وزير الخارجية الروسي سيرجي لافرف (الثالث الى اليسار) خلال استقباله الوفد الفلسطيني في موسكو

تسعى روسيا لاستعادة دورها القيادي في منطقة، وقطع الطريق على الولايات المتحدة التي تسعى لأن تكون القوة الأولى في العالم وذات النفوذ الأوسع في دول المنطقة، ويبدو أن روسيا هذه المرة تسعى لاستعادة دورها عبر البوابة الفلسطينية، بعد أن دعت الفصائل الفلسطينية للتحاور على ارضها وبحث اتفاق المصالحة وسبل تطبيقه، وهو ذات الاتفاق الذي تحفظت على بنوده الولايات المتحدة.

وانتهت في روسيا محادثات سبع فصائل فلسطينية لبحث سبل تطبيق اتفاق المصالحة الموقع في القاهرة أيار الحالي، ومناقشة تشكيل حكومة التوافق الوطني، وعلى مدار أربعه أيام ناقش المجتمعون كافة القضايا العالقة وسط ترحيب رسمي من قبل الدولة المضيفة.

هذا الاجتماع و الذي جاء بناء على دعوة رسمية من القيادة الروسية أعلنت خلالها quot;دعمها اللا محدودquot; لاتفاق المصالحة، في موقف يعارض بالمطلق موقف الولايات المتحدة الأميركية و التي أعلن رئيسها معارضته لهذا الاتفاق واصفا إياه بquot;العقبة على طريق السلامquot;.

فقد أعلن الرئيس الأميركي أوباما خلال خطابه أمام لجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية quot;إيبكquot; معارضته لاتفاق المصالحة الفلسطينية معتبرا هذا الاتفاق عقبة أمام إمكانية التوصل لسلام حقيقي.

تأييد لا محدود

من جهته يقول الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية د. مصطفى ألبرغوثي، و الذي كان احد المشاركين في مباحثات موسكو:quot; هذا الاجتماع كان ناجحا بكل المقاييس، فروسيا أعلنت عن دعمها المطلق لاتفاق المصالحة و التوجه الفلسطيني لإعلان الدولة في أيلول المقبلquot;

وتابع البرغوثي في حديث خاص ل quot;ايلافquot;:quot; خلال اجتماعنا مع رئيس الخارجية الروسي قدم دعم بلاده المطلق، وقال إن روسيا ستسعى لدعمنا بكل شكل ممكن في اللجنة الرباعية، و الأمم المتحدة و أمام الدول الثماني الكبرىquot;.

وحول الموقف الروسي و إمكانية التعويل عليه للتخفيف من الموقف الأميركي quot;القاطعquot; بشأن المصالحة و التوجه إلى الأمم المتحدة لإعلان الدولة الفلسطينية قال البرغوثي:quot; نحن نعتمد على هذا الموقف الحاسم والقاطع، فهم يؤخذوا اتفاق المصالحة على محمل الجد، و يعملوا على إنجاحه بشتى السبلquot;.

فيما يقول المحلل السياسي سميح شبيب لـإيلاف:quot; تميز الموقف الروسي منذ البداية بالتعاطي مع الشأن الفلسطيني بشكل مختلف عن باقي الدول، فهي أول دوله عالمية استقبلت وفد من حركة حماس، و اعتبرت الحركة شريكا سياسيا، وهي من أكثر المؤيدين للمصالحة الفلسطينية، وموقفها واضح من الورقة المصرية كونها تشكل مخرجا للازمة الفلسطينية الداخليةquot;.
ومن هنا، كما يقول شبيب، جاءت الدعوة للفصائل الفلسطينية quot; لعصف فكري في روسياquot; للانتقال باتفاق المصالحة من التوقيع إلى التطبيق.
و يقول شبيب:quot; لهذه الاسباب اختلف الموقف الروسي عن الأميركي الذي يتطابق مع الموقف الإسرائيلي بشكل كبير، فالأخير لا يعتبر حماس شريكا سياسيا، بل حركة إرهابية لا يجب التعاطي معها، و تعدى الأمر إلى دعوات صريحة بعدم المصالحة.

موقف مهم لكن ليس حاسما ...

وقال شبيب أن الموقف الروسي ليس بالجديد في دعمه للمواقف و القضية الفلسطينية، فقبل انهيار المنظومة الروسية في العام 1993 كان له مواقف مهمة، و تعتبر الصديق الأكثر عظمة و دعما لمنظمة التحرير بشكل كبير.

واعتبر شبيب أن روسيا الآن ومن خلال معطيين الأول التاريخي و العلاقات العميقة بين الجانبين، و السياسي برغبتها باستعادة دورها التاريخي، تتميز في قضايا الشرق الأوسط و بالتحديد القضية الفلسطينية.

وأضاف:quot;إلا أن هذا الموقف لا يمكن التعويل الكامل عليه مقابل الموقف الأميركي، كما فهو هام و لكن ليس حاسما، لكن أيضا الموقف له تأثيرات ليس على روسيا فقط، وإنما على العديد على الدول الحليفة لروسيا والصديقة ويعزز من التحرك السياسي الفلسطيني و يقويه، ولكنه ليس موقفا حاسما يستطيع أن يفرض إرادته الدوليةquot;.