الحكيم متحدثاً عن مقتل بن لادن

اتهم رئيس المجلس الاعلى الإسلامي في العراق عمار الحكيم الولايات المتحدة بالإبقاء على زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن لمدة عشر سنوات لمصالحها الخاصة ثم قتله وليس اعتقاله للاستفادة من المعلومات التي بحوزته عن التنظيم وحذر من استغلال من أسماهم بالأعداء للانسحاب الأميركي من العراق وضرب الوضع الجديد في البلاد داعيا الى تعريف الشعب بالجهات المقصرة او المسببة لعمليات العنف الحالية التي تشهد اغتيالات بأسلحة كاتمة للصوت.


عبر رئيس المجلس الاعلى الاسلامي في العراق عمار الحكيم عن أمله في ان يكون مقتل بن لادن نهاية للفكر المتطرف والمتشدد وانهاء النظرة المغايرة التي ألحقت بالدين الاسلامي جراء هذا الفكر مؤكدا ان الاسلام هو دين التسامح والمحبة ولاوجود فيه لمثل هذا الفكر الارهابي الذي يعتدي على الاخرين.

وتساءل في كلمة له خلال الملتقى الثقافي الاسبوعي للمجلس الاعلى في بغداد الليلة الماضية عن الاسباب التي جعلت الولايات المتحدة عاجزة عن اعتقال بن لادن طيلة السنوات العشر الماضية فضلا عن قتله بدلا من اعتقاله والذي قال انه كان سيسهم في التعرف إلى الجهات الداعمة لهذا التنظيم الارهابي والمستفيدة من وجوده. واشار الى انه كان قد تم في وقت سابق العثور على بن لادن الا انه تم الابقاء عليه طليقا لمصالح خاصة بها. واشار الى انه من غير المعقول ان يعيش بن لادن في قصر كبير على مقربة من واحدة من اكبر القواعد العسكرية الباكستانية لأشهر طويلة مع ازواجه وابنائه ولا يعثر عليه احد.

ووصف الحكيم عملية قتله بدلا من اعتقاله بانها من quot;ألغاز القرن الواحد والعشرين التي ستكشفها الايام وان طالتquot;. وقال ان quot;المجرم الارهابي بن لادن وقبله الزرقاوي وابو ايوب المصري quot;زعيمي القاعدة السابقين في العراقquot; قد ذهبوا الى مزابل التاريخ ولن يبقى لهم الا الذكر السيئ وماخلفوه من ارامل وايتام.

استراتيجة التغيير الديمقراطي عربياً

وفي ما يخص الشأن العربي والانتفاضات التي تشهدها بعض الاقطار دعا الحكيم الى العمل على حفظ التوازن بين الامن والسلم المجتمعي المطلوب من جهة والرغبة في التحرر والتغيير والانتظام بالدساتير والقوانين من جهة اخرى. وعبر عن الاسف لتشبث بعض الحكام بالسلطة واستمرارهم في قمع شعوبهم واستعدادهم لإزهاق الارواح البريئة والاساءة إلى مقدرات الشعوب من اجل البقاء على كراسيهم دون الاكتراث بكل هذه المضاعفات الحساسة والخطرة من جراء هذه المواقف على الرغم من المطالب المستمرة بتنحيتهم عن الحكم.

وشدد على ان ارادة الشعوب العربية في مطاليبها نحو الحرية والتحرر ستنتصر في النهاية واصفا القرن الواحد والعشرين بانه عصر quot;الشباب والشعوب المتحررة quot;. واكد ان ارادة الشعوب سوف تقهر كل الإرادات الضيقة والانانية والانتهازية لبعض هؤلاء الحكام وستبقى الشعوب الحية والثائرة قادرة على تحقيق تطلعاتها الصالحة في العزة والكرامة وحقوقها المسلوبة.

تدهور الامن ووزاراته الشاغرة

وطالب الحكيم الجهات الحكومية المسؤولة عن الملف الامني بمصارحة الشعب العراقي في التعرف إلى الجهات المقصرة والمسببة وراء العمليات الارهابية الاخيرة التي تشهد عمليات اغتيال بأسلحة كاتمة للصوت.

وأكد ان الدم العراقي عزيز ويجب ايقاف إهداره وذلك من خلال رصد الخروقات الامنية وتقديم المقصرين الى المساءلة. وأكد ضرورة حسم قضية اشغال الوزارات الامنية معتبرا ان اطالة الامر اصبح غير مبرر بوجود مرشحين كفوئين لهذه المناصب والتي سبق وان طرحتها بعض الكتل السياسية. وما زالت وزارات الدفاع والداخلية والامن الوطني شاغرة ويتولاها بالنيابة رئيس الوزراء نوري المالكي رغم مرور حوالى خمسة اشهر على تشكيل الحكومة الحالية.

وناشد العراقيين اليقظة والحذر quot;من اجل تفويت الفرصة على الاعداء ومن ينتهز فرصة انسحاب القوات الأميركية للانقضاض على المكاسب التي تم تحقيقهاquot;. واشار الى ان الشعب العراقي قد شكّل معادلة خارجة عن القياسات المألوفة لدى علماء الاجتماع والسياسة عبر صموده امام المفخخات والعمليات الارهابية والرد عليها بالمزيد من اللحمة الوطنية.

وشدد على ضرورة تحلّي السياسيين بالمزيد من الوحدة والتآلف والتضامن وتغليب المصلحة العامة على الخاصة والتركيز على خدمة ابناء الوطن الواحد.. محذرا من ان الصراعات الداخلية ترتد على مثيريها ولن تجلب للعراق الا المزيد من المآسي والضرر.

حذر من العفو العام

وفي ما يخص موضوع العفو العام الذي تتداوله القوى السياسية حاليا اكد الحكيم ان المشروع الوطني العراقي قادر على استيعاب كل الطاقات وجميع القوى الراغبة في الانسجام مع العملية السياسية وخدمة العراق شرط ان لايتم ذلك على حساب الامن العام للمجتمع او الزهد بدماء الشهداء الذين سقطوا جرّاء الارهاب الاعمى.

واشار الى ان quot;التقارير الامنية تؤكد ان العديد من المجرمين المتورطين في الجرائم الاخيرة كانوا من اولئك الذين اطلق سراحهم في الاشهر القليلة الماضية وهو ما يبعث تساؤلات حول طبيعة الاجراءات التي تسمح بخروج المجرمين ليعودوا الى اساءاتهم وإجرامهمquot;. وشدد على أهمية التوازن في موضوع العفو العام والتفريق بين الابرياء وبين اولئك الذين تلطخت اياديهم بدماء العراقيين والذين يتربصون الفرص للاساءة من جديد الى أبناء الشعب العراقي.

الانتخابات المحلية

وناشد الحكيم المواطنين بضرورة حسن اختيارهم لممثليهم عندما يحين موعد انتخابات الاقضية والنواحي والتركيز على الاشخاص المناسبين والكفوئين واصحاب النزاهة مشيرا الى ان العراق بحاجة الى ادارات محلية خدمية كفوءة. وطالبهم بضرورة حسن اختيارهم لممثليهم عندما يحين موعد انتخابات الاقضية والنواحي والتركيز على الاشخاص المناسبين والكفوئين واصحاب النزاهة مشيرا الى ان العراق بحاجة الى ادارات محلية خدمية كفوءة.

وكان رئيس الوزراء نوري المالكي قد اكد مؤخرا ضرورة اجراءات مبكرة لانتخابات مجالس المحافظات في انحاء البلاد في وقت قريب لانتخاب مجالس قادرة على تنفيذ مطالب المواطنين في تقديم الخدمات العامة الضرورية لحياتهم اليومية.