الجيش اللبناني يحاول منع مجموع من الفلسطينيين من رمي الحجارة نحو الجانب الإسرائيلي |
القدس: احيا الفلسطينيون الاحد الذكرى الثالثة والستين للنكبة التي نتج عنها قيام دولة اسرائيل، وتخللت الذكرى مواجهات مع الجيش الاسرائيلي اسفرت عن وقوع قتلى وجرحى في قطاع غزة والضفة الغربية وصولا الى هضبة الجولان السورية المحتلة وجنوب لبنان.
وقتل فلسطيني واصيب عشرات اخرون بنيران الجيش الاسرائيلي الاحد في مواجهات على هامش تظاهرة في الذكرى 63 للنكبة قرب معبر بيت حانون (ايريز) في شمال قطاع غزة. واعلن ادهم ابو سلمية الناطق باسم اللجنة العليا للاسعاف والطوارئ في حكومة حماس سقوط quot;شهيد واصابة اكثر من 90 بجروح جراء الاستهداف الصهيوني لمسيرات العودةquot;.
وكان ابو سلمية اعلن في وقت سابق عن قتل شاب فلسطيني برصاص الجيش الاسرائيلي الاحد شرق مدينة غزة، دون توضيح ان كانت هذه الحادثة مرتبطة بالمواجهات بين الفلسطينين والاسرائيلين في ذكرى النكبة.
واعلن ابو سلمية في وقت سابق عن اصابة اكثر من 65 فلسطيني برصاص الجيش الاسرائيلي في المسيرة على الحدود الشمالية من القطاع. ولفت الى ان ان مصورا صحافيا يعمل في وكالة محلية اصيب بجروح متوسطة.
واشار الى ان الجرحى نقلوا الى مستشفيات محلية في مدينة غزة وشمال القطاع. وفي جنوب قطاع غزة ايضا اصيب شاب بنيران الجيش الاسرائيلي الذي اطلق الرصاص على تظاهرة اخرى على الحدود الشرقية من مدينة خانيونس وفقا لذات المصدر.
وذكر عناصر الامن في الحكومة المقالة ان مواجهات دارت بين مئات الشبان والصبية والجيش الاسرائيلي على هامش المسيرة السلمية التي نظمتها اللجنة الوطنية العليا لاحياء ذكرى النكبة. ورشق الشبان والصبية الجنود الاسرائيليين بالحجارة حيث رد الجيش باطلاق عدد من قذائف الدبابات والرصاص الحي تجاه المتظاهرين.
وتجمع اكثر من الف فلسطيني غالبيتهم من الشباب والصبية على طريق صلاح الدين الرئيس قرب معبر ايريز حيث اقترب المئات منهم من الجدار الاسمنتي والاسلاك الشائكة الفاصلة بين اسرائيل شمال القطاع.
متظاهرون سوريون يحاول عبر الحدود في قرية مجدل شمس في مرتفعات الجولان بذكرى النكبة |
وفي الضفة الغربية، قالت مصادر طبية فلسطينية ان سبعة عشر فلسطينيا نقلوا الى مستشفى رام الله جراء اصابتهم في مواجهات وقعت مع الجيش الاسرائيلي عند معبر قلنديا في الضفة الغربية اطلق الجيش فيها قنابل الغاز والرصاص المطاطي مما ادى الى اصابة العشرات بالاختناق.
وجرت مسيرة مركزية في مدينة رام الله انطلقت من قبر الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات و شارك فيها الالاف الذين ارتدوا اللون الاسود، واطلقت في تمام الساعة الثانية عشرة ظهرا صفارات الانذار لمدة دقيقة واحدة معلنة عن توقف لحركة السير.
ومنعت قوات الامن الفلسطينية في مدينة نابلس شمال الضفة الغربية المتظاهرين من الذهاب الى حاجز حوارة العسكري، وحصلت اشتباكات مع الجيش الاسرائيلي في مخيم العروب وقريتي بيت امر وبني نعيم بالقرب من مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية اسفرت عن اصابة 9 فلسطينيين باصابات وصفت بالمتوسطة.
وعلى الجانب السوري من الحدود، افادت مصادر امنية اسرائيلية ان الجيش الاسرائيلي اطلق النار على فلسطينيين قادمين من سوريا اخترقوا الحدود بينها وبين هضبة الجولان في ذكرى النكبة. واكد الجيش الاسرائيلي في بيان اصابة عشرات المتظاهرين القادمين من سوريا والذين دخلوا هضبة الجولان المحتلة، مقدرا عدد المشاركين في هذه التظاهرة بـquot;الالافquot;.
وقالت المتحدثة باسم الجيش افيتال ليبوفيتز quot;انه عمل خطير جدا وعنيف يهدد امن سكان اسرائيل وينتهك اراضيهاquot;، في اشارة الى الشطر المحتل من الجولان. وتحدثت مصادر طبية في الجولان عن مقتل متظاهرين اثنين واصابة اربعة اخرين بجروح بالغة.
من جانبها، دانت وزارة الخارجية السورية في بيان quot;بشدةquot; الاحد الممارسات الاسرائيلية quot;الاجراميةquot; في الجولان وفلسطين وجنوب لبنان مطالبة المجتمع الدولي بتحميل اسرائيل كامل المسؤولية. واعتبر بيان الخارجية السورية ان quot;الحراك الشعبي الفلسطيني هذا اليوم ناجم عن استمرار تنكر اسرائيل لقرارات الشرعية الدولية ومواصلة اغتصابها للارض والحقوق وتهربها من استحقاق السلام العادل والشاملquot;.
واشارت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) الى quot;استشهاد اثنين واصابة 170 بجروح من المواطنين العرب الذين احيوا ذكرى النكبة في منطقتي عين التينة في محافظة القنيطرة (67 كلم جنوب غرب دمشق) ومجدل شمس في الجولان المحتل جراء اعتداء قوات الاحتلال الاسرائيلي عليهم بالرصاص الحي والقنابل المسيلة للدموعquot;.
وعند الجانب اللبناني، افاد مصدر طبي عن مقتل عشرة اشخاص وإصابة 112 بينهم 13 في بحالة خطرة في اطلاق نار اسرائيلي على الحدود اللبنانية خلال تظاهرة في بلدة مارون الراس نظمها لاجئون فلسطينيون قدموا في حافلات تحمل اسماء قراهم المهجرة الى الحدود. وقال المصدر إن القتلى والجرحى نقلوا الى مستشفى في مدينة بنت جبيل الواقعة على بعد حوالى ثلاثة كيلومترات من بلدة مارون الراس الحدودية.
واوضح المصدر انه تم التعرف على القتلى، وهم جميعهم فلسطينيون، مشيرا الى ان quot;الاصابات هي في الوجه والصدر والبطنquot;. وتجمع الاف الاشخاص في بلدة مارون الراس الحدودية قبل ظهر الاحد وقد جاؤوا في حافلات من مناطق لبنانية مختلفة في ما سمي quot;مسيرة العودة الى فلسطينquot;.
وتمكن العشرات من المتظاهرين من اختراق صفوف الجيش اللبناني والاقتراب من الشريط الشائك الحدودي رغم محاولات الجيش ثنيهم عن ذلك باطلاق النار في الهواء، واخذوا يرشقون الجانب الاسرائيلي بالحجارة ويلوحون بالاعلام الفلسطينية.
كما علقوا اعلاما فلسطينية على الشريط الشائك. وبعد اكثر من ساعة من القاء الحجارة ومواد اخرى صلبة في اتجاه الجنود الاسرائيلييين المتواجدين على بعد حوالى مئة متر من المتظاهرين، اطلق الاسرائيليون النار، ما تسبب بالاصابات.
ورغم اطلاق النار، استمر المتجمعون قرب الشريط بالقاء الحجارة، فيما كان المنظمون يطالبون الناس عبر مكبرات الصوت بالعودة الى الحافلات ومغادرة المكان. وغادر معظم الموجودين باستثناء مجموعة من الشبان التي لا تزال متواجدة في المكان.
ويتذكر الفلسطينيون في يوم quot;النكبةquot; نزوح حوالى 760 الف فلسطيني من فلسطين. وقد انضم اليهم آخرون في سنوات لاحقة، ويبلغ عدد اللاجئين والمتحدرون منهم حاليا 4.8 مليون، يتوزعون خصوصا بين الاردن وسوريا ولبنان والاراضي الفلسطينية.
التعليقات