رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي عمار الحكيم

دعا رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي عمار الحكيم الى تجنب سياسة التصعيد السياسي والاعلامي في التعامل مع الملفات المشتركة مع دول الجوار وخاصة مع الكويت حول مشروع ميناء مبارك الكويتي وانما الاحتكام الى اللجان الفنية المختصة والرجوع الى التوافقات الاقليمية والدولية السابقة.

وطالب الحكيم القوى السياسية العراقية بتجنب التصعيد في المواقف بشأن انشاء الكويت لميناء مبارك الذي تنوي الكويت اقامته على جزيرة بوبيان quot; سلبا او ايجابا منتقدا في الوقت ذاته بطء الدبلوماسية في التحرك من اجل حل هذا الاشكالية . واكد ان الحوار والتواصل لا يمكن تحقيقه من خلال التصريحات الاعلامية والمواقف السياسية المتشنجة مشيرا الى ضرورة خلق بيئة تساعد على فتح حوار من اجل الوصول الى الطرق الصحيحة لمعالجة هذا الموقف مع الاخذ بعين الاعتبار المصلحة العراقية.

وناشد اصحاب القرار في العراق ألنظر للمصلحة العراقية في معالجة مثل مثل هذه الامور مشددا على ضرورة التعامل مع هذا الملف الحساس بأنزاله من السقف السياسي والاعلامي الى السقف الفني المختص. واشار في كلمة خلال انعقاد المنتدى الثقافي للمجلس الاعلى بمقره في بغداد اليوم الى اهمية الاحتكام الى التوافقات الاقليمية والدولية فضلا عن الرجوع الى المرجعيات القانونية التي من شأنها انصاف كل الاطراف. وقال ان العراق الديمقراطي الجديد لا بد له من المحافظة على مصالحه عبر بناء الثقة وتجنب التصعيد والازمات مع دول الجوار من اجل استحصال حقوقه وعدم التفريط بها مؤكدا انه لن يتم الاعبر دبلومسية فاعلة ونشطة.

يذكر ان خبراء عراقيين يرون ان بناء الكويت لميناء مبارك الكبير في جزيرة محاذية للممر المائي العراقي قد يتسبب بازمة سياسية جديدة بين البلدين الجارين على اعتبار انه سيؤدي الى quot;خنقquot; المنفذ البحري الوحيد للعراق. واشاروا الى ان العلاقات التي كانت قد اينعت مجددا بعدما تخلصت من تسربات الماضي، تتعرض لخطر القطيعة مرة اخرى .

ووضعت الكويت الشهر الماضي حجر الاساس لبناء ميناء quot;مبارك الكبيرquot; في جزيرة بوبيان التي تقع في اقصى شمال غرب الخليج العربي، وتعد ثاني اكبر جزيرة في الخليج (890 كلم مربع) بعد جزيرة قشم الايرانية. وتقول الكويت ان المشروع الذي تنفذه شركة quot;هيوندايquot; الكورية ويتوقع ان ينتهي العمل فيه خلال سنوات قليلة بتكلفة تبلغ حوالى مليار دولار يهدف الى جعل البلاد مركزا رئيسيا للنقل الاقليمي ومحطة مالية وتجارية عالمية.

لكن العراق يقول ان الكويت تسعى لكي تقطع الطريق الملاحي المؤدي الى العراق على اعتبار ان جزيرة بوبيان لا تبعد سوى بضعة كيلومترات عن الممر المائي العراقي المؤدي الى موانئه الاساسية. وحذر من ان هذه التحركات الاستفزازية ستجعل العراق دولة مغلقة بحريا علما ان الكويت ستتجاوز المسارات الملاحية المخصصة للسفن، ما يشير الى انتهاك سافر لمبادىء القانون البحري الدولي، وانتهاك للحدود البحرية مع العراق . ويوضح مسؤولون ان ميناء سيتسبب في جعل الساحل الكويتي ممتدا على مسافة 500 كيلومتر، بينما يكون الساحل العراقي محصورا في مساحة 50 كيلومترا.

وحول احياء يوم النكبة حيا الحكيم quot;بطولة الاف الفلسطينيين الذين زحفوا من سوريا ولبنان والاردن لاحياء هذا اليوم والعودة الى ديارهمquot; .. مستنكرا همجية تعامل القوات الاسرائلية ضد هؤلاء العزل، مشددا على ان رشق الفلسطينيين للقوات الاسرائلية بالحجارة انما هي رسالة واضحة بتمسكهم بالعودة الى وطنهم المغتصب. واكد محورية القضية الفلسطينية عربيا واسلاميا داعيا كل المنظمات واصحاب القرار الدولي لبذل المزيد من الجهد لضمان حقوق الشعب الفلسطيني من اجل حياة حرة وكريمة. كما رحب باختيار نبيل العربي امينا عاما جديدا للجامعة العربية متمنيا له الموفقية في ظل ظروف بالغة الحساسية يمر بها الشأن العربي .
وحول الوضع الامني في العراق انتقد الحكيم حاله المتقلب عبر استمرار مسلسل الاغتيالات وحوادث سقوط الصواريخ في ظل عدم معرفة ابناء الشعب العراقي من يقف وراء هذه الاعمال التي تؤثر على الواقع الامني مما يتطلب من الحكومة اتباع اجراءات سريعة لاستعادة زمام المبادرة لعودة الاستقرار الامني وطمأنة المواطنين لذلك.
وشدد على ضرورة تعيين الوزاراء الامنيين للوزارات الخالية في الدفاع والداخلية والامن الوطني شرط ان يكونوا كفوشين ومؤمنين بالنظام السياسي الجديد في العراق، حتى تكون عاملا مكملا للكفاءة التي بدورها تعتبر شرطا مهما في اختيار من يتسنم الوزارات الامنية.