصالحة خطوة ايجابية مهمّة جدًّا على صعيد تعزيز الموقف الفلسطيني، والتأكيد على الثوابت الفلسطينية في انهاء الاحتلال ورفض التهجير وحق العودة.
ويضيف قائلا:quot; ان اصل المصالحة يعود الى وصول المفاوضات مع اسرائيل بعد 18 عامًا للفشل التام، وتهويد الاراضي المحتلة، بما في ذلك مدينة القدس من جهة، والتغير الذي حصل في مصر التي عادت لاحتضان قضية الشعب الفلسطيني، وفك الحصار عن قطاع غزة من جهة أخرى، خصوصًا أنّ وحدة الموقف الفلسطيني هي عامل القوة الاول في مواجهة العدوانية الاسرائيلية والتي تصبح أكثر فعالية اذا ما تم وضع برنامج سياسي واضح يجمع الشعب الفلسطيني في الداخل والشتات، ويعزز دور منظمة التحرير بعد اصلاحها، لأنها تجمع كل الوان الطيف الفلسطيني، والعودة الى ميثاق المنظمة الذي يؤكد على خيار المقاومة والكفاح المسلح، طالما ان الاحتلال السرائيلي موجود على أرض فلسطينquot;.

ويلفت المقدح الى ان العودة عن المصالحة باتت غير واردة، بعد ان اصبحت السلطة الفلسطينية وحركة فتح على قناعة تامة بعدم جدوى المفاوضات، وضرورة رص الصفوف الفلسطينية. ويتوقع نجاح المصالحة ،لان القوى الفلسطينية كافة وافقت على التهدئة ومن ضمنها حماس التي ستكون معنية بالحفاظ على الامن، وتشكيل جهاز واحد للشرطة تكون مهمته حماية الشعب الفنلسطيني، ولان الاتفاق السياسي الواحد يحسم الاتفاق على الملف الامني، ويحدد مهمة رجل الشرطة في الحفاظ على امن الناس وليس اعتقال اي مجموعة مقاومة.

وبدوره يؤكد طه بان المصالحة هي مطلب شامل لابناء الشعب الفلسطيني، سواء قي الشتات او تحت الاحتلال، بسسب غياب المرجعية الفلسطينية الموحدة، وستؤدي الى المزيد من التمسك بالثوابت الوطنية الفلسطينية، وعلى رأسها استمرار المقاومة حتى تحقيق المشروع الوطني الفلسطيني الذي يلتزم به حتى الاطفال، عندما يرددون كل يوم quot;الشعب يريد العودة الى فلسطينquot; ويوضح طه قائلا:quot; ان المصالحة لم تأت من فراغ، فقد كان هناك حوارات متواصلة من اجل اتمامها، ولكن حصول الثورات العربية سرع من انجازها، خصوصًا أنّ النظام المصري السابق كان يحاصر غزة، ويمنع المصالحة التي سرع التوقيع عليها المد الشبابي العربي والفلسطيني الذي سيخرج في 15 ايار المقبل من جميع مخيمات الشتات باتجاه الحدود مع فلسطين المحتلة للتأكيد على حق العودة والتمسك بالارضquot;.

ويشير طه الى ان حماس لن تعترف بالكيان الصهيوني، ولكن يمكن القبول بهدنة مشروطة. ويلفت الى ان ترتيب الامن في غزة سهل، حيث يمكن لعناصر فتح الدخول في الاجهزة الامنية الموجودة داخل القطاع، ولكن تبقى الصعوبة في الضفة الغربية، كونها تحت الاحتلال ولن يذهب احد من حماس للعمل ضمن الاجهزة الامنية الموجودة هناك، لانه سيكون معرضًا للاعتقال من قبل اسرائيل.

ويشدد طه على امكانية التفاهم بين حماس وفتح وكافة الفصائل الفلسطينية على مجمل القضايا التي تضمنتها ورقة المصالحة، ويختم يالتوقف عند تجربة حركة حماس ضمن السلطة الفلسطينة، مؤكدًا أنها كانت بناء لرغبة الشعب الفلسطيني ولحماية قضيته، ولكن الحركة تعرضت للحصار منذ اللحظة الاولى لفوزها في الانتخابات، مما منعها من القيام بدورها على مستوى الحكومة والمجلس التشريعي والاجهزة الادارية للسلطة الفلسطينية.