رئيس الوزراء المصري الدكتور عصام شرف خلال لقاء سابق مع اعضاء ائتلاف شباب الثورة

تشكلت خلال ثورة 25 يناير ائتلافات عدة تتحدث باسمها، إضافة إلى لجنة تنسيقية تضم ممثلي كل الحركات، بينما تتصاعد انتقادات المواطنين لهذه الائتلافات التي لا يرون أنها معبّرة حقيقية عنهم، شاركهم ذلك الرأي عدد من السياسيين المطالبين بإنشاء أحزاب سياسية.


القاهرة: إن كانت الثورة المصرية قد أسقطت نظام مبارك ومؤسسات الدولة التي تم إعادة تشكيل غالبيتها في أعقاب الثورة، إلا أن هذا السقوط للمؤسسات الرسمية، تبعه ظهور للعديد من الحركات الشبابية التي تتحدث باسم الثورة، وبات يتم التعامل معها على أنها مؤسسات رسمية.

الثورة التي نشأ عنها العديد من الحركات والائتلاف التي تتحدث باسمها، أبرزها ائتلاف شباب الثورة، تأسست من مجموعة من شباب ميدان التحرير، الذين ظلوا في الميدان حتى إسقاط نظام الرئيس السابق مبارك، فيما شكّل أعضاء الاتئلافات في ما بينهم ما يسمّى باللجنة التنسيقية، التي تضم اثنين من كل ائتلاف.

أبرز الإئتلافات على الساحة المصرية

أبرز هذه الائتلافات ائتلاف شباب الثورة، الذي يضم ممثلين اثنين عن كل حركة شبابية كانت موجودة قبل الثورة 6 أبريل، وشباب من أجل العدالة والحرية، وغيرها من التي ظهرت أخيرًا على الساحة السياسية في مصر، والتي رصدتها quot;إيلافquot; في التقرير الآتي.

يضم ائتلاف شباب الثورة عدداً من الشباب ذوي التوجه المعارض للنظام السابق، ويهدف الى مراقبة ما تحقق من مطالب الثوار وما لم يتحقق وممارسة الضغط على الحكومة الحالية في حال تراخيها عن الاستجابة لمطالب الشعب.

ونجح الائتلاف في تنظيم مليونية المحاكمة لرموز النظام السابق، وهي المليونية التي أعقبها قرارات حبس شملت رؤوس النظام السابق، وفي مقدمتهم الرئيس السابق مبارك ونجلاه علاء وجمال، ورئيس ديوان رئيس الجمهورية زكريا عزمي وصفوت الشريف رئيس مجلس الشورى والدكتور أحمد فتحي سرور رئيس مجلس الشعب.

كذلك يوجد مجلس أمناء الثورة، الذي يضم 21 عضوًا، غالبيتهم من الشباب المطالبين بضرورة الانتقال السلمي للسلطة والاستجابة لمطالب الشعب الأخرى، وتنتشر فروع لمجلس الأمناء في محافظات عدة. ويقوم المجلسبالتنسيق مع حركات ثورية عدةاخرى، من بينها مجموعة مصر الحرة ورابطة فناني الثورة.

أما جبهة دعم الثورة فتتكون من ثلاث حركات اساسية، هي الجمعية الوطنية للتغيير التي يترأسها الدكتور محمد البرادعي، وأعضاء البرلمان الشعبي، وأعضاء الجمعية المصرية لثوار 25 يناير. وتم تشكيلها في اعقاب تنحّي الرئيس مبارك في 11 فبراير/ شباط الماضي، بهدف التواصل مع قيادات المجلس العسكري ومجلس الوزراء.

رئيس الوزراء المصري الدكتور عصام شرف خلال لقاء سابق مع اعضاء ائتلاف شباب الثورة - ارشيف

تأسس اتحاد شباب الثورة يوم 30 يناير من شباب عدد من الأحزاب والحركات السياسية لاستكمال مطالب الثورة بعد أحداث جمعة الغضب، التي وقع فيها غالبية شهداء الثورة، مع المناشدة بمطالب عدة،تضمن تحسين الأوضاع السياسية والاقتصادية والإجتماعية للمواطنين، ومن بينها وضع حد أدنى للأجور يقدّر بـ1200 جنيه، وهي الأهداف نفسهاالتي يسعى تحالف ثوار مصر إلى تحقيقها، وتم إطلاق التحالفبعد اسابيع عدة من تنحّي مبارك.

مواطنون يرفضون الإئتلافات التي تتحدث باسم الثورة

يقول الدكتور مصطفى النجار أحد مؤسسي حزب العدل في إفادة لـquot;إيلافquot; إن عدداً ليس قليلاً من المواطنين يرفض فكرة الائتلافات التي تتحدث باسم الثورة، مشيرًا الى أنه لم يفضل الانضمام الى اي منها، حتى لا يتهم بأنه يتحدث باسم من لم يفوّضه.

وأوضح النجار أنه فضّل تأسيس حزب عن تشكيل ائتلاف يتحدث باسم الثورة، لافتًا الى أن التوجّه الى العمل الحزبي أفضل في المرحلة التالية، بحيث يكون لها تواصل بطريقة مباشرة مع الجماهير.

من جهته قال محمد الفقي عضو ائتلاف اللجنة التنسيقية لـquot;إيلافquot; إن شباب الائتلافات يمثلون الشباب الذي كان موجودًا في ميدان التحرير من يوم 25 يناير وحتى تنحّي الرئيس السابق مبارك، مؤكدًا أن هذه الائتلافات كافةولدت من رحم الثورة.

وأشار الى أن الشباب وجد أنه من الافضل أن يتم التنسيق في ما بينهم للخروج برؤية موحدة حول الوضع السياسي وطرح وجهة النظر، فيما تتم مناقشة القيادة السياسية، مؤكدًا أن شباب الائتلافات دائمو الوجود في كل الأحداث والمناسبات السياسية، للتواصل مع المواطنين، وإيصال مطالبهم الى المسؤولين السياسيين.

وانتقد أحمد ماهر المنسق العام لحركة شباب ابريل في إفادة لـquot;إيلافquot; استمرار عمل ائتلاف شباب الثورة حتى الآن، مؤكدًا أن الائتلاف فقد أهميته، وبات من الضروري إيجاد صيغة بديلة للعمل في الشارع، بما يناسب المرحلة الحالية، بحيث تبدأ كل جماعة في محاولة شرح رؤيتها السياسية للمستقبل وأيديولوجيتها للمواطنين.

عدد من اعضاء ائتلاف شباب الثورة في احد المؤتمرات الصحافية التي عقدوها سابقا- ارشيف

واعتبر ماهر أن سقوط النظام وتنحّي مبارك ومحاكمة مسؤولي نظامه وبداية العمل لبناء البلاد من جديد كانت الأهداف الرئيسة لتدشين الائتلاف، لافتًا الى أن تحقيقها هذه الأهداف يعني انتهاء الائتلاف ككيان، على أن يبدأ أعضاؤه في العمل وفقًا لمتطلبات المرحلة الجديدة.

quot;مشكلة الائتلافات انها كيانات سريعًا ما ستنهار نظرًا إلى هشاشتها واختلاف أعضائها بعد فترات وجيزةquot;، هكذا بدأ الدكتور سامي السيد أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة حديثه لـquot;إيلافquot;، مشيرًا الى أن أي من الكيانات التي يتم تشكيلها، سريعًا ما تطرأ خلافات بين اعضائها، رغم وحدة الاهداف، مستشهدًا بما حدث في الجمعية الوطنية للتغيير وحملة دعم البرادعي قبل ثورة 25 يناير من خلافات كادت أن تطيح بهما، لولا تعقل قياداتها، وعملها على تخطي الأزمات والخلافات رغم ظهورها الى الرأي العام.

وصرّح أن عددًا من شباب الائتلاف بدأ يأخذهم الغرور السياسي والتعالي بسبب الامتيازات والتعاملات الخاصة التي يحظون بها، سواء في مجلس الوزراء او خلال اللقاءات مع قيادات المجلس العسكري، مؤكدًا على ضرورة اعادة النظر في الحجم السياسي لهؤلاء الشباب، لاسيما وان هناك تجاهلاً لتمثيل شباب الأقاليم، سواء من الصعيد او من سيناء، وهو ما ينبئ بأزمة سياسية بسبب شعور هؤلاء الشباب بالتهميش.

وشدد السيد على أهمية العمل على وجود كيانات قانونية وفقًا للمبادئ الدستورية التي أرساها الإعلان الدستوري من قبل القوات المسلحة، للعمل خلال الفترة الانتقالية، مشيرًا الى أن تأسيس الأحزاب السياسية هو الحلّ الأفضل في الوقت الحالي للشباب.