يفضل الشيعة في العراق عموما الذين يحكمون البلاد منذ سقوط نظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين في 2003 بقاء نظام حزب البعث السوري خشية وصول السنة الى سدة الحكم في دمشق الذي يمكن ان يؤدي الى تعكير الاجواء في العراق.


بغداد: إذا كان العراق رسميا وعلى لسان رئيس وزرائه نوري المالكي قد برر التظاهرات في الدول العربية بسبب quot;الطغيانquot; وquot;الاضطهادquot; الذي تعانيه الشعوب العربية، فان رجال السياسة الشيعة يبدون اكثر حذرا.

ويقول الشيخ جلال الدين الصغير القيادي في المجلس الاعلى الاسلامي العراقي، احد ابرز الاحزاب الدينية الشيعية في العراق quot;صحيح ان حزبي البعث في البلدين حملا الاسم نفسه لكن هناك فارقا كبيراquot;.

ويضيف ان quot;سوريا وقفت مع المعارضة العراقية بكل منحياتها لكن لا يمكن ان نتحدث عن الاثنين بالطريقة نفسها. فهناك فرق بين النظام المجرم الذي حكم العراق باسم حزب وبين حزب البعث في سورياquot;. وبحسب الصغير فانه quot;يجب ان يؤخذ في الاعتبار ان العراق سيكون اكبر المتضررين من عدم استقرار الاوضاع في سورياquot;.

وتأسس حزب البعث في دمشق في 1947 على يد مسيحي ومسلم هما ميشيل عفلق وصلاح بيطار.

وسيطر هذا الحزب العلماني الذي جمع ما بين القومية العربية والاشتراكية على السلطة في سوريا في 1963 وفي العراق في 1968.

وهيمنت الاقلية العلوية على السلطة في سوريا حيث يشكل السنة الاغلبية والاقلية السنية في العراق حيث يشكل الشيعة الاغلبية. لكن سرعان ماتخاصم فرعا هذا الحزب.

ففي 18 اب/اغسطس 1980 قطعت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين بعد وقوف دمشق الى جانب طهران في الحرب العراقية الايرانية (1980-1988). واستقبلت دمشق المعارضين السياسيين لنظام صدام حسين وابرزهم رئيس الوزراء الحالي نوري المالكي.

واعرب الصغير عن خشيته من وصول السلفيين الى السلطة في سوريا، مؤكدا ان هذا سيجعل quot;المشكلة الطائفية تتعاظمquot; في المنطقة.

من جانبه، اعرب خالد الاسدي النائب عن ائتلاف دولة القانون بزعامة المالكي عن قناعته بان quot;معظم الذي يجري في سوريا مفتعل وليس شيء جذري او اساسي او شعبي مئة بالمئةquot;. واشار الى ان quot;هناك عناصر اجنبية تتدخل في الوضع السوري الامر الذي نرفضه كما رفضناه في البحرينquot;.

وكان العراق دان التدخل السعودي في البحرين حيث يشكل الشيعة غالبية السكان.

وقال الاسدي quot;نعتقد ان تدخل او تحريض طائفي او عنصري في الوضع سيمس القضايا العربية الاساسية ويؤثر علينا بالعراق بشكل مباشرquot;، مشيرا الى ان quot;معظم التدخلات جاءت من هذا الجانب او الجانب المحاذي للعراقquot;.

وتابع quot;بالتالي نحن نترقب ونتحسس من الوضع السوري عن غيره من مناطق العالم العربي، ونعتقد انه من الضروري عدم التدخل بل من الخطأ الكبير التدخل بالشأن السوريquot;.

من جهته، يؤكد لطيف العميدي الطالب في المدرسة الاسلامية في مدينة النجف المقدسة جنوب بغداد عن خشيته من quot;وصول السلفيين الى السلطة في سوريا كما حصل في السابق في العديد من مدن محافظات الانبار وصلاح الدين ونينوىquot;.

واشار العميدي الى وصول quot;الجهاديينquot; الى المناطق السنية بعد الغزو الاميركي للعراق في عام 2003 ومنهم تنظيم القاعدة والذين كانوا السبب الرئيس لاندلاع اعمال العنف الطائفية الدموية التي خلفت عشرات الالاف من القتلى.

وبحسب حميد فاضل استاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد فان شيعة العراق الذين انتظروا 80 عاما للوصول الى السلطة، يخشون ان تحاط بهم انظمة سنية.

وقال فاضل ان quot;كل مايحصل في سوريا يؤثر على العراق كثيرا على الرغم من الدور السلبي لنظام البعث في الماضيquot;.

وكانت الحكومة العراقية اتهمت في السابق سوريا بالسماح للمقاتلين العرب بالعبور الى العراق عبر حدودها فضلا عن ايوائها البعثيين العراقيين الذين اتهموا بالوقوف وراء الهجمات في العراق.

ويضيف فاضل quot;اذا وصل الاسلاميون الى السلطة، فسيكون من الواضح انهم حصلوا على دعم السعودية ودول سنية اخرى وهذا ما سيؤثر على العراق، لانهم سيحاولون الاتصال بالسنة من اجل التامر على الحكومة التي يسيطر عليها الشيعةquot;.

واضاف ان quot;اي تغيير في نظام الحكم في دمشق سيقوي الاكراد في العراق الذين سيتشجعون للانتقال من الحكم الذاتي الذي يتمتعون به الان الى الانفصال الذين يحلمون بهquot;.