دعا رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي عمار الحكيم الانظمة العربية الى توازن بين الامن والثورة بما يضمن عدم مصادرة الثورات والاعتداء عليها بذريعة الحفاظ على الامن والاستقرار وأكد اهمية الحفاظ على الطابع السلمي للاحتجاجات والمسيرات المعبرة عن الرأي ودون المخاطرة باللحمة الوطنية للشعوب... وطالب بإجراءات عاجلة لمكافحة الفساد ومواجهة تصاعد الاغتيالات بكاتم الصوت في العراق.


حذر رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي عمار الحكيم من خطورة استمرار التراشق بين مجلس النواب والحكومة باعتبارهما السلطتين التشريعية والتنفيذية اللتين يحتاج إليهما المواطنون في تنفيذ مطاليبهم وتلبية احتياجاتهم الاساسية، جاء ذلك خلال كلمة لهفي الملتقى الثقافي الاسبوعي للمجلس الاعلى الاسلامي في بغداد بحضور جمع غفير من مواطني العاصمة وشخصياتها السياسية والدينية والثقافية الليلة الماضية.

دعوة لتوازن بين الامن والثورة
وفي ما يخص التطورات على الساحة العربية والاضطرابات التي تشهدها بعض دولها اكد الحكيم ضرورة التزام الانظمة العربية وفي ظل التحولات الكبرى التي تشهدها المنطقة العربية بالتوازن بين الامن والثورة بما يضمن عدم مصادرة الثورات والاعتداء عليها تحت يافطة الحفاظ على الامن والاستقرار كما لايجوز المخاطرة بالسلم الاجتماعي والأمن المجتمعي للشعوب .. وكذلك اشاعة الديمقراطية واحترام التعدديات الدينية والقومية والمذهبية والسياسية والمناطقية والقبلية واحترام الخصوصيات في اطار الوطن الواحد. ثم طالب باعتماد الحوار السلمي الهادئ والبنّاء والايجابي الذي تجريه الشعوب فيما بينها، ومع انظمتها لتحقيق الاصلاحات الضرورية لتضمن الرفاه والتطور للشعوب الكريمة بأقل التبعات والاضرار... وكذلك الحفاظ على الوحدة الوطنية لجميع البلدان العربية بما يحقق وحدة وطنية داخلية لكل شعب من شعوب وطننا العربي.

وشدد على اهمية الوقوف مع الانظمة الدستورية التي تلتزم القانون وتعتمد الموضوعية في مجمل إجراءاتها وسياقات عملها وتستند الى الشفافية في عرض الحقائق والوقائع في بلدانها وتبتعد عن الانفعالات التي تسيء الى الشعوب وتعرض حياة المواطنين الابرياء الى المخاطر... وكذلك الحفاظ على الطابع السلمي البناء والايجابي للاحتجاجات والتغييرات والمسيرات المعبرة عن الرأي دون المخاطرة باللحمة الوطنية لتلك الشعوب أو تعرض حياة الابرياء للمخاطر او تبدد الثروة الوطنية لهذا الشعب او ذاك أو تشل حياة المواطنين اليومية، وكذلك الوقوف بالضد من القمع الهمجي للانظمة ضد شعوبها. واشار الى ضرورة بناء دولة المؤسسات واحترام القيم العربية والاسلامية والتأكيد على ان احترام الخصوصيات والتقاليد والاعراف الطيبة لهذه الشعوب يمثل مدخلاً اساسيًا لرص الصفوف وتحقيق الاصلاحات الكبيرة بأقل الكلف.

وطلب الحكيم مناقشة هذه المبادئ في القمة العربية المنتظرة في بغداد والتي يتوقع انعقادها في ايلول (سبتمبر) المقبل وانتؤدي وسائل الإعلام دورًا في إشاعة هذه المبادئ وتفسيرها وتنوير الرأي العام بها لتكون اساسًا في تحقيق التحولات الكبرى لصالح الشعوب دون المخاطرة بالامن الوطني والامن القومي والاقليمي في المنطقة العربية.

تحذير من استمرار التراشق بين الحكومة والبرلمان
وحول الشأن المحلي العراقي أشار الحكيم الى ان الشراكة الوطنية تمثل الطموح والهاجس للعديد من القوى السياسية المؤثرة في الواقع العراقي .. واعتبر انها شراكة في القرار وفي الفرص والأدوار لتقديم الخدمة للمواطنين، مؤكدًا أنّه كلما كانت الشراكة في الأدوار والقرار كلما استُتبعت بشراكة في المسؤولية. واوضح ان حجم المسؤولية التي يتحملها كل طرف من الأطراف السياسية انما هو بحجم مشاركته في القرار وفي مواقع الخدمة العامة للمواطنين.
واكد على ضرورة قيام تعاون حقيقي بين الحكومة ومجلس النواب بأعتبارهما المؤسستين التنفيذية والتشريعية في البلاد مشيرا الى ان تكامل الادوار بينهما والاحترام الكامل للمسؤوليات والمهام والواجبات الملقاة على عاتق كل منهما من قبل الآخر محذرا من استمرار التراشق بينهما معتبرا ذلك مضرا بالمصلحة العامة للبلد.


مكافحة الفساد
وحول الفساد المالي والاداري في الدولة دعا الحكيم الى عمل جدي لمكافحته بما يسهم في خدمة المواطنين ومعالجة الاشكاليات التي تواجه المشروع الوطني في العراق .

وطالب باخضاع موضوعي النزاهة ومكافحة الفساد الى شروط اربعة هي : اتخاذ اجراءات بدون ابطاء quot;فلا يصح ان تتحول الاجراءات الرقابية الى حالة معطلة تسلب من المسؤول قدرة اتخاذ القرار وتعطل شؤون البلاد ومصالح الناسquot;. وان تكون مواجهة الفساد بدون تسييس وان لاتكون هناك خلفيات سياسية وراء إجراءات النزاهة والرقابة مشددًا على ضرورة الابتعاد عن التشهير والتسقيط على خلفية معلومات غير دقيقة وغير مؤكدة وغير مدروسة.

ثم ان تكون الاجراءات من دون تمييز quot;فلا تتوجه اجراءات الرقابة على البسطاء من الموظفين دون الكبار وتتوجه نحو الضعفاء ويعفى عنها الاقوياء، quot; . وحذر من ان هذا سوف يكرس حالة التمييز الطبقي بين المسؤولين والمتصدين في مفاصل الدولة. ورابعًا ان يكون الامرمن دون تعويم وان تتسم اجراءات الرقابة والمتابعة بالشفافية والوضوح والموضوعية وتستخدم فيها الوسائل العلمية للوصول الى المتورطين بالفساد ووضع اليد عليهم.

الامن والاغتيالات بكاتم الصوت
واشار الحكيم الى تطورات الوضع الامني السلبية وشيوع ظاهرة استخدام اسلحة الكواتم والاغتيالات فدعا الى ضرورة دراسة هذه الظاهرة المتزايدة والبحث عن مناشئها وخلفياتها، معزيًا ذلك الى وجود الشواغر في الوزارات الامنية وضرورة الاسراع في ملء هذه الشواغر فضلاً عن تطوير الجهد الاستخباري ومعالجة هذه الاخطار الامنية بعيدا عن عملية اكثار السيطرات والحواجز وتعطيل المواطنين والتي وصفها بـquot;العقوبة الجماعية للمواطنينquot;.

تأييد مطالب سكان الموصل
وحول تظاهرات الاحتجاج التي تشهدها مدينة الموصل الشمالية منذ 17 يومًا للمطالبة بتحسين الخدمات العامة واطلاق سراح المعتقلين وعدم التمديد للقوات الاميركية اعلن سماح الحكيم دعمه لكل مطلب حق ووطني لسكان المحافظة quot;وكل شعار وطني يطلقه هؤلاء الشرفاء من عشائر الموصلquot; .

ودعا الحكومتين المحلية والاتحادية الى تلبية الاحتياجات المشروعة والممكنة لابناء الموصل وحل مشاكلهم ووصفهم بأنهم quot;شركاء حقيقيون في هذا الوطنquot; . وحذر من اي اختراق لصفوف المواطنين quot;والتي قد تسعى جهات مشبوهة ومغرضة استغلالها لمآرب معادية لابناء الموصل وابناء العراقquot; كما قال .

وهنأ الحكيم المسيحيين لمناسبة عيد الفصح متمنيًا عودة ابنائهم الى العراق مؤكدًا انهم الشريك النوعي الذي يعتز بوجودهم بين اهلهم العراق.