حركتا فتح وحماس وقعتا اتفاق المصالحة في القاهرة |
انتقدت فصائل فلسطينية عدم إشراكها في المباحثات الجارية لتشكيل حكومة التوافق الوطني بين حركتي فتح وحماس، واعتبرت ثماني أحزاب منضوية في إطار منظمة التحرير أن حماس وفتح تحتكران اتفاق المصالحة.
عادت الفصائل الفلسطينية لانتقاد الفصيلين الكبيرين على الساحة الفلسطينية فتح وحماس،بسبب أدائهما في تشكيل الحكومة الفلسطينية تطبيقًا لاتفاق المصالحة الموقع في القاهرة في الشهر الماضي.
ففي بيان صحافي أصدرته ثماني فصائل فلسطينية أعلنت امتناعها عن تسمية مرشحين لحكومة الكفاءات احتجاجاً على ما أسمته بـquot;نهج الاحتكار الثنائي للقرارquot; من قبل الحركتين، اللتين انفردتا ببحث وإقرار آليات تنفيذ الاتفاق، بمعزل عن مشاركة سائر القوى والشخصيات التي ساهمت في الحوار الوطني.
وقالت هذه الفصائل في بيانها، وكلها فصائل منضوية تحت إطار منظمة التحرير الفلسطينية، إنها تستهجن نهج الاحتكار الثنائي للقرار والانفراد ببحث وإقرار الآليات والخطوات المتعلقة بالتنفيذ، بما في ذلك الاتفاق على تشكيل الحكومة ورئيسها، من دون التشاور الجاد والاتفاق مع سائر القوى والفعاليات الوطنية.
واعتبرت الفصائل أن هذا النهج quot;لا يبشّر بفتح صفحة جديدة من الشراكة الوطنية الشاملة التي ترسو على أساسها ركائز متينة لوحدة وطنية راسخةquot;.
وقع هذا البيان كل من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، وحزب الشعب الفلسطيني الاتحاد الديمقراطي الفلسطيني (فدا)، وجبهة النضال الشعبي الفلسطيني جبهة التحرير الفلسطينية، وجبهة التحرير العربية الجبهة العربية الفلسطينية.
جرار: لن نشارك في التشاور أو التشكيل
تقول عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين خالد جرار لـ quot;إيلافquot;: quot;من المفترض أن يكون هناك تشاور في تشكيل الحكومة، وليس أن تشكّل وتدعى إليها الفصائل الفلسطينية كشريك من دون أن يكون لها أي دور فيها كما هو حاصل الآنquot;.
وتابعت جرار: quot;نحن أعلنا احتجاجًا على الشكل الاحتكار الثنائي غير المقبول من جهتنا، خاصة أن تشكيل الحكومة يأتي استجابة لتطبيق اتفاق وطني شامل وقعت عليه الفصائل الفلسطينية كافة، وبالتالي لسنا مسؤولين عن الخطوات التي تتقرر بالاتفاق الثنائيquot;.
وأكدت جرار أن هذه الفصائل لن تكون بعيدة عما يجري، بل ستبارك هذه الجهود وما ستفضي إليه سعيًا إلى إنجاح الاتفاق و تحقيق المصالحة: quot;من الجيد أن تبقى هناك جهات معارضة تراقب، وترى إن كان هناك تنفيذ لبرنامج الحكومة وعملهاquot;.
وقالت جرار: quot;عملية الاتفاق والتشاور الثنائي كانت مقبولة لدينا حينما كانت الاجتماعات الثنائية، ولكنه ليس مفهوم بعدما وقّعت كل الفصائل على اتفاق المصالحة، ما نراه اليوم من اتفاقات ثنائية لكل شيءquot;.
وبحسب جرار، فإن هذا النهج لن تكون له آثاره السلبية على تشكيل الحكومة فقط، بل سيتعداه في ما بعد: quot;الطريقة التي تم التعامل بها واستمرار هذا النهج سيعكس نفسه في الحكومة مستقبلاً على كل القضايا التي تم الاتفاق على انجازها ضمن اتفاق المصالحة مستقبلاًquot;.
ووصفت جرار هذا الاحتجاج بـquot; التوجيهquot; من قبلهم لشكل تنفيذ الاتفاق وعدم إبقائه حكرًا على حركتين فقط، في حين انه يجب أن تكون مشاركة واسعة من قبل الفصائل كافة والمجتمع المؤسسات المجتمع المدني والشعب الفلسطيني كافة.
حماس و فتح quot;لا احتكارquot;
هذه الاتهامات quot;بالاحتكارquot; وعدم الشراكة بين الفصائل رفضها كل من حركة فتح وحماس، ففي تصريحات صحافية قال عضو اللجنة المركزية للحركة محمود العالول: quot;لا يوجد أي احتكار، لم يتم إقرار أي قضيةحتى الآن، ونحنما زلنا في إطار التداول ووضع أفكار عامّة، وتم تأجيل القرارات النهائية حتى يتم التشاور مع كل الفعاليات وأطر الشعب الفلسطيني والمستقلينquot;.
وتابع محمود العالول: quot;اعتقد أن هذه القضايا ثانوية، وخاصة أن هذه الحكومة ستكون من المستقلين، وليس من الأحزاب، وعلينا جميعًا الانتظار حتى يتم وضع الأسماء للتشاور معهمquot;.
في حين رفض القيادي في حركة المقاومة الإسلامية حماس حسن أبو كويك ما جاء في بيان الفصائل، ووصفه بالمتسرع، قائلاً إن كل من الحركتين معني بمشاركة الجميع: quot;في تقديري أن الأمور تسير بشكل تدريجي تشاوري، وكل من فتح وحماس معني أن تشارك الفصائل الفلسطينية كافة في هذه المشاورات، وكل المشاورات المستقبلية في شأن القضايا الأخرىquot;.
واعتبر أبو كويك في حديث خاص مع quot;إيلافquot; أن هذه المواقف من شأنها عرقلة تطبيق الاتفاق: quot;أعتقد أن هذه المواقف تؤثر على نجاح المصالحة، والأصل أن يعمل الجميع على نجاحها، فهذه المواقف يجب أن تطرح خلال اللقاءات، ولكن إلى الآن كل ما حدث هو مشاورات لتطبيق ما تم الاتفاق عليه في القاهرةquot;.
وقال أبو كويك: quot;الأصل أن يكون موقف الفصائل داعمًا هذه الجهود، وليس معطلاً لها، ومن له تحفظات معينة عليه طرحها خلال اللقاءات المقبلة، وليس عبر بيانات تنشر في وسائل الإعلامquot;.
إلا أن أبو كويك برر للحركتين المشاورات الثنائية قائلاً: quot;إن اكبر الفصيلين على الساحة الفلسطينية هما فتح وحماس، و الحياة الديمقراطية تبدأ بمشاورة من له نصيب الأكبر في المجلس التشريعي، ثم يتم مشاورة الفصائل الأخرى، ويجب على الفصائل الأخرى أن تعمل بهذه الروحية، وهذا لا يعني أن نستثني أي فصيلquot;.
التعليقات