مسيرة العودةجددت أمل اللاجئين الفلسطينيين برؤية الوطن

يعتقد الفلسطينيون أن قطعوا شوطا باتجاه تحقيق حلف العودة إلى ديارهم وذلك من خلال مسيرات 15 آيار.


يرى الفلسطينيون أن ما سمي بـquot;ثورة اللاجئينquot; والمتمثلة في quot;مسيرات العودةquot; التي تم تنظيمها في لبنان وسوريا وغيرها من الدول وداخل الأراضي الفلسطينية يوم 15 آيار/ مايو تمثل التطبيق الأول لحق عودة اللاجئين إلى الأراضي التي شردوا منها في العام 1948.

وقال مراقبون فلسطينيون أن هذه الأنشطة لها تأثير كبير على ترسيخ مبدأ العودة. وبحسب الصحافية و الناشطة الشبابية ميرفت العمري فأن الحملة الشبابية التي روج لها عبر وسائل الاتصال الاجتماعي مثل فايسبوك وموقع توتر بين الشباب الفلسطيني تحت شعار quot; الشعب يريد العودة لفلسطينquot; احياءا للذكرى الثالثة و الستين للنكبة تشتيت الفلسطيني عن بلاده و أرضه، كان لها أهمية كبرى.

موضحة أن هذه المسيرات تعتبر أول تحرك عملي من قبل الفلسطينيين، وخاصة اللاجئين، لتطبيق حق العودة، وتضيف:quot; هذا الزحف كان أول تحريك عملي لقضية العودة بعد أن ظلت حكرا على المهرجانات الاحتفالية quot;لمناسبة مأساويةquot; وعلى مسيرات محدودة المسافة والعدد ومحددة الوجهة داخل الأراضي المحتلةquot;.

وتقول العمري:quot; ففي اليوم الكبير، الخامس عشر من أيار، أثبت هذا الحراك فعاليته رغم تحوله ليوم دموي بعد صد الاحتلال للزاحفين بالقوة، فدولة الاحتلال وضعت بالزاوية من جديد و سقطت كافة الرهانات على quot;إسرائيلquot; الدولة القوية لليهود فقطquot; و ان الحرب مع الفلسطينيين و العرب ليس على الأراضي المحتلة عام 1967 فقط، و إنما على فلسطين التاريخية كلها.

فيما يقول المحلل السياسي عادل سماره ل quot; ايلاف quot; :quot; هذه التحركات كانت رسالة واضحة الى الجميع و بالتحديد الاحتلال الصهيوني و المجتمع الإسرائيلي بأن معركتنا على حيفا و يافا و باقي فلسطين التاريخية لم تنته و أن التبرع للكيان المحتل بأراضي الفلسطينية عام 1948، غير مقبول quot;فالشعب يريد العودة بتحرك لم يكن له مثيل من قبلquot;.

وتابع سماره:quot; هذا التحرك حدد شرعية و مصير الكيان الصهيوني كاملا و ليس مجرد quot;الاحتلالquot;، و أن حق العودة حق أصيل للشعب الفلسطيني رغم مرور سنوات طويلة عليه.

ويضيلإ:quot; إلا ان هذا التحرك سيفرغ من مضمونه في حاله اقتصاره على يوم واحد وعلى القائمين عليه العمل على إستمراريته و تجذيره كواقع و ثورة quot;لاجئينquot; حقيقةquot; في كل عام كان هناك إحياء لحق العودة في الخامس عشر من أيار و لكن هذا العام الأمر اختلف فالمعنى الرئيس في معنى هذا الحدث، ويجب أن يكون هناك آليات و فعاليات من اجل ضمان استمرارية اثر هذا الحدث و التركيز على معناه، و التركيز على المبدأ و هو quot; رفض الكيان الصهيوني و التركيز على حق العودةquot;.

هذه الدعوة من قبل سماره كانت ضمن اهتمامات القائمين على هذه التحركات كما يقول حسن أبو احمد منسق الحراك في غزة:quot; لن يتوقف حراكنا ولدينا مخططات للاستمرار المفتوح فهدفنا العودة، و هذا لن يتحقق من مسيرة في ذكرى النكبة فقطquot;.

وكباقي الثورات، يقول حسن فإن هذه المسيرة ستكون نقطة البداية quot; لثورة لاجئين مستمرة، و سنثير أزمة عالمية، ونضع المجتمع الدولي أمام تحد لتطبيق قراراته التي أقرها لعودة اللاجئين إلى بلادهم التي هجروا منهاquot;.

وتابع حسين:quot; بعد مسيرات الزحف سنعتصم في ميادين quot; العودةquot; و نعلن مطالبنا بالعودة إلى بلادنا التي هجرنا منها، دون أي مطالب سياسية أخرى، فهدفنا واحد ومحدد تطبيقا لقرارات الأمم المتحدة القاضية بعودة اللاجئين إلى بلادهمquot;.

إلا أن سماره يرى أن الرهان الأكبر أمام هذه الثورات هي الحفاظ على انجازاتها و عدم السماح لأي مستوى سياسي الاستفادة منها لأهداف حزبية.و عليه يجب حماية هذه الثورة من خلال تمتع القائمين عليها برؤية واضحة تمكنهم من قيادتها و عدم السماح للمستوى السياسي بالتفاوض باسمهم فيما بعد، و قطع الطرق على كل من يريد جني انجازاتها.