عراقيات ينتظرن دورهن للتزود بوقود مولدات الكهرباء

حذر رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي عمار الحكيم من أن تشبث حكام عرب يواجهون انتفاضة شعوبهم بالسلطة وتمكينهم للقاعدة من أجل البقاء فيها سيقود إلى حروب أهلية طاحنة وقال إن صراعات السياسيين العراقيين قادت إلى تراجع الأمن والخدمات ونفى أن تكون استقالة نائب رئيس الجمهورية عادل عبد المهدي بهدف خلافة رئيس الوزراء نوري المالكي.


أشار المجلس الاعلى الاسلامي العراقي عمار الحكيم الى استمرار الاضطرابات في بعض الدول العربية مؤكدا أن ما يجري من تحديات واستمرار سفك الدماء وانتهاك الأعراض quot;يمثل وصمة عار في جبين بعض الانظمة العربية الجائرةquot;.

وشدد على ان استمرار نهج التعنت والتشبث بالسلطة لبعض الانظمة التي تواصل قمع شعوبها سيولد حروبا اهلية طاحنة خاصة اذا ما عمل هؤلاء الحكام على تمكين المتطرفين والقاعدة من شعوبهم من أجل مدّ فترة حكمهم لأيام او أسابيع.

وقال ان هذه الاحداث دروس مهمة تؤكد ان ارادة الشعوب لاتقهر وعلى الحاكم ان يتنازل ويخرج من السلطة امام ارادة شعبه قبل ان يرغم على الرحيل بطريقة مهينة.

واشار الى ضرورة الاستمرار في تطبيق الاصلاحات التي ترقى الى تحقيق طموحات الشعوب... وقال انه لا بد للجميع ان يعرف ان المنطقة العربية تعيش اليوم معادلة سياسية جديدة ليست كتلك التي كانت سائدة سابقا.

واشار الحكيم في كلمة في الملتقى الثقافي الاسبوعي للمجلس الاعلى في بغداد الى اهمية الحوار الوطني بين الانظمة والشعوب من اجل منح مواطنيها الحريات الحقيقية وتكافؤ الفرص والعدل والانصاف موضحا ان تخصيص الدول الصناعية الثماني مبلغ 40 مليار دولار لدعم الديمقراطية في دول المنطقة انما هي رسالة واضحة للجميع للتعرف إلى طبيعة الصورة التي يراد ان تكون عليها المنطقة.

ودعا الحكومة التركية الى التعاون مع العراق من اجل الاتفاق على توزيع عادل لحصص المياه المشتركة وتوقيع اتفاقية تضمن نصيبه من المياه خاصة ان فصل الصيف يشهد استهلاكا كبيرا للمياه ما يسبب نقصا فيها. واشار الى ان للعراق quot;علاقات ومصالح تاريخية مع الجارة تركياquot; مشددا على ضرورة اعتماد الدبلوماسية الفاعلة مقرونة باللجان الفنية المتخصصة لحل هذه المشكلة مع تجنب المهاترات الاعلامية التي لاتساعد على حل أية إشكالية مع دول الجوار.

صراع السياسيين تسبب في تدهور الامن والخدمات

وحول الاوضاع السياسية المتأزمة في العراق دعا الحكيم المسؤولين والسياسيين الى الترفع عن صراعاتهم وتراشقهم الاعلامي quot;الذي اصبح المواطن يدفع ضريبته وبات يعتقد ان هذه الصراعات هي السبب وراء تراجع الامن والخدماتquot;.

واكد ضرورة التنازل عن المصالح الشخصية من اجل مصلحة الشعب quot;حتى ان تطلب الامر العض على الجراحquot;. وقال ان الشعب تحمل من المحن والالام مايكفي وعلى الجميع العمل بروح الفريق واليد الواحدة من اجل تقديم الخدمة للمواطنين.

وانتقد الحكيم الوضع الامني المتدهور وازدياد حالات استهداف المسؤولين بالاسلحة الكاتمة للصوت بطرق واساليب واحدة وقال ان هذا يؤشر إلى وجود تقصير واضح في المنظومة الامنية. ودعا الى اتخاذ الخطوات والاجراءات الضرورية للحفاظ على المكتسبات الامنية.. واكد ضرورة عدم تساهل الاجهزة الامنية مع مسألة الحماية الشخصية للمسؤولين.

وشدد على ضرورة اخذ الحيطة و الحذر لدى إشغال المناصب الامنية quot;خاصة بعد اعتقال منفذ جريمة اغتيال رئيس هيئة المساءلة لاجتثاث البعث علي اللامي الخميس الماضي والذي تبين انه ضابط في استخبارات النظام السابقquot; معتبرا ذلك رسالة تثير مخاوف حقيقية من وجود اختراقات داخل الاجهزة الامنية.

وانتقد استمرار نزيف الدم العراقي عبر استهداف الشخصيات والمسؤولين داعيا الى اتخاذ اجراءات وخطوات لازمة لحفظ دماء المواطنين والعمل على اشغال الوزارات الامنية بشخصيات ذات كفاءة ومؤمنة بالعراق الجديد.

وقال ان ذلك يضع الجميع امام مسؤولية ملء المناصب الامنية وابعاد الملف الامني عن اية مماحكات سياسية واختيار الاكفأ لتولي حقائب الوزارات الامنية الشاغرة للدفاع والداخلية والامن الوطني منذ خمسة اشهر.

وكانت الكتل السياسية العراقية فشلت الاثنين الماضي في التوصل إلى اتفاقات حول القضايا الخلافية المتعلقة بتنفيذ بنود مبادرة بارزاني للشراكة الوطنية، الأمر الذي دفع القائمة العراقية بالانسحاب، وتعليق اجتماعاتها مع كتلة المالكي إلى حين تقديم إجابات حول موقفها من تلك البنود المعلقة التي يعرقل عدم تنفيذها سير العملية السياسية منذ أواخر العام الماضي.