محافظة قنا المصرية تعيش لحظات حرجة (1-2)
هواجس الأقباط والإسلاميين تدفع بعلاقتهما إلى أفق التأزم

يتخوف الأقباط في نجع حمادي من إعلان quot;إمارة إسلاميةquot; في المدينة، حيث يقول الأنبا كيرلس إن ما يتردد عن إعادة نشاط الجماعة الإسلامية صحيح في وقت ينفي فيه قيادي سابق في الجماعة الإسلامية يصفه الأقباط بـ quot;أمير قناquot; هذه الإتهامات.


نجع حمادي: تدور في الشارع القناوي همسات بصوت خافت عن مدينة نجع حمادي التابعة للمحافظة وتبعد عنها قرابة الساعة بالسيارة والتي يعتقد الأقباط أن الإسلاميين يعتزمون إنطلاق إماراتهم الإسلامية منها، انتقلنا إليها لنلتقي الأنبا كيرلس اسقف نقادة ونجع حمادي الذي اكد صحه هذه الشائعات، بينما نفى من وصفه بـquot;أمير قناquot; هذه الاتهامات مؤكدًا انها نتاج صورة لدى الأقباط عنه.

الأنبا كيرلس أسقف نقادة ونجع حمادي

وقال الأنبا كيرليس لـquot;إيلافquot; أن ما يتردد عن إعادة نشاط الجماعة الإسلامية بالمدينة صحيح وأن هناك أمير الجماعة وهو شخص يدعى حلمي عبد المغيث وهو عاد بعد نجاح ثورة 25 يناير حيث كان يقيم في اليمن منذ اغتيال الرئيس الأسبق أنور السادات عام 1981 بعد هروبه من مصر.

وأشار الى أن ما لديه من معلومات يؤكد هذا الكلام وهناك تصرفات ممنهجة ضد الأقباط من حوادث سرقة وغيرها وجميعها موجودة أمام النيابة ولا يتم القبض على الجناة بسبب التراخي الأمني والشرطة باتت غير قادرة على حماية الكنائس مطلقا والحراسات الموجودة عليها غير كافية لتأمينها مطالبًا بتشديدها.

وعن التناقض بين وجهة نظره ووجهة نظر المسؤولين الأمنين والعسكريين في المحافظة الذين يؤكدون أنها حالات فردية قال الأنبا كيرليس إن هذا طبيعي لأن أي مسؤول يخفف من الأمر لكن من يعيشه هو من يشعر بحقيقته، والجاني دائمًا لا يشعر بمصيبته وإنما يشعر بها المجني عليه وهو في هذه الحالة الأقباط.

وأوضح أن السلفيين أغلقوا اللجان في الاستفتاء الأخير على التعديلات الدستورية وقاموا بمنع الأقباط من التصويت وفتحوا الصناديق التي صوت فيها الأقباط برفض التعديلات وقاموا بتقطيع أوراق التصويت الخاصة بهم للتأثير على النتائج النهائية للتعديلات.

وأكد على أنه على الرغم من مساوئ جهاز أمن الدولة وتدبيره لحادثة نجع حمادي خلال العام الماضي إلا أن هذا الجهاز كان يقوم بحماية الأقباط مشيرًا الى أن ضرورة عودة رجال الأمن لتأمين الأقباط قبل أن تنفجر الأوضاع ويحدث ما لا يحمد نتائجه.

وبعد انتهاء الحديث مع الأنبا كيرلس خرجنا لنبحث عن الملقب بـquot;أمير قناquot; حلمي عبد المغيث وبعد سؤال أهالي المدينة توصلنا لمكانه إذ يسكن خارج المدينة وعلى بعد نحو 15 دقيقة. وبدأ عبد المغيث حديثه بالتعريف بنفسه وأنه طبيب بيطري متقاعد في الوقت الحالي.

الدكتور حلمي عبد المغيث الذي يلقبه الاقباط بامير قنا

وقال quot;كما ترى أنا أعيش بعيدا عن قنا وعن نجع حمادي ولا ازورهم إلا قليلا لكن هناك اعتقاد الاقباط بذلك لخلفيتهم القديمة عني، وعلاقاتي بالجماعة والتي كانت تتم في أواخر السبيعينات وقبل اغتيال الرئيس السادات، الان تجاوزت الـ 60 من العمر ولا استطيع فعل ما كنت أقوم به من قبل نظرًا لكبر السن، أعتقد أن الشئ الجيد الذي يجب أن أقوم به هو الدعوة الدينية، كما أنني انفصلت عن الجماعة قبل ما يقرب من 18 سنةquot;.

وأكد على أنه يقيم بمصر منذ التسعينات ولم يخرج منها إلا للمملكة العربية السعودية لأداء شعائر الحج والعمرة نافيًا أن يكون قد عاد بعد الثورة مثلما قال الأنبا كيرلس.

وأضاف quot;رفضت مبدأ العنف الذي سلكته الجماعة الاسلامية في التسعينات وأثبتت الأيام صحة موقفي لأن الجماعة خسرت كثيرًا من التعاطف معها بعد اللجوء إلى استخدام العنف، لكن لا يمكن إغفال أن الدولة هي التي دفعتها الي ذلك من خلال عمليات الاغتيال والتصفية التي اتبعته لقيادتهquot;.

وأوضح أنه لا يعرف ما إذ كانت الجماعة ستعود إلى استخدام العنف أم لا مشيرا الى أنها تتحرك بفكر عشوائي ولا يوجد من يدير شؤونها في الوقت الحالي مؤكدا على ان عودتها الى العنف في الوقت الحالي سيكون أكبر خطأ ارتكتبه في تاريخها لأن اللجوء الى العنف سيدفع المواطنين الى النفور منها ورفضها والتصدي لها.

وعن امتلاك الجماعة للسلاح قال عبد المغيث السلاح الموجود في بعض القرى موجود لدى العائلات القبلية التي توجد بينها حساسيات وقل عدده بشكل كبير، مشيرًا الى أن التصور بأن الإسلاميين يعتبرون أنفسهم خلفاء الله في الأرض ومكلفين منه بتطبيق الشريعة الإسلامية وإقامة الحد، كان بالفعل في فترة من الفترات لكنه لم يعد موجودًا في الوقت الحالي لاختلاف ظروف العصر.

ونفى ان تكون الجماعة تسعى الى إقامة إمارة إسلامية، مشيرًا الى أنها لن تستطع أن تفعل ذلك في الوقت الحالي لانها في وضع المستضعفين، بسبب عدم الاتفاق بين الجماعة والسلفيين والأخوان لاقامة هذه الامارة لافتًا الى ان اتحادهم هو الطريق الوحيد الذي يمكن بعده أن تتم إقامة الدولة الإسلامية التي تطبق الشريعة.

واوضح أن السلفيين يفتقدون الى القيادة ولا يوجد قائد لهم لافتا الى ان الكثير من أعضاء التيارات الإسلامية الثلاثة لديهم غيرة على التيار الذي ينتموا له أكثر من غيرتهم على الإسلام ومن ثم يترك للايام الاجابة عن سؤال ما إذا كان يمكن ان يتحدوا ام لا.

وأشار الى ان الدولة الإسلامية لابد أن تكون هدف لكل مسلم، وأن يعمل على قيامها وان هذه الدولة لا يضار فيها الأقباط مطلقًا وسيحصلون على حقوقهم بالكامل، مضيفا quot;ما أضاع هيبة الإسلام في العالم عدم وجود دولة إسلامية لشعب يتجاوز المليار و300 مليون مسلم، لأن العالم بلا إسلام ليس له معنىquot;.

وأكد على انه لا توجد اي محاولات حتى الان لاقامة الدولة الاسلامية مشيرًا الى ان ما منع إقامة الدولة الإسلامية في الماضي هو هاجس النظام السابق من الإسلاميين وتطبيق الشريعة الإسلامية واختتم حديثه قائلاً quot;للأسف ساهم النظام السابق في مساندة الأقباط وغيرهم في أن ينشروا الفساد في الأرض في حماية جهاز امن الدولةquot;.