واشنطن: راى محللون ان الغارة الاميركية التي تمت خلالها تصفية اسامة بن لادن اغرقت الولايات المتحدة وباكستان في اخطر ازمة منذ ان تحالف البلدان في اطار quot;الحرب على الارهابquot; التي اطلقها الرئيس الاميركي السابق جورج بوش.

وقالت ليسا كورتس التي عملت في السابق في وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي آي ايه) ووزارة الخارجية وهي اليوم محللة في هريتيج فاونديشن، ان واشنطن اعتقدت في البداية ان تصفية زعيم القاعدة على الاراضي الباكستانية ستحمل اسلام اباد المتهمة منذ بعض الوقت بالمراوغة، او اللعبة المزدوجة، على التعاون بشكل افضل في هذا المجال.

واضافت الخبيرة quot;بدلا من ذلك ابدت اسلام اباد معارضة شديدة وحاولت الظهور بمظهر الضحيةquot;. وبدلا من السعي الى تهدئة المخاوف الاميركية، قامت باكستان quot;برفع المزايداتquot;.

وفي الواقع تصاعدت حدة التوترات منذ الغارة الاميركية، والاثنين رفض رئيس الوزراء الباكستاني رضا جيلاني الاتهامات بشأن وجود تواطؤ رسمي محتمل مع اسامة بن لادن ووصفها بquot;السخيفةquot;، واتهم بدوره واشنطن بانها quot;احادية الجانبquot;. بعد ذلك رفضت واشنطن الاعتذار عن الغارة التي قامت بها على اراضي حليفها.

وهذا التصعيد سيحث البرلمانيين الاميركيين الذين يسيطرون على الانفاق الفدرالي، على المطالبة بوضع شروط بشأن صرف مليارات الدولارات من المساعدات الاقتصادية والعسكرية التي تدفع لباكستان، في انتظار تعاون افضل من اسلام اباد.

وقالت كورتس quot;اعتقد ان العلاقات بين الولايات المتحدة وباكستان ربما هي في ادنى مستوى تاريخي. ومن الصعب رؤية اي منفذ في هذه النقطةquot;، لافتة في الوقت نفسه الى ان quot;البلدين يحتاج احدهما للاخرquot;.

والولايات المتحدة تحتاج لباكستان طريقا لامداد قواتها المنتشرة في افغانستان البلد المحاصر، ولتنشر فيها اجهزة استخباراتها. لكن ايضا، وربما في شكل خاص، تريد الحفاظ على الروابط لكي لا تقع الاسلحة النووية الباكستانية quot;في ايدي ارهابيينquot; كما قالت ليسا كورتس.

اما اسلام اباد التي يعاني اقتصادها من ازمة، فتحتاج في المقابل للمساعدة الاميركية ولنفوذها على صندوق النقد الدولي.

ويرى مايكل اوهانلون من مؤسسة بروكينغز ان التوتر الحالي هو quot;على الارجحquot; اسوأ ازمة بين الحليفين منذ العام 2001.

وحذر هذا الخبير في العلاقات الدولية من quot;ان العلاقة تمثل استثمارا هائلا بالنسبة للطرفين، كلاهما بحاجة اليها. لكن ذلك لا يعني القول انها ستنجح او ستصمدquot;.

وخلص الى القول quot;ان تغلب العقل في الجانبين، يمكن الخروج منها، لكن هذا الامر لا يمكن ان يتحقق بمجرد الابقاء على الوضع الراهنquot;.

وعبر ليسلي غيلب من مجلس العلاقات الخارجية عن موقف اكثر تشددا، فالقى بمسؤولية الازمة بشكل واضح على اسلام اباد ودعا الى اجراء مراجعة للسياسة الاميركية حيال هذا البلد.

وراى هذا الخبير ان باكستان quot;كذبت بشكل منهجيquot; على الولايات المتحدة بشأن ما سماه دعمها لطالبان والقاعدة. وقال quot;ننخدع تماما ان اعتقدنا ان باكستان هي من اهم البلدان في العالم، وبامكاننا انقاذهquot;.

واضاف quot;لكن طالما اصروا على خداعنا في افغانستان في اطار حربهم مع الهند، لا شيء هاما يمكننا ان نقوم بهquot;، في حين ترى اجهزة الاستخبارات الباكستانية النافذة وكذلك الجيش في افغانستان الحدودية quot;عمقا استراتيجياquot; في وجه جارها وعدوها الهندي.

وبالنسبة لليسلي غيلب، فان الاستنتاج لا بد وان يكون راديكاليا quot;اما نضع هذه العلاقات على اسس سليمة، او يمكن ان نترك للصينيين متعة الاهتمام بباكستان. لتكن مشكلتهمquot;.