تاركا خلفه عددًا كبيرًا من الإنتاج الأدبي والشعر، رحل الأديب والشاعر السعودي المعروف عبد الله بن خميس، وأعلن في الرياض رسميا عن وفاته بعد صراع المرض، لتفقد المملكة واحدا من رموزها في هذا المجال، ومن المقرر أن تتم مراسم الصلاة على جثمانه يوم الخميس بحضور رسمي وشعبي واسع.


الأديب والشاعر الكبير عبد الله بن خميس

الرياض: فقدت السعودية والجزيرة العربية عموما واحدا من أبرز شعرائها وأدبائها المعاصرين، بالإعلان رسميا عن وفاة الأديب والشاعر الكبير عبد الله بن خميس يوم الأربعاء في مستشفى قوى الأمن في الرياض، وذلك بعد معاناة طويلة مع المرض.

ومن المقرر أن يُصلّى على جثمانه يوم الخميس في الرياض بحضور رسمي وشعبي كبير، لما يتمتع به الراحل من مكانة خاصة في قلوب الجميع، حيث عُرف بغزارة إنتاجه الأدبي، وبعلاقاته الطيبة مع الجميع، ويحظى باحترام خاصة داخل عائلة آل سعود.

ولد الشاعر والأديب عبد الله بن خميس عام 1919 في قرية الملقى، وهي إحدى قرى الدرعية في منطقة الرياض، وأثرى طوال سنوات عمره المكتبة العربية بعشرات الكتب في الأدب والشعر والنقد والتراث والرحلات، وصال وجال في الصحافة والمنتديات والمؤتمرات داخل السعودية وخارجها.

في طفولته انتقلت أسرته إلى الدرعية وفيها تعلم مبادئ القراءة والكتابة ولازم والده الذي كان على جانب لابأس به من العلم خصوصا في التاريخ والأدب الحديث وكان والده يعمل في النخيل، ومع ذلك لم تشغله المزرعة عن الاستفادة من والده وغيره فقرأ كثيرًا من كتب التاريخ والأدب والشريعة، وحفظ أجزاء من كتاب الله الكريم، ثم أدركته حرفة الأدب فانكبّ على دراسة أمهات كتبه وبدأ يشدو في نظم الشعر وهو لم يتجاوز الخامسة عشرة من عمره .

وكانت هذه دراسته الأولى التي تلقاها، في عام 1944 حينما أنشئت مدرسة دار التوحيد في الطائف التحق بها فبرز في الفنون التي سبق له الدراسة فيها وشارك مشاركة جيدة في الفنون الأخرى لذلك كان رئيس النادي الأدبي في دار التوحيد مدة دراسته بها، وبعد أن نال شهادة الدار الثانوية.

عام 1949 التحق بكليتي الشريعة واللغة في مكة المكرمة، وبرز نشاطه الأدبي شعرا ونثرا على صفحات الصحف والمجلات ولمع اسمه هناك.وتتلمذ على أيدي الكثير من المشائخ من أبرزهم الشيخ عبد الله الخليفي، الشيخ عبد الله المسعري، الشيخ مناع القطان، الشيخ محمد متولي الشعراوي وغيرهم من علماء الأزهر الذين قاموا بتدريسه في دار التوحيد وفي كليتي الشريعة واللغة في مكة المكرمة.ونال شهادة من الكليتين في عام 1953.

في نهاية عام 1953 عين مديرا لمعهد الإحساء العلمي فأبدى هناك نشاطا علميا وأدبيا وإداريا، وفي عام 1955 عين مديرا لكليتي الشريعة واللغة في الرياض، وفي عام 1956 عين مديرا عاما لرئاسة القضاء في المملكة العربية والسعودية، وفي عام 1961 صدر مرسوم ملكي بتعيينه وكيلا لوزارة المواصلات في المملكة العربية السعودية، وفي عام 1966 عين رئيسا لمصلحة المياه في الرياض.

وفي عام 1972 قدم عبد الله بن خميس طلبا للإحالة على التقاعد للتفرغ للبحث والتأليف، ومنذ ذلك الحين صدر عنه العشرات من الكتب والمؤلفات، ونال العشرات من الجوائز والتكريم من أعلى مستويات داخل السعودية وخارجها، ومن أبرزها جائزة الدولة التقديرية في الأدب في عام 1982، كما منح وشاح الملك عبد العزيز من الدرجة الأولى في الشخصية الثقافية المكرمة في مهرجان الجنادرية السابع عشر وذلك عام 2002.

وخلّف الراحل في المكتبة العربية عشرات الكتب في الأدب والشعر والنقد والتراث والرحلات، وصال وجال في الصحافة والمنتديات والمؤتمرات داخل المملكة وخارجها، ومن أبرز تلك الكتب quot;تاريخ اليمامةquot; وهو من سبعة أجزاء، وquot;المجاز بين اليمامة والحجازquot;، وquot;على ربى اليمامةquot; وquot;من القائلquot;، وquot;معجم اليمامةquot;، وquot;معجم جبال الجزيرةquot; وquot;معجم أودية الجزيرةquot; وquot;معجم رمال الجزيرةquot; وquot;راشد الخلاويquot; وquot;الشواردquot; وquot;من أحاديث السمرquot; وquot;الدرعيةquot; وquot;شهر في دمشقquot; وquot;محاضرات وبحوثquot; وquot;من جهاد قلمquot; وquot;فواتح الجزيرةquot; وquot;أهازيج الحرب أو شعر العرضةquot; وquot;الأدب الشعبي في جزيرة العربquot; وquot;بلادنا والزيتquot; وquot;الديوان الثانيquot; وquot;رموز من الشعر الشعبي تنبع من أصلها الفصيحquot; وquot;جولة في غرب أمريكاquot; وquot;تنزيل الاياتquot; وquot;شواهد الكشافquot;، وغيرها الكثير.