إستبقت امرأة سعودية دعوة ناشطات سعوديات، وقادت سيارتها بصحبة صديقتها في مدينة الخبر في شرق السعودية يوم السبت، وقبض عليها مرور المنطقة الشرقية، قبل أن تتدخل هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واعدة بمعالجة موضوعها.


السعوديات يتحدين قرار منع القيادة

الخبر الأبرز في أنحاء السعودية كافةاليوم هو القبض على السعودية منال الشريف، وهي تقود سيارتها بصحبة زوجها، وصوّرت الشريف مقطعي فيديو، أحدهما وهي تقود سيارتها، والآخر وهي تجيب على ما أسمتها بالأسئلة السبعة عشر.

واللافت في الموضوع هو تدخل هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في القضية، رغم أن دوريات المرور هي من استوقفتها، وطلبت تسجيل تعهد عليها لأنها خالفت الأنظمة.

ووفقاً لمصادر quot;إيلافquot;، فإن سعوديات تجمعن أمام قسم مرور الخبر، وطالبن بحلّ للقضية. رافق ذلك انتشار مقطع فيديوآخر، لم يتسن معرفة تاريخه، يظهر سيدة، وهي تقود السيارة لمدة ساعة تقريباً، وقالت خلال الفيديو، الذي صوره والدها، إن هذه الخطوة هي الأولى، وليست نهاية المطاف، وأضافت quot;إني خائفةquot;، قبل أن تبدأ ببسم الله وتقود سيارتها. ولم يعلق حتى الساعة أي مسؤول رسمي على هذه الأحداث، ولم يتجاوب مسؤولون في أقسام المرور السعودية مع اتصالات إيلاف.

يأتي تحرك الشريف قبل نحو شهر من دعوة أعدتها السعوديات على أعلى المستويات لحملة قيادة السيارة في أنحاء المملكة كافة، وخصوصاً في المدن الكبرى في السابع عشر من حزيران- يونيو المقبل، وتطالب الحملة المرتبطة بحملات أخرى عدةبتسهيل حملة القيادة، وخصوصاً من الشباب السعودي. وطالبت حملة أخرى يقودها شباب سعوديون متعاطفون مع قضيتهن بأن يحمونهن وقت تنفيذ المشروع الحلم بالنسبة إلى كثير من السعوديات.

على النقيض، بدأ متشددون في مواقع إلكترونية عدة وحملات على مواقع الشبكات الإجتماعية بإعادة التذكير بالفتاوى القديمة التي تحرّم قيادة السيارة وأوامرعدةمن جهات حكومية تمنع أي شكل من أشكال تسهيل قيادة المرأة للسيارة، حتى وصل الأمر ببعض الحملات المتشددة إلى التهديد العلني لأي سيدة ستقود سيارتها.

ورغم أن السعودية شهدت خلال السنوات الأخيرة خروقات عدة من قبل نساء قدن سياراتهن بشكل فردي، إلا أنها تنتهي دائمًا بمجرد نشر الخبر في الصحف، ذلك لأن غالبية تلك الخروقات أتت بمبررات مقبولة إجتماعياً، مثل مساعدة مريض أو توصيل مصابين ونحو ذلك.

لكن الأمر المختلف هذه المرة هو أن الحملة تريد أن تعيد بالذاكرة ما حدث في السادس من نوفمبر/تشرين الثانيالعام 1990 عندما قادت أكثر من 40 امرأة سعودية سياراتهن في شوارع الرياض علنًا، وترتب عليه جدلاً هو الأعنف من نوعه ضد المرأة، خصوصاً في أوساط المتشددين، الذين ذهب بعضهم إلى المطالبة بقتلهن، لأنهن مفسدات في الأرض.

يستند المطالبون بفتح المجال أمام السعوديات لقيادة السيارة إلى أن النظام المروري لا يشير أبداً إلى ما يمنع المرأة بذاتها من قيادة السيارة، كما إن أكثر من 120 ألف سيارة في السعودية تمتلكها سيدات، وفق إحصائية صدرت العام 2007، وذلك لأن النظام أيضًا لا يمنع المرأة من تملك السيارة.

وليست هناك إحصاءات رسمية حول عدد السائقين الأجانب في السعودية إلا أن مصادر صحافية عدةأشارت إلى أنهم يتجاوزون 200 ألف من جملة أكثر من 8 ملايين أجنبي يقيم في المملكة. ويستند المطالبون بقيادة المرأة أيضاً إلى أن كل تصريحات المسؤولين الرسميين السعوديين تضع الأمر في خانة العرف الإجتماعي وعدم الإشارة إلى منعها نظاماً، وهو ما دعا الناشطون أولئك إلى الذهاب نحو كسر العرف الإجتماعي وفرض الأمر الواقع اجتماعياً، خصوصاً وأن الأمر ليس إلزاميا، وإنما اختياريًا، وبالتالي يجب أن لا يتدخل المتشددون في تقويضه.

وكان العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز قال في حديث لوكالة quot;ايتار تاسquot; الروسية، رداً حول قيادة المرأة للسيارة إن quot;هذا الموضوع يعتبر قرارًا اجتماعيًا، ودور الدولة هو ضمان توفير المناخ الملائم لأي قرار يراه المجتمع مناسبًا بما ينسجم مع مبادئ الشريعة الإسلاميةquot;، بحسب ما أوردته صحيفة quot;عكاظquot; السعودية الاثنين 12-2-2007.

وقال وزير الداخلية السعودي الأمير نايف بن عبد العزيز في حزيران- يونيو من العام 2005 إن الحظر المفروض على قيادة النساء السعوديات للسيارات، مسألة اجتماعية، وليست دينية، مما يعني من الناحية النظرية أنه إذا أراد المجتمع رفع الحظر فلن تكون هناك عقبة.

في مقابل ذلك، قال الشيخ عبد الله بن منيع عضو هيئة كبار العلماء في السعودية، أعلى هيئة دينية في المملكة، إن العلماء لم يناقشوا الموضوع، إلا أنه لا يوجد دينياًما يمنع النساء من قيادة السيارة. على السياق نفسه، قال وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل عندما سألته الكاتبة والمعلقة في صحيفة quot;نيويورك تايمزquot;، مورين دوود، التي قضت 10 أيام في السعودية عن مشاعر الترقب لدى النساء من ناحية السماح لهن بقيادة السيارات، ردّ عليها مبتسمًا quot;آمل ذلكquot;، ومضيفًا quot;في الزيارة المقبلة أحضري معك رخصة قيادة دوليةquot;.